رأى الخبير الإستراتيجي الدكتور علي التواتي، والدكتور سعود العتيبي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على اتخاذ بلاده لقرار ضرب قوات النظام السوري ولو بشكل محدود، يأتي بهدف إضعاف النظام السوري الذي قام مؤخرا باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وهو أمر ترى فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية خروجا على المعاهدات الدولية، وواجبا نحو حماية المدنيين.. إلى جانب حلفائها في المنطقة. وأن إضعاف النظام السوري عسكريا سيؤدي إلى إجباره على تسليم السلطة، إو إزالته عبر انقلاب عسكري.. تترقب حدوثه الإدارة الأمريكية. وقال الدكتور العتيبي: «الرئيس الأمريكي أكد في خطابه أن قرار ضرب قوات النظام السوري اتخذ دون الرجوع إلى الكونجرس، وأن القرار يهدف إلى إسقاط النظام السوري. فالإدارة الأمريكية ترى أن ضرب المواقع العسكرية للنظام السوري سيؤدي إلى إضعافه، ومن ثم إسقاطه من الداخل، من خلال حدوث انقلاب عسكري ضد النظام السوري، وهو تتوقعه الإدارة الأمريكية». وأضاف العتيبي قائلا: «من اللافت أنها المرة الأولى التي يتردد فيها رئيس أمريكي في اتخاذ قرار مماثل بشأن ما جرى ويجري في سوريا، فمن المعلوم أن أمريكا دولة عظمى تقود العالم، وهي تعتبر استخدام الأسلحة الكيمائية خطا أحمر لا يمكن تجاوزه مع أي من الدول التي تستخدم تلك الأسلحة ضد المدنيين، ومن اللافت أيضا عدم سماع أي تهديد من النظام السوري وحلفائه تجاه الحديث عن الضربة الأمريكية التي تناولها الإعلام طيلة الأسبوع الماضي، ولذا نحن نترقب مستجدات الأوضاع لمشاهدة ما سيسفر عنه بعد خطاب الرئيس الأمريكي». ومن جهته قال الدكتور التواتي: «من البديهي أن الرئيس الأمريكي لم يحدد موعدا للضربة وذلك لأن النظام السوري قام مؤخرا بعمليات تحريك واسعة لقواته نحو مواقع مكتظة بالسكان، حيث ستقع خسائر بشرية في حال إذا ما استهدفت قواته تلك المواقع، وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي أكثر حذرا في تحديد موعد الضربة، والتي يتطلب إقراراها رؤى عسكرية ترتكز على عنصري الدقة والمفاجأة». وقال التواتي: «في اعتقادي أجد أن الضربة تهدف إلى إضعاف النظام السوري ودفعه نحو حضور مؤتمر جنيف الخاص بالأزمة السورية.. وتسليمه للسلطة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. خاصة وأن هناك تحركات سياسية كبيرة نحو تحقيق تلك الأهداف وتجنيب سوريا الضربة الأمريكية».