اعتبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن المبادرة الروسية الرامية إلى وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي لن توقف نزيف الدماء السورية. ودان الوزراء أمس خلال اجتماعهم الدوري بجدة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة العربية السعودية المشارك في الدورة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ما أسموه ب«الجريمة البشعة» باستخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي، داعين مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لردع الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري. وفي مستهل الاجتماع، أكد وزير خارجية مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على روح العمل الخليجي الموحد والمسؤوليات التاريخية المشتركة وثبات موقف دول المجلس وتضامنها غير المحدود أمام التحديات والتهديدات المحيطة بها من أعمال عنف وإرهاب أيا كان مصدرها والعمل على بناء قدرات دول المجلس الذاتية لتعزيز سلامة الجبهة الداخلية في إطار الاستراتيجية الأمنية والدفاعية. ونوه الوزير البحريني بالأهداف النبيلة والمصير المشترك والمصالح العليا التي تؤمن بها دول مجلس التعاون وتجسد أروع صور التلاحم بينها وأسمى صور التعاون والعطاء، مؤكدا على موقف دول المجلس الثابت بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وإدانة الجريمة البشعة التي اقترفها النظام السوري باستخدامه الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا التي ترتب عليها قتل مئات الأبرياء المدنيين من الشعب السوري الشقيق مما يضع العالم بأسره أمام تحد كبير يستلزم قيام الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما وفقا لميثاق المنظمة وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها منذ أكثر من عامين. وأشار الوزير البحريني إلى ما شهدته جمهورية مصر العربية الشقيقة من أحداث مؤسفة وضغوط مكثفة في الأيام الماضية، مجددا تقدير دول المجلس عاليا لمضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمساندة جمهورية مصر العربية وشعبها لتحقيق أمنها واستقرارها وحقها الشرعي في الدفاع عن مصالحها الحيوية. وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال معالي وزير خارجية مملكة البحرين رئيس الدورة العادية «128» للمجلس الوزاري لأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة «أعبر عن تقدير دول مجلس التعاون للرئيس الأمريكي أوباما ووزير الخارجية جون كيري لجهودهما والتزامهما بتحقيق السلام العادل القائم على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو وما تم الاتفاق عليه من تبادلات، متطلعين أن يكون ذلك مؤشرا إيجابيا نحو حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع الأطراف ذات العلاقة كافة. وعبر عن أمله في أن تتم معالجة مشكلة الملف النووي الإيراني عبر الوسائل والقنوات الدبلوماسية، مؤكدا أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لمبادئ الشفافية وتطبيقها لأعلى معايير السلامة في منشآتها النووية والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية، متطلعا أن يفتح تولي الدكتور حسن روحاني رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية صفحة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون والجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقوم على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وفيما يتعلق بالوضع في اليمن الذي يحظى بدعم دول مجلس التعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه، أكد معاليه أهمية المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وحوار التوافق الوطني وضرورة دعم المجتمع الدولي لها وذلك بتهيئه السبل الكفيلة بنجاحها تحقيقا لطموحات وآمال الشعب اليمني الشقيق. ودعا في ختام كلمته الله جل وعلا أن يوفق الجميع فيما هم بصدده وإنجازه بالتنسيق والتكامل في مختلف المجالات التي تهم المجتمعات الخليجية بما يعود على مواطنيها بالخير والمنفعة ويحقق طموحاتهم نحو مستقبل أفضل. إثر ذلك عقدت الجلسة المغلقة.