الدراجات النارية «الدبابات»، التي يقودها شباب مراهقون معظمهم قاصرون، تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاما، ظاهرة لافتة غزت بعض شوارعنا ومدننا الساحلية بسرعة عجيبة، خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الصيفية، تراهم يجوبون بدراجاتهم تلك بعض الشوارع محدثين ضجيجا مزعجا لسكان الأحياء وقائدي السيارات، سيما وهم يأتون ببعض الألعاب والاستعراضات الخطرة ما بين السيارات، فيتسببون في إحداث ربكة في حركة السير، ووقوع بعض الحوادث بسبب الفوضى التي يحدثونها في بعض الشوارع، إضافة إلى قيام بعضهم بالتحرشات والمعاكسات أمام الأسواق والمولات الكبيرة ومضايقة العوائل، وارتكاب بعض المخالفات التي تهدد أرواح الممارسين لهذه الألعاب من ناحية، وأرواح المواطنين من ناحية أخرى، علما بأن الغالبية العظمى منهم لا تجيد قيادة مثل هذا النوع من الدراجات السريعة. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من شباب «الدبابات»، وأصحاب المحال الذين يقومون بتأجيرها، والمواطنين، حول هذه الظاهرة وما يترتب عليها من أخطار، ودور الأسرة في الحد من انجراف أبنائهم وراء هذه الممارسات التي قد تنعكس سلبا على حياتهم، أو تصيبهم بعاهات يصعب الشفاء من آثارها، وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه مكاتب رعاية الشباب واللجان الرياضية للنشاطات الصيفية في عدم ترك الشباب نهبا للملل واللامبالاة، وذلك بفتح الأندية الرياضية والمراكز الثقافية لاستيعاب طاقات الشباب وتوجيهها لجهة نموهم الفكري والبدني. زياد فهد (23 عاما) يمارس هذه الهواية منذ سنوات عدة، وحصل على رخصة رسمية لقيادتها، وهي بالنسبة له رياضة تحتاج فقط للدعم وتخصيص ساحات للشباب لممارسة هواياتهم بعيدا من مخاطر الطرقات. وهي بالنسبة لمحمد مكي (15 عاما) الذي استأجر منذ عامين دراجة صغيرة من أحد المحال، رياضة محببة، قائلا «سبق وأن أنضممت إلى أصدقائي في السباقات الخاصة بمثل هذا النوع من الدراجات، واصطدمت دراجتي بإحدى السيارات فأصبت ببعض الكسور، ولكنها لم تمنعني من الاستمرار في ممارسة هوايتي». أما مشعل (19 عاما) فيختلف عن كل أقرانه في هذه اللعبة الخطرة، فقد مارسها منذ فترة وتعلم قيادتها بسرعة، وهو الآن يتسابق في طرقات وشوارع الرياض في عطلة نهاية الأسبوع مع أصدقائه في سباقات ينظمونها فيما بينهم، ويرى فيها فرصة لإظهار بعض المهارات التي تحتاج إلى قدر كبير من الجرأة والشجاعة. يقول مشعل: استخدمها أحيانا كوسيلة نقل، خصوصا وقت الزحام وإغلاق بعض الجسور، لكني أجزم بسلبيات الظاهرة، وأتمنى التقيد بالضوابط والتعليمات المنصوص عليها للحد من أخطارها على الطرقات والأفراد على حد سواء. ويروي راشد سعيد (22 عاما) أنه جوبه بمعارضة شديدة من الأهل ومنعه من ممارستها فظل يمارسها سرا، ولأنه كان يتمنى قيادة الدراجات النارية منذ الصغر، فقد ساعده ذلك مستقبلا في افتتاح محل لايجارها في الحي، مما سهل عليه ممارسة هوايته. حول مشروعية فتح مراكز لتأجير وصيانة الدراجات النارية وارتفاع أسعار إيجارها، أوضح يحيى سالم صاحب أحد المراكز، أنه لا توجد قوانين ملزمة لعملهم، مشيرا أن أسعار الإيجار تتراوح ما بين «500 – 1000» ريال، علما بأن أسعار الدرجات نفسها مرتفعة. ويضيف: معظم زبائننا من الشباب المراهقين، ودائما ما نطلب منهم عدم الاستعراض في الطرقات الرئيسة التي تكثر فيها حركة المارة والسيارات، إضافة لضبط عداد السرعة منعا للحوادث والتقليل ما أمكن من الإصابات. إلى ذلك يعلق نايف البقمي أحد السكان المجاورين لعدد من محال الدراجات النارية، إننا نعاني بشكل مباشر ومستمر من انتشار محال الدراجات النارية داخل الأزقة وبين الدور السكنية، غير عابئة بالضجيج المتواصل والإزعاج الدائم لأهالي الحي، فضلا عن الخطر الذي يهدد أرواح الأطفال، كما أن هذه المحلات أصبحت وبالا علينا نحن أصحاب الدور القريبة منها؛ لأنها أصبحت مركزا لتجمع الشباب والمعاكسات، فضلا عن الشجار الذي عادة ما ينشب بينهم، وعليه نتطلع لمتابعة هذه الظاهرة من الناحية الأمنية خاصة في الأحياء التي تنتشر فيها مثل هذه المحال.