ينتظر أهالي 18 حيا في محافظة الطائف منذ أكثر من عقد، تحقيق مطالبهم التي رفعوها مرارا وتكرارا للجهات المختصة، ويتطلعون لترجمتها إلى واقع ملموس لإيجاد حلول عاجلة لمعاناتهم من نقص الخدمات الأساسية مما يدفع الكثيرين منهم للتفكير في الانتقال للسكن في أحياء أخرى تتوفر فيها المقومات التي يفتقدونها في حيهم ومن أبرزها السفلتة والإنارة. وأكد عدد من الأهالي أن الأمر قد ينذر بكارثه حقيقة بعدما شاهدوا ما حدث لبعض الشوارع التي تهاوت في غمضة عين بمجرد ملامسة المياه الأرض، نتيجة الامطار التي شهدتها المحافظة، مطالبين هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، بالتدخل الفوري وسرعة الوقوف على طبيعة الوضع والتوجيه بالتحقيق ومعاقبة كل من تسبب في ذلك. «عكاظ» تجولت داخل أروقة الأحياء المتضررة من الأمطار لرصد مطالب أهالي محافظة الطائف للنهوض بالخدمات التنموية. بداية، أفاد كل من عواض الربيعي وأحمد الحارثي أن حي العنود يفتقر للخدمات التنموية، بعد أن أصبحت شوارعه بدون سفلتة، وباتت حفرا تتربص بمركبات الأهالي وتكبدهم خسائر مالية فادحة، مشيرين إلى أن شوارع الطائف عموما لا تكاد تخلو من التشققات التي أتلفت سياراتهم وجعلتهم زبائن دائمين لورش الصيانة، مؤكدين أن بعض أحياء المحافظة ومخططاتها التي كانت نشأتها استثمارية بالكامل لازالت بحاجة لاستكمال بنيتها التحتية من مياه وخدمات ورصف وتشجير حتى تتوازى مع النماء المطرد. ويشير كل من أحمد الذيابي وفهد القحطاني من حي الشرفية إلى أن بعض المنازل باتت مرتعا لسكن العمالة وللقادمين من خارج المنطقة خصوصا أصحاب النفوس الضعيفة، مؤكدين أن عددا من شوارع الطائف ضيقة ومزعجة ورغم إعادة سفلتة الكثير منها وإنارتها ونزع ملكيات بعضها لصالح الأهالي، إلا أنه يصعب الوقوف في كثير من الشوارع بجوار المنازل، حيث لا يصلح العطار ما أفسده الدهر، كما أن عدد من الأحياء تتألم يوميا لغياب البنية التحتية القوية وغياب التخطيط السكني المتكامل لشوارعها، مطالبين الأمانة بتنفيذ وعودها التي أعلنت عنها سابقا وقالوا «نحن نبحث عن تنفيذ إجراءات بشكل فوري خدمة لهذا الوطن الذي يبحث عن إنجاز ملموس وليس أقوالا تنتهي في الهواء». ويوافقه الرأي سامي مرزوق عمار الذي تعجب من بعض شركات المقاولات التي أسندت إليها الأمانة مشاريعها، تفتقر لجودة الأداء، ما تسبب في خلق مستنقعات لعدم استواء الشوارع بدون سفلتة، مشيرا إلى أن الأمانة قامت قبل عدة أشهر بإعادة السفلتة بحي الفيصلية بالطائف ولكن تركت حفرا وتشققات الصرف الصحي دون تسويتها. وبين محمد الحارثي أحد سكان حي الشرفية في الطائف أنه يضطر إلى قطع مسافة طويلة للوصول إلى منزله رغم المسافة القصيرة بسبب سوء السفلتة والتشققات في الشارع وأعمال الحفريات المتواصلة والمتجددة على مدار السنة، إضافة إلى ضعف البنية التحتية والتي أدت إلى تكوين هبوط في التربة الأساسية المكونة لعملية السفلتة، مضيفا أن المعاناة تتفاقم مع هطول الأمطار وتظهر برك مياه ما تلبث أن تتحول إلى تجمعات للحشرات والمياه الآسنة التي تهدد بدورها الحي بالتلوث. وطالب عبدالطيف القحطاني من ساكني حي الريحان بالطائف أمانة المحافظة بالعدل والمساوة في سفلتة الأحياء ورصف الشوارع، مناشدا إياها أن تكون أمينة في إعطاء الأحياء حقوقها من العناية والاهتمام. وفي أحياء شبرا والسليمانية والمنطقة التاريخية والفيصلية وسويلم والقبطية والقمرية والقلت، أعرب كل من مشعل حامد الحارثي، ساعد بن عبدالله، سعد بن سعيد الكريعي، تركي حسين الحارثي، سعد بن سعيد، وخالد بن صالح محمد الزهراني، عن استيائهم مما يشاهدونه من سوء في الطبقة الأسفلتية للأحياء منذ سنوات ولم تقيم الأمانة بواجبها مثل الأحياء القريبة من مقر الأمانة التي تكون في أجمل صورة. أما في أحياء النزهة وعودة وقروى تحدث كل من عبدالعزيز الثبيتي وحسن الغامدي قائلين: إن المشاريع التنموية تحتاج في العادة إلى أساسيات ترتكز إليها وتستقي منها الدوافع والثقافة العملية والبناء أيضا، لذا لا بد من التخطيط الجيد، مؤكدين أن هذه الأحياء تفقتد للخدمات الأساسية مثل الأسفلت والإنارة والأرصفة لبعض شوارعها، مشيرين إلى أنهم تقدموا بشكواهم للأمانة إلا أنها ذهبت في الأدراج على حد قولهم، كما هو الحال في حي البخارية الذي يكتظ بالسكان، مطالبين هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، بالتدخل الفوري وسرعة الوقوف على طبيعة الوضع والتوجيه بالتحقيق ومعاقبة كل من تسبب في ذلك. من جانبهم، أبان كل من سلطان بن إبراهيم، وعبدالعزيز الحارثي من حي معشي والريان والقيم، أن أمانة الطائف لا تقوم بدورها المطلوب من سفلتة وإنارة ورصف الشوارع، ما أفقدها ثقة المواطن فيها لعدم تجاوبها مع كل المطالب. وعن حي وادي النمل والحلقة الشرقية والغربية أوضح فواز عبيد، وفهد عابد، وعواض عايض، أنهم تقدموا بشكواهم للأمانة، إلا أنها ذهبت بدون عودة لماكينة التقطيع بعد خروجهم من مكتب الأمانة على حد قولهم، مناشدين وزارة الشؤون والبلدية والقروية البت في معاناتهم. «عكاظ» بدورها اتصلت بالمتحدث الرسمي للأمانة، إلا أنه طلب منها إرسال خطاب منذ 12/10/1434ه ولم يرد على الهاتف حتى اليوم.