كثيرون هم نوابغ الفنانين الشباب الذين شقوا طريقهم إلى بلاد العم سام لدراسة السينما يدفعهم إلى ذلك حبهم الكبير للفن السابع، ومن الأسماء البارزة في هذا المجال المخرج السعودي الشاب المعتز محمد الجفري الذي يحمل مشروعا سينمائيا كبيرا، يتخذ منه مشروعا مستقبليا لشخصه كفنان في دنيا الإخراج وللوطن الذي يحتاج إلى أبنائه المتميزين في شتى المجالات. وفي ضوء نجاح المعتز، أقام والده حفلا تكريميا للاحتفاء به حضره عدد من المهتمين، منهم الشيخ عبداللطيف السالم. والمعتز مخرج عندما تجلس إليه تشعر إلى أي مدى هو طموحه الذي يحمله بين يديه مذ أن أخذ كاميرا الفوتوغرافيا طفلا يتعامل مع التصوير بحب بدا واضحا أنه سيوصله إلى العالمية. وعن شغفه بالكاميرا منذ صغره، قال الجفري ل«عكاظ» خلال الإجازة التي يقضيها في جدة حاليا بعد إنهاء سنته الدراسية الأولى في أمريكا: خطفني حلم وإبهار الصورة منذ الطفولة، حيث امتلكت كاميرا مبكرا بدعم من والدي الذي تنبه لموهبتي، فاتجهت للفوتوغرافيا وما لبثت أن اكتشفت أن الصورة الفوتوغرافية محدودة المدى ولا تزيد على حبس لحظة زمنية معينة، بينما الإبداع يكمن في السينما والكاميرا الحية التي تختصر لك أحداثا وأفكارا كبيرة من خلال رواية مشاهدة، وهي الفيلم، فبدأت أفكر من أين يكون الانطلاق. وماذا جرى بعد ذلك، بمعنى آخر: كيف بدأت؟ لم أجد في الداخل جهة أكاديمية متخصصة لدراسة السينما، وعلمت أن ذلك ممكن في أبو ظبي، فاتجهت إلى هناك ودرست فترة إلى أن اتجهت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لدراسة البزنس وإدارة الأعمال، إلى جانب دراستي للسينما في ميامي/ فلوريدا، حيث كانت البداية، ومن هناك دلوني لمواصلة تخصصي في الغرب الأمريكي، فاتجهت إلى هوليوود حيث درست وتعلمت معنى دقة التصوير والإضاءة والصورة، وهناك قدمت أول أفلامي «أوفيسر جاك OFFICER JACK»، ثم فكرت وأخي المبتعث هناك، والذي يدرس التصميم الصناعي هناك، حيث اختصرت وإياه مصاريف مالية كبيرة. كيف؟ أدوات ولوازم الإخراج في أمريكا باهظة الثمن، ليس لأن مكونات التصنيع فيها غالية بل لندرتها؛ لأن الداخلين في هذا المجال أعدادهم قليلة ولاحتياجنا الكبير لها للدراسة وللتنفيذ، أيضا اتفقت مع أخي الذي تتواءم اهتماماته ودراسته في التصميم الهندسي مع ذلك وحلت المشكلة. وما موضوع فيلمك الأول؟ يدور الفيلم حول نقطة أمنية اجتماعية في حياة الشرطي جاك، وهذه الموضوعات كانت في الغالب قليلة التناول في السينما في أمريكا، وأحضر الآن لكثير من الأفكار التي من الواجب تناولها سينمائيا. ولا سيما أن السينما فكر وإبداع ممتزجان مع الحياة الاجتماعية. دعني أسألك عن الأصدقاء الأقرب لك، هل هم من ذوي نفس الاهتمام الفني؟ لا.. طبعا، من كافة الأطياف، ولكن من بينهم بطبيعة الحال من المهتمين بالفن السينمائي، وهم أولئك الذين بدأت وإياهم في البحث عن أولى السبل عندما بدأنا التعامل مع الميديا.