تلزم المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ذوي المرضى الذين ينتظرون العمليات الجراحية الباردة بإحضار متبرعين بالدم وذلك لسد حاجة هذه المستشفيات وبنوك الدم للفصائل النادرة، بينما الحالات الطارئة جدا فإن توفير الدماء لها من مسؤولية هذه المستشفيات. وأصبحت فصائل الدم النادرة تشكل معادلة صعبة في مستشفيات المملكة، فكثير من بنوك الدم في هذه المستشفيات تشكو من قلة وجود هذه الفصائل ومن محدودية المتبرعين بالدم، الا ان الحاجة ما زالت ملحة في توعية أفراد المجتمع بأهمية التبرع بالدم. «عكاظ» وقفت على واقع أزمة الفصائل النادرة، وواجهت مديري المستشفيات والمختصين في صحة جدة. الحالات الباردة في البداية يقول مدير مستشفى الثغر بجدة الدكتور ناصر الجهني: إلزامية احضار المتبرعين بالدم هي للحالات التي تنتظر العمليات الباردة، ويتوقف عدد المتبرعين على نوع العملية، فهناك عمليات تحتاج الى متبرع واحد فقط او عمليات الى خمسة متبرعين، فكلما زادت خطورة العملية تضاعف عدد المتبرعين. وأشار الى ان الدم الذي يتم تحصيله من المتبرعين يخزن ويحفظ بعد أن يتم التأكد من سلامته من الأمراض المعدية وأهمها مرض الكبد الوبائي ونقص المناعة المكتسبة بجانب سلسلة التحليلات الأخرى، وفي حالة عدم توفر فصيلة نادرة عند الحاجة اليها في الحالات الطارئة جدا فإنه يتم الاستعانة بمستشفيات اخرى في اطار التعاون القائم بين الطرفين. الجهني خلص الى القول «لدى المستشفى سجل خاص باسماء المتبرعين الدائمين من خارج المستشفى وداخله وخصوصا اصحاب الفصائل النادرة حيث تتم الإستعانة بهم وقت الحاجة». الفصائل النادرة واعتبر مدير مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور سالم باسلامة، الزامية احضار متبرعين بالدم من قبل ذوي المرضى الذين ينتظرون العملية الجراحية هي بادرة انسانية تهدف الى توفير دماء آمنة تسهم في انقاذ من هم في امس الحاجة الى هذه القطرات، مبينا أن الاعتماد على الدم مقتصر على التبرع الداخلي، فكما هو معروف ان المملكة لا تستورد الدم من الخارج وبذلك فإن التبرع بالدم من المواطنين والمقيمين مضمونة سلامته وخصوصا ان هناك سلسلة من الفحوصات الطبية التي تجرى للتأكد من خلو الدم من الأمراض السارية والمعدية. وأضاف «أزمة فصائل الدم النادرة هي قضية عالمية، ورغم إقناع وتفهم أفراد المجتمع بأهمية التبرع بالدم فإن الحاجة ماسة إلى توعية المجتمع بأهمية قطرات الدم في إنقاذ المرضى». باسلامة اكد انه في حالة الاحتياج إلى فصائل غير متوفرة فإنه يتم التنسيق مع المستشفيات الأخرى وتوفير الفصيلة المطلوبة. آلية التبرع وفي سياق متصل أوضح مشرف وحدة التبرع بالدم في مستشفى الملك فهد فني المختبر سامي الجهني، ان إحضار متبرعين لتوفير الدم في المستشفى هو إجراء متبع منذ فترة طويلة في كل المستشفيات، ويهدف إلى توفير الفصائل ونقل الدم الآمن الى المرضى لان ذلك يشكل المصدر الوحيد للحصول على الدم، مشيرا إلى انه يتم إشعار ذوي المرضى بإحضار المتبرعين بالدم قبل العملية بفترة كافية، اما في حالات الطوارئ والحوادث المرورية التي تتطلب نقل دم للمصابين فإن المستشفى يوفر كل مستلزمات الدماء. وعن آلية التبرع بالدم في المستشفى قال: الشخص الراغب في التبرع بالدم يملأ الاستمارة المخصصة التي تبين حالته الصحية وخلوه من الأمراض المعدية، ويتم فحصه ظاهريا، واجراء تحليل لقياس الهيموجلوبين قبل التبرع بالدم للتأكد من خلوه من فقر الدم (الأنيميا) وضرورة أن يكون الهيموجلوبين في معدله الطبيعي لأنه في حالة زيادة الهيموجلوبين او نقصه يتم رفض المتبرع للحفاظ على صحته لان التبرع ممكن أن يؤثر على صحته. وبين انه عند اخذ الدم من المتبرع يتم تحليله للتأكد من خلوه من الايدز والالتهاب الكبد الوبائي والملاريا وتحديد فصيلة الدم، كما يتم التخلص من الدم نهائيا في حالة عدم سلامته او وجود احد الامراض فيه كما يتم نقل الدم الى قسم مكافحة العدوى ويتم ابلاغ المتبرع . الجهني اكد ان التبرع بالدم ينشط خلايا نخاع العظام للمتبرع (مكان تصنيع الدم) ما يزيد من فاعليتها ويجدد نشاطها فتنتج المزيد من خلايا الدم الجديدة، كما ثبت أن الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل تعرضا للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم.