تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة يفتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة اليوم في خيمة العقيق للاحتفالات بالمدينةالمنورة، مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي يتزامن عقده هذا العام مع مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013. وحول المؤتمر طالب عدد من المثقفين والأدباء بحسم ما إذا كان المؤتمر مخصصا لقضايا الأدب أم الأدباء، وبتأسيس جائزة لتكريم الرواد في حقول الفكر والأدب والثقافة ودعوا إلى فتح الباب للانتقال بالأدب إلى مستوى العالمية من خلال الابتعاد عن التكرار والتقليد، «عكاظ» ناقشت معهم بعض الإشكالات التي صاحبت انعقاد الدورة الحالية للمؤتمر في الاستطلاع التالي: بداية، اعتبر مدير جمعية الثقافة والفنون في الرياض الدكتور رجاء العتيبي، أن إطلاق كلمة مؤتمر على أي تظاهرة ثقافية أو غيرها تفرض ضرورة الخروج بقيمة مضافة من هذا المؤتمر مثل برامج لتطوير الثقافة والأدب قياسا على المؤتمرات الطبية التي يحضرها الأطباء ويقدم فيها كل جديد، وأضاف أن القضايا المطروحة في دورة المؤتمر هذا العام بعيدة عن الأدباء ومؤتمر الأدباء كما عرفناه في دوراته السابقة كان عبارة عن محاضرات وأفكار مكررة لم يؤد إلى أي تحول في الجانب الأدبي، وقال: «يجب أن نتجنب تحول المؤتمر الي استعراضات ولقاءات لا قيمة لها فالمؤتمر فرصة لإطلاق الأفكار والإستراتيجيات الجديدة». من جهته، قال الباحث والناقد الصحفي صالح الورثان: «يجب ألا نبخس وزارة الثقافة والإعلام حقها في بذل جهود إدارية وإعلامية وثقافية لإخراج مؤتمر الأدباء الرابع في المدينةالمنورة بحلة قشيبة تتماهى مع احتياجات العصر الأدبي ومرحلة الازدهار الإعلامي التي تعيشها المجتمعات العالمية»، وأضاف: «بصرف النظر عن جدلية بعض الأدباء والمثقفين حيال موضوعات ونقاشات وأوراق العمل ومحاور المؤتمر إلا أن ثمة أمرا يتعين الالتفات إليه وهو إعطاء الأدباء الشباب فرصة للإبداع والمشاركة من خلال الندوات واللقاءات»، ورأى أنه لا مناص من مخالجة الواقع المعاش برؤى تطويرية في مثل هذه المؤتمرات وهذه الرؤى لن تأتي إلا من خلال أدب الشباب، وقال: «أدعو إلى انفتاح أدبي يفتح الباب على مصراعيه للانتقال بالأدب إلى مستوى العالمية من خلال الابتعاد عن التكرار والتقليد للوصول إلى الابتكار والإبهار». من جانبه، رأى عضو الهيئة الاستشارية للثقافة ورئيس النادي الأدبي في الرياض سابقا الدكتور محمد الربيع، أن فلسفة خدمة المؤتمر للأدب أم اللأدباء لم تحسم إلى الآن، مضيفا أن واقع الحال يشير إلى أن المؤتمر يناقش قضايا الأدب ولا يناقش قضايا الأدباء، وقال: «إن مناقشة المؤتمر للمعطيات الحديثة مثل التقنية يعد موضوعا تجديديا، إلا أنه كان من المفروض أن يعنى بقضايا الأدباء السعوديين ويخصص محور حول المدينةالمنورة كونها عاصمة للثقافة». ومن ناحيته، اعتبر الناقد الفني يحيى زريقان، أن مؤتمر الأدباء الرابع هو المحفل الحقيقي لتنمية الثقافة التي نحتاجها والرئة الحقيقة لخلق نتيجة وحركة أدبية وثقافية شاملة تعني بالمنجز الذي تملكه المملكة، وقال: «على الرغم من قلة الفعاليات التي تترجم الخطاب الثقافي والفني في المملكة قياسا بجوانب الحياة الأخرى التي تحتلها خطط التنمية الوطنية الا اننا ما زلنا نعول الكثير من الآمال على نهوض وزارة الثقافة والاعلام بالشأن الثقافي والفني والإعلامي السعودي»، وأضاف: «أتطلع إلى تشكيل ورش عمل وفرق متخصصة لذرع الوطن عرضا وطولا لتكوين البنية التحتية من المعلوماتية ذات الصلة بكافة أشكال وأنماط الثقافة والأدب والفنون في المملكة» وطالب زريقان المؤتمر بتنظيم جائزة أدبية لتكريم أحد صناع الفكر والأدب والثقافة في المملكة. في السياق ذاته، رأت الأديبة المشاركة في جلسات المؤتمر سكينة المشيخص، أن جدول أعمال مؤتمر الأدباء السعوديين لهذا العام متنوع فيما يتعلق بفعاليات المسرح والأمسيات الشعرية. ومن جانبه، طالب عضو مجلس إدارة نادي المدينة الأدبي الإعلامي خالد الطويل بقراءة واقعية هادفة في مسيرة هذه المؤتمرات التي عقد أولها في مكةالمكرمة عام 1394ه، حتى يمكن استخلاص ما أنتجته وما قدمته للمثقف السعودي. ويأتي في مقدمة ذلك مناقشة بياناتها وتوصياتها الختامية التي تعتبر (خلاصة) كل مؤتمر وقال: «على سبيل المثال حمل المؤتمر الأول الذي عقد في مكة من التوصيات اللافتة ما لو نفذ الجزء البسيط منها لكان كافيا لوضعنا في صدارة الحراك الثقافي في الوطن العربي، ومنها إنشاء مجمع علمي سعودي لخدمة اللغة والعلم والأدب والثقافة والتراث، وترجمة كل ما كتب عن الجزيرة العربية والتراث الإسلامي إلى اللغة العربية ومنها إلى اللغات الأخرى». بدوره، قال رئيس تحرير مجلة الآطام الصادرة عن النادي الأدبي بالمدينةالمنورة الدكتور سليمان السناني: «نتطلع للخروج بنتائج وتوصيات مثمرة وأن توضع تلك التوصيات موضع التنفيذ»، فيما أعرب عضو النادي الأدبي في المدينةالمنورة نايف الجهني عن أمنيته أن يراجع المؤتمر هموم المثقف والأديب وذلك استكمالا للتطورات التي تحظى بها الوزارة في بعض الأنشطة، بينما تمنى الأديب الدكتور فرح السيد تقديم أوراق عمل تخدم الثقافة والأدب والخروج بتوصيات تصب في مصلحة الأدباء والمثقفين وتهتم بحقوقهم، مشيرا إلى أن الأدباء يحتاجون لقرارات حقيقية تصب في صالح الحركة الثقافية.