أكد أطباء مختصون أن شكوى بعض الطلاب والطالبات من تقلبات النوم والصداع مع بدء العام الدراسي الجديد، عارض مؤقت يزول مع تنظيم الساعة البيولوجية التي تعودت طوال أيام الإجازة على النوم نهارا والاستيقاظ ليلا إلى ساعات متأخرة. وأشاروا إلى أن عارض الساعة البيولوجية يتكرر دائما في إجازات المدارس، حيث يتعود الفرد على أن يؤقلم برنامجه اليومي على آلية محددة، وبالتالي فإن حدوث أي خلل بعد انتهاء الإجازات أمر وارد كرد طبيعي وفسيولوجي. متلازمة النوم ورأى استشاري ورئيس قسم الأمراض الصدرية مدير مركز اضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني الدكتور أيمن بدر كريم، أن كثيرا من الطلاب والطالبات الذي اعتادوا على السهر طويلا أيام الإجازة يعانون من اضطرابات النوم والصداع مع بدء العام الدراسي، وهو رد فعل طبيعي للجسم نتيجة اختلاف عمل الساعة البيولوجية التي تعودت طوال أيام الإجازة على برنامج وآلية محددة. وأشار إلى أن أبرز ملامح الأيام الأولى من العودة للمدارس، وجود بعض الطلاب والطالبات ينامون في أوقات متقطعة وغير مناسبة من الليل أو النهار، كتعويض عن النقص في ساعات النوم الضرورية لراحة الجسم، مما يرفع نسبة الإصابة بالحرمان الحاد والمزمن من النوم، واضطرابات الساعة الحيوية كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ بشكل معاكس. وأشار إلى أن جسم الإنسان البالغ يحتاج إلى ما معدله 7-8 ساعات من النوم في اليوم والليلة حتى يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية على أكمل وجه، ويزيد هذا العدد إلى 10 عند طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، لذا يجب على الوالدين الحرص على تنظيم آلية النوم عند الأطفال بحيث يأخذون كفايتهم من الراحة الجسدية. النوم مبكرا ويؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن الصداع واضطرابات النوم بعد الإجازة شكوى شائعة ولها أسباب عديدة منها تعود الطلاب والطالبات على السهر إلى أوقات متأخرة جدا والنوم في فترات النهار، وهذا العارض المؤقت يزول مع البرمجة الجديدة من خلال تنظيم ساعات النوم وإعطاء الجسم كفايته من الراحة. الدكتور الحامد دعا إلى ضرورة تعويد الأطفال على النوم والاستيقاظ مبكرا حتى تبرمج الساعة البيولوجية على آليتها الجديدة. وخلص إلى القول «المحافظة على آلية عمل الساعة البيولوجية التي تضبط العمليات الداخلية في الجسم تمنع حدوث الاضطرابات المختلفة التي تنعكس سلبا على الصحة وتؤدي لاضطرابات عديدة أثناء الليل والنهار، ولهذا تؤثر على الجسم والذهن وتجعل الفرد عاجزا عن القيام بعمله بالشكل الصحيح، كما أن ضبط الساعة البيولوجية يحقق التوازن المفقود المطلوب لدى الإنسان». الألعاب الإلكترونية وفي ذات الاتجاه، أرجع الدكتور أبوبكر باناعمة استشاري الطب النفسي، سبب معاناة بعض الطلاب والطالبات من الصداع نهارا أو الخمول والكسل واضطرابات النوم مع بدء العام الدراسي الجديد، إلى اختلاف آلية الساعة البيولوجية التي تعتبر مسؤولة عن تنظيم العمليات الفيزيولوجية في الجسم، لافتا إلى أن التعرض للتغيرات المفاجئة يؤثر على المزاج والنوم والإنتاج وخصوصا أن الجسم تعود طوال أيام الإجازة على الاستيقاظ ليلا لساعات طويلة والنوم نهارا. وأكد الدكتور باناعمة أن تنظيم آلية النوم والاستيقاظ عند الطلاب والطالبات وخصوصا الذين يدرسون في المرحلة الابتدائية يساعد كثيرا على مواجهة أية عوارض مرضية، كما يعزز ويثري تحصيلهم العلمي، مع ضرورة الحرص على تجنيبهم قدر الإمكان الألعاب الإلكترونية.