هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس تجمعاً سكنياً في الأغوار ودمرت منزلاً ومتجرين ومشاتل زراعية قرب القدسالمحتلة والضفة الغربية، كما جرفت طريقاً زراعية مولتها الحكومة الفلسطينية في ايلول (سبتمبر) الماضي، الأمر الذي اثار استنكاراً فلسطينياً واسعاً. وإذ داهمت قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي تجمعاً سكنياً في الأغوار الشمالية وهدمته قال سكان التجمع ان الجرافات الاسرائيلية هدمت بيوت الصفيح التي كانوا يعيشون فيها وسوّتها بالأرض. وذكر احد سكان التجمع شحدة دعيس ان عشرات الخراف نفقت تحت الانقاض. واوضح اصحاب التجمع ان قوات الاحتلال هدمت التجمع لتمكين المستوطنين الذين يقطنون في مستوطنة «مسواة» المجاورة من السيطرة على الارض والتوسع فيها. وقال شحدة دعيس انهم اقاموا تجمعهم السكني هذا قبل قيام المستوطنة عام 1983. وقال القائم بأعمال محافظ اريحا ماجد الفتياني ان «قوات الجيش الاسرائيلي هدمت الاربعاء 7 بيوت يقيم فيها نحو 35 من المزارعين ومربي الماشية في منطقة الجفتلك». وقدر خسائر هذه القرية «بنحو مئة الف دولار من هدم بيوت واكشاك صفيح واتلاف عشرات الاطنان من الاعلاف، ونفوق مواشٍ نتيجة هدم الحظائر عليها وتدمير خزانات الماء». واتهم اسرائيل بأنها «من خلال عملية الهدم تحاول تفريع منطقة الأغوار من سكانها لتوسيع مستوطنة مسواة على حساب أراضي الجفتلك». وتطالب اسرائيل بإبقاء منطقة الأغوار الحدودية المحاذية لنهر الأردن تحت سيطرتها في اي حل سياسي مستقبلي. الى ذلك، دمرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منزلاً في حي الطور قرب جبل الزيتون في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال صاحب المنزل عبد زبلح وهو أب لخمسة اولاد: «قام موظفو البلدية الذين وصلوا في الصباح مع جرافاتهم، تساندهم قوات من الشرطة الاسرائيلية والوحدات الخاصة، بهدم بيتنا ومن ثم جرفوه». وأكد: «لم أتسلم إنذاراً مسبقاً بتنفيذ الهدم ولا بموعده. وعندما رأينا الجرافات تحركنا على عجل واستصدرنا هذا الصباح (أمس) أمراً احترازياً من محكمة محلية لوقف عملية الهدم، لكننا لم نستطع إيصال الأمر للقائمين على أمر الهدم في الوقت المناسب لأن الشرطة التي ضربت طوقاً حول المنطقة لم تسمح لأي احد بالوصول لتسليم القرار». وأضاف زبلح: «أصروا على هدم البيت» الذي تبلغ مساحته 60 متراً مربعاً ويعيش فيه خمسة افراد. وأوضح: «بنيت البيت قبل ثماني سنوات، ودفعت غرامات مالية للبلدية، كان آخرها 30 الف شيقل (نحو 8300 دولار) وقمت بعمل مخططات جديدة للبيت». وتابع: «حاولنا الحصول على تراخيص، لكنهم يرفضون إعطاء الفلسطينيين تراخيص». وفي بلدة حزمة، شرق القدسالمحتلة، دمرت جرافات الاحتلال 6 مشاتل زراعية ومتجرين. وقال نادر صلاح الدين إن جنود الاحتلال أغلقوا المنطقة الغربية من القرية فجر أمس وشرعوا في عملية التجريف التي طاولت المشاتل والمتاجر. وقال وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم، إن حملة الهدم المتواصلة في المناطق المصنفة «ج» والخاضعة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى تهجير المواطنين من أكثر من 61 في المئة من الضفة الغربية هي مساحة تلك المناطق. وأضاف في اتصال هاتفي أن هذه الحملة تستهدف الإنسان أساساً عبر هدم مصدر الرزق الأساسي للمواطنين، وترمي إلى تصعيد الاستيطان في الضفة. ولفت الى أن الحملة تأتي لإجهاض الجهود الدولية الهادفة لاستئناف عملية السلام التي يبذلها العالم أجمع، فيما يتواصل في المقابل استهداف الفلسطينيين وتهجيرهم لجلب مستوطنين إسرائيليين مكانهم. من جهة أخرى، أثار تجريف طريق زراعية في الضفة طوله كليومتر ونصف الكيلومتر الكثير من الاستغراب لدى السلطة التي تساءلت عن «مغزى هدم طريق زراعي يستفيد منه المزارعون الفلسطينيون ولا يلحق اي اضرار امنية او غير امنية بإسرائيل». وقال رئيس بلدية القرية عبدالكريم ريان ان اهالي القرية مصممون على اعادة تعبيدها. واضاف: «هم يهدمون ونحن نبني»، فيما اشار اهالي القرية الى ان السلطات الاسرائيلية جرفت الطريق كي تدفعهم الى هجرة ارضهم ليستولي عليها المستوطنون. وتخدم الطريق الزراعية عشرة آلاف مزارع. وقال رئيس البلدية ان تجريف الطريق يهدف الى الحيلولة دون وصول المزارعين الى اراضي القرية تمهيداً لمصادرتها.