اضطر خالد زير الحسيني وأسرته إلى الانتقال للعيش في كهف بعد أن هدمت الجرافات الإسرائيلية بيته في القدسالشرقية. وتملأ رائحة القمامة المسكن الجديد الضيق بينما تنتشر بعض قطع الأثاث في المكان القريب من حي سلوان في القدسالشرقيةالمحتلة. ويقول الحسيني وهو يحمل أصغر بناته الست التي تبلغ من العمر أربعة أشهر لوكالة فرانس برس «كنا نائمين الثلاثاء الماضي واستيقظنا في الساعة السادسة صباحا على صوت جرافات بلدية القدس القادمة إلى منزلنا»، وأضاف «أعطونا خمس دقائق فقط للخروج قبل هدم المكان». وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن إسرئيل هدمت الأسبوع الماضي عدة بيوت مما أدى إلى تهجير 79 فلسطينيا من بينهم 18 طفلا في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وقالت المنظمة «عندما تقوم القوات الإسرائيلية بهدم البيوت بشكل روتيني ومتكرر في الأراضي المحتلة دون إظهار ضرورة ذلك للعمليات العسكرية يبدو بأن الهدف الوحيد هو طرد الأسر من أراضيها وهذه جريمة حرب». ولكن بلدية القدس نفت أن تكون قد نفذت أي «هدم للبيوت»، مشيرة إلى أن بيت عائلة الحسيني كان عبارة عن «مبنى من الصفيح غير صالح للسكن». وأشارت متحدثة باسم البلدية إلى أن «سلطة الحدائق والطبيعة بالتعاون مع البلدية قامت بإزالة مجموعة من المباني المبنية من الصفيح موجودة في أماكن ملكية عامة من المقرر أن تصبح حديقة عامة»، مشيرة إلى أنه «لا يمكن استخدام المنطقة لأغراض سكنية خاصة». وكانت بلدية القدس الإسرائيلية أمرت الحسيني في فبراير الماضي بهدم منزله لإفساح المجال أمام إقامة حديقة عامة في المنطقة ولكن محاميه قدم التماسا ضد الحكم. وقال الحسيني «لم يكن هنالك أي قرار نهائي من المحكمة يأمر بالهدم عند قدوم الجرافات». ويشرح «قبل ستة أشهر سلمتني سلطات في البلدية أوراقا للهدم أعطيتها للمحامي الذي قدم الاستئناف، والمحكمة ما زالت تنظر في القضية»، مشيرا إلى أن البلدية تصرفت من تلقاء نفسها وأحضرت قوات من الشرطة لهدم المنزل. وعاش الحسيني في البيت الذي بلغت مساحته 60 مترا مربع لسبع سنوات وبناه من الخشب والصفيح في أراض تعود ملكيتها لعائلته. ودمر البيت تماما وهنالك مكانه كومة كبيرة من الأنقاض. ونصب الحسيني العلم الفلسطيني بين الأنقاض. وبحسب أرقام صادرة عن هيومن رايتس ووتش فإن القوات الإسرائيلية هدمت بيوت 716 فلسطينيا في عام 2013، وهذا يفوق بثلاثة أضعاف من أعمال الهدم في القدسالشرقية العام الماضي. وقالت المنظمة إن عمليات هدم البيوت الإسرائيلية هجرت 3799 فلسطينيا منذ بدء حكم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 31 من مارس 2009.