يعاني سكان الأحياء الشعبية بمكةالمكرمة من تجمع الدراجات النارية المنتشرة في الشوارع، دون مراعاة لظروف السكان وخصوصيتهم، رغم الحملات التفتيشية الدائمة التي تقوم بها الجهات الأمنية لملاحقة قائدي الدراجات غير المرخصة، التي تزداد أعدادها يوميا، خاصة عقب موسمي رمضان والحج. «عكاظ» ناقشت المشكلة مع سكان حي (جرهم) لمعرفة ما يصيبهم من أذى جراء تقاطع هذه الدراجات في الشوارع، حيث قال هادي حسين إن الأهالي يعانون يوميا من تردد عدد كبير من قائدي الدراجات النارية غير المصرحة على مدى ساعات الليل والنهار، متسببين في إزعاج لا يطاق للأهالي بأصوات محرك الدبابات العالية جدا دون أي اهتمام براحة وظروف السكان؛ فمنهم المريض وآخر كبير السن، فضلا عن الموظف أو العامل الذي يرغب في الراحة بمنزله بعد قضاء يوم علمي شاق. وذكرت سلوى شعبان -إحدى ساكنات حي العتيبية- أن معظم أصحاب الدراجات النارية ليسوا من أهالي الحي ويأتون لزيارة أصدقائهم وأقاربهم بشكل شبه يومي ويمكثون من منتصف الليل إلى الفجر بجوار أبواب المنازل والبقالات وتتعالى أصواتهم، دون احترام أو تقدير لظروف السكان وخصوصيتهم في هذا الوقت المتأخر. ويرى بعض قاطني أحياء مكة من الشباب أن بعض قائدي الدراجات يستخدمونها في أعمال الشغب والسباقات غير المصرح بها والسرقات والسطو؛ لسهولة ومرونة حركتها وقدرتها على اقتحام الأزقة الضيقة، بالإضافة إلى سهولة سيرها بالشوارع والحواري، مبينين أن هذا النوع من المركبات يجد قبولا واستحسانا واسعا لدى الشباب حتى بات البعض يتباهى بامتلاك أفخم الموديلات ذات الثمن الباهظ، متجاهلين خطورتها والأذى الذي قد يلحق بهم نتيجة الاستخدام السيئ له، خاصة أن البعض لا يعلم أساليب الوقاية والسلامة، مؤكدين أنه قد ذهب ضحية هذه المركبات الكثير من الشباب في حوادث مختلفة؛ بسبب جهلهم بقواعد الحماية وتجاهلهم للأنظمة المرورية، مطالبين بتخصيص ميدان عام لممارسة هواية رياضة سباق الدراجات النارية لعشاقها بدلا من قيادتها بهذا الشكل العشوائي في الشوارع والميدانين العامة. دفعت مجموعة من أهالي الأحياء الشعبية في مكةالمكرمة بالشكاوى إلى مراكز الشرطة؛ بسبب سوء الوضع بعد شهر رمضان المبارك المعروف بزيادة الإقبال على شراء الدرجات النارية؛ لمرونة حركتها في الزحام وخاصة في المنطقة المركزية والأحياء المجاورة لها ذات الأزقة والشوارع الضيقة، ومن المعلوم أن كثيرا من أبناء مكة العاملين يشترونها لقضاء أعمالهم الموسمية ثم يبيع البعض منهم الدراجة بطريقة عشوائية لهؤلاء الشباب، خاصة أن قيمة امتلاك الدرجات النارية، وقطع غيارها، ووقودها أقل بكثير من شراء السيارات بالإضافة إلى أن كثيرا من الشباب يستسهلون قيادتها ويعتبرونها (موضة) وعليهم مجاراتها. ورغم أن الدوريات الأمنية تقوم بجولات تفتيشية مستمرة للتحقق من هوية وامتلاك أصحاب الدرجات النارية للحفاظ على سلامة قائديها وأفراد المجتمع من سوء استخدامها كالتهور في القيادة أو الجرائم والحوادث المرورية الناجمة عنها، إلا أن جهود رجال الأمن وحدها لا تكفي للقضاء على هذه المشكلة أو للحد منها فهؤلاء الشباب محسوبون على ذويهم بدرجة الأولى، ما يستوجب تعاون أولياء الأمور مع الجهات الأمنية ومنع أبنائهم من العبث بالأرواح ومصالح الآخرين وتقنين استخدام الدبابات في الزمن والمكان المناسبين، مع مراعاة كافة الإجراءات النظامية لها. وأكد الناطق الإعلامي بمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري أن البحث بشعبة السير بمرور مكة يقوم بجولات تفتيشية مكثفة بعد شهر رمضان والحج لضبط الدرجات النارية التي لا تحمل رخصا نظامية أثناء الحملة الميدانية، وبالتالي ضبط المخالفين لنظام السير من أصحاب هذه المركبات، حيث تقوم بضبطها وحجزها بحجز المعيصم، كما يتم تحويل المخالفة منها إلى هيئة الجزاءات بإدارة المرور لإصدار العقوبة بحق مالكيها.