تستنزف الحوادث المرورية جزءا كبيرا من مخزون بنوك الدم، ويزداد الطلب اكثر على الفصائل النادرة، وفي هذا الإطار رأى الدكتور منتصر الفيومي، أن الحاجة ماسة من قبل بنوك الدم في المستشفيات إلى الدم بفصائله المتنوعة، نتيجة للحوادث المرورية وللأطفال والمرضى الذين يعانون من نزيف، ومرضى الدم، مبينا أن الطلب على فصيلة الدم (+o) يزداد بشكل مستمر، وأيضا الفصائل السالبة يوجد بها شح كبير، موضحا أنه يتم التعامل مع بعض أصحاب الفصائل النادرة بشكل دائم عند الحاجة خصوصا بعد التوسع في المنشآت الصحية وكثرة عدد المرضى. أما الدكتورة نهال صلاح الدين رئيس المختبر المركزي وبنك الدم بأحد المستشفيات الخاصة، فأوضحت أن المتبرع يخضع لكشف سريري شامل يضمن قياس النبض والحرارة والضغط والوزن الذي لا بد ألا يقل وزنه عن 50 كيلو، موضحة أن المتبرع يخضع للتحاليل المخبرية بقياس مستوى الهموجلوبين بالدم، إلى جانب عدم استخدام المتبرع بعض الأدوية والمضادات الحيوية قبل التبرع بفترة محددة، ويمكن للمتبرع بالدم أن يكرر عملية التبرع كل شهرين دون اي ضرر، أما الصفائح الدموية والبلازما فهو كل 48 ساعة، ويزداد الطلب على فصيلة (+o) بشكل مستمر والفصائل السالبة تعتبر شحيحة. وفي سياق متصل، أوضح الداعية المعروف الشيخ محمد سعيد زارع، إمام وخطيب جامع معاوية بن ابي سفيان، أنه إذا كان للصدقة بالمال منزلتها في الدين وثوابها عند الله، حتى إن الله تعالى يتقبلها ويضاعفها أضعافا كثيرة إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، فإن الصدقة بالدم أعلى منزلة وأعظم أجرا لأنه سبب الحياة، وهو جزء من الإنسان، والإنسان أغلى من المال، وكأن المتبرع بالدم يجود بجزء من كيانه المادي لأخيه حبا وإيثارا. وأضاف «التبرع بالدم لإنقاذ حياة انسان عمل صالح وقربة يتقرب بها العبد لربه، قال الله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، ففي نقل الدم والتبرع به إحياء لنفس تحتاج للحياة بذلك الدم الذي جعله الله حياة للجسد. من جهته قال يحيى محمد الشهري «تبرعي بالدم هدفه إنساني بالدرجة الأولى، حيث تحتاج بنوك الدم إلى عدد من الفصائل التي لا بد أن تتوفر لإنقاذ حياة المرضى، إلى جانب أهمية التبرع من الناحية الصحية للجسم وتجدد الخلايا، ولا يفوتني ان انوه الى ان وزارة الصحة منحتني نوط الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة بعد تبرعي بالدم 10 مرات وهذا خير تقدير لبادرة انسانية تسهم في إنقاذ حياة الآخرين». اما فاطمة القحطاني فقالت «اتبرع بالدم لإنقاذ المرضى ومساعدتهم أولا، وثانيا تحقيقا للفائدة الصحية عند تجديد خلايا الدم، وإعادة نشاطه، واتمنى ان اتبرع بالدم كثيرا، إلا أن الشروط الطبية لا تنطبق دائما حيث يكون معدل الدم قليلا في بعض الأحيان».