أبدى إعلاميون وخبراء سوريون مخاوفهم من أن ما يتم تداوله بشأن الضربة العسكرية لمواقع النظام السوري هي مجرد تكتيك لا يهدف إلى إسقاط رأس النظام بشار الأسد الأمر الذي قد ينعكس وحشية من هذا النظام بحق السوريين أكثر من ذي قبل. الإعلامي والكاتب فؤاد عبدالعزيز رأى أن وضع حد لهذا النظام أمر يجمع عليه الشعب السوري الثائر وهي مسؤولية المجتمع الدولي، لكن ما يجري على الساحة الدولية وخصوصا الاستعدادات العلنية للضربة والتطمينات الغربية بأنها لا تهدف لأسقاط النظام يثير الريبة لدى هذا الشعب خشية أن تكون مقدمة لتمرير مخططات تهدف لتقسيم سورية وتفتيتها. يقول عبدالعزيز اعتقد أن ما يجري على الساحة الدولية حاليا هو طبول حرب نفسية والنظام أيضا يحاول أن يدق على الطبل بنفس الطريقة الغربية وهو يريد أن يوصل رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها «أنني جاهز لاستقبال الضربة وإذا تعدت ذلك فإنني سوف أحارب كالمجنون والمنتحر». ويتابع فؤاد عبدالعزيز بتصوري أن احتمالية الضربة باتت كبيرة والنظام بدأ يدرك أنها قادمة لا محالة.. لكن ما هو غير واضح هو هدفها. فالضربات الأولى بدون شك هي التي ستوضح الهدف، وموقف النظام منها هو الذي سيحدد التطورات التي يمكن أن تؤدي إليها، لذلك نشعر أن الغرب متريث أو متردد بين هل يعاقب فقط، أم يتوسع بأهدافه ويفرض على الأقل مناطق عازلة وآمنة. وأشار إلى أنه ما لم يكن الهدف من الضربة هو حماية الشعب وخلق مناطق آمنة على الأقل فإنها قد تؤدي إلى مفعول عكسي في حال كانت تجميلية للموقف الغربي وسوف تؤدي في هذه الحالة إلى أن يتوسع إجرام النظام بحق المدنيين في سورية كونه سيعتبر أن هذا الشعب جلب التدخل الخارجي وبالتالي يستحق عقوبة كبيرة، وهنا لا بد أن يدرس الغرب كل هذه الاحتمالات وبعناية فائقة لأننا لا نريد معاقبة النظام فقط، وإنما نريد وضع حد له ولإجرامه. من جهته رأى الإعلامي والمحلل مصطفى السيد أن الغرب قد يلجأ إلى ضربة عسكرية لبعض الأهداف لكنه لا يسعى لإسقاط النظام بالقدر الذي يسعى فيه لجره لطاولة جنيف ومن ثم فإن سياسة الاحتواء المزدوج التي تمارسها الولاياتالمتحدة تهدد المنطقة بحرب طويلة الأمر الذي ينبغي التنبه إليه. وتابع السيد، لن نبالغ إن قلنا إن الغرب تفرج على السوريين 30 شهرا وهم يقتلون وتحرك ضميره من أجل إسرائيل عندما ارتكب النظام مجزرة الكيماوي في الغوطة، وهذا يدل على أن حل المشكلة ووقف النزيف السوري هو الهدف بالقدر الذي سيعمل فيه الأمريكيون ودول الغرب على إضعاف النظام أو إزاحة رأسه مع الإبقاء على بعض أدواته وإدخاله تحت الضغط في شراكة مع قوى المعارضة، مع إبقاء الباب مفتوحا لتدخلات في أية لحظة على الأرض ضد جماعات متشددة في سورية.