اتق شر من أحسنت إليه هذه الجملة الشائعة التي يتداولها الناس بينهم لم تأت من فراغ بل جاءت بعد رصيد من التجارب في الحياة وما يعيب هذا القول أن يكون على الإطلاق بينما الأمر ليس كذلك إنما بعض الناس قد يكون فيهم لؤم ويبادلون الإحسان بالإساءة ويسبب ذلك صدمة عند الطرف المحسن تنعكس سلبيا على تعامله مع الناس. إن هذه الجملة إن صدقت على بعض الناس تحمل -للأسف- في طياتها رسالة سلبية للناس تجعلهم يحجمون عن فعل المعروف ولكن كيف لنا أن نحول هذا الفهم السلبي إلى فهم إيجابي يدفعنا نحو الاستمرار في فعل المعروف دون أن نعير أي اهتمام لردة فعل الآخرين فكيف السبيل إلى ذلك النهج الإنساني الجميل وإعادة النظر في فهم جملة اتق شر من أحسنت إليه. أخي القارئ يكون ذلك عندما تضع نصب عينيك الأجر والمثوبة من الله حينئذ لن تنظر لما يأتيك من الآخرين فأنت قد حددت هدفك من قبل فإن قالوا أو فعلوا خيرا بها ونعمت وإن كان غير ذلك فالأمر قد حسم من قبل وسيأتيك الجزاء.. وفي الختام إليك أخي القارئ أصدق بيت كما وصفه العرب للحطيئة حين قال: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس عبدالمولى زهيميل السلمي