يتنافس أكثر من 04 مستثمرا في تجارة الأثاث المستعمل على أنقاض أكثر من 02 ألف وحدة سكنية تمت إزالتها في مكةالمكرمة، تتجاوز مبيعاتها حسب مختصين المليار ريال، وقد أفرزت مشاريع إزالة فنادق ومساكن مكةالمكرمة تجارة رائجة أشبه بأسواق الخردة وسط إقبال كبير من المواطنين والمقيمين من الداخل والخارج، فيما تمتد ساعات التسوق من الثامنة صباحا إلى العاشرة ليلا، حيث حرص المستثمرون على استئجار أحواش لتجميع الأثاث فيها على أطراف مكةالمكرمة، ومن ثم فرزه وبيعه على المشترين. ووفقا لعدد من المستثمرين منهم أحمد خليل فإن إزالة الفنادق والمساكن في مكةالمكرمة وفرت كميات هائلة من مواد البناء والأدوات الصحية ومستلزمات الديكور وغرف النوم والمطابخ والأدوات الكهربائية والصحية، فيما يغلب الطلب من قبل المواطنين الذين يملكون مساكن تحت الإنشاء، إضافة إلى المتاجرين في أسواق الخردة، وبين أن هناك إقبالا كبيرا لشراء أثاث ومخلفات الفنادق المزالة، فيما يحدد السعر حجم العمارة وتعدد أدوارها وعمرها الزمني. فيصل الجهني مستثمر في سوق الخردة قال إن هذه التجارة رابحة جدا ومكةالمكرمة تعتبر الأولى على مستوى المملكة نظرا لكثرة الإزالات والهدميات فيها، حيث تمت إزالة قرابة 20 ألف وحدة سكنية في مكةالمكرمة، وتسابق المستثمرون على شراء أنقاض هذه الأبراج والمساكن والفنادق قبل إزالتها بالتفاوض مع ملاكها، ومنها ما يصل سعره إلى مليون ريال، وبعضها لا يتعدى بضعة آلاف وذلك حسب نوع العقار وما يحتويه من أنقاض وخاصة الرخام والأبواب والشبابيك والمصاعد والأدوات الكهربائية والصحية والمفروشات وخلافه، مقدرا عائدات بيع أنقاض فنادق ومساكن مكةالمكرمة بأكثر من مليار ريال، مشيرا إلى أنه يتم بيعها على تجار من مختلف مناطق المملكة حيث تستأثر الطائفوجده بأكثر كمية من هذه الأنقاض، فيما تتساوى بقية مناطق المملكة في الطلب عليها، كما أن هناك طلبا من خارج المملكة عليها، حيث تأتي طلبات من اليمن والسودان ومصر وكذلك دول أفريقيا مثل كينيا وغينيا وغالبية طلبات هذه الدول من البطاطين والمفروشات والأبواب والشبابيك. وأضاف الجهني بقوله: «إن حديد الأنقاض هو الأكثر طلبا ولكن مع الأسف تستحوذ عليه الشركات التي تنفذ الهدم والإزالة ولا يسمح لنا بشرائه». مشيرا إلى أن سعر الطن منه يتجاوز الألف ريال «وهو يعتبر الكنز الذي يبحث عنه الجميع كما أن شركة الكهرباء تترك كيابلها النحاسية لذلك تجد الأفارقة يقومون بالبحث عنها بين الركام ومن ثم سحبها مما يعرضهم للخطر». ووقفت «عكاظ» على أسعار الأثاث المستعمل للفنادق حيث يباع سعر جهاز التكييف الشباك فئة 18 ألف وحدة بألف ريال، ومكيف فئة 24 ألف وحدة ب1200 ريال والثلاجة الصغيرة ب150 ريالا وسرير النوم ب200 ريال وأغطية النوم ما بين 20 إلى 25 ريالا، وخزائن الغرف الحديدية ب200 ريال والأبواب ما بين 100 إلى 200 ريال. كما التقت «عكاظ» بعدد من المتسوقين الباحثين عن ما يحتاجونه من أنقاض فنادق مكةالمكرمة، حيث التقينا بالمواطن خالد البلوي من تبوك، والذي ذكر لنا أنه قد قدم من شمال المملكة بعد أن نصحه أحد أصدقائه بالتوجه لمكةالمكرمة لشراء مواد بناء لمنزله الذي يقوم ببنائه هناك، حيث اشترى أبوابا جيدة وشبابيك ورخام واجهات، ومصعدا، إضافة إلى بعض الأدوات الصحية والكهربائية، مشيرا إلى أن الأسعار معقولة ولكن هناك عمالة مخالفة تقوم بممارسة البيع والشراء والسمسرة في ذلك. أما صالح الربيعي من سكان مدينة الطائف فقد كان يبحث عن مصعد لعمارته التي قام بتشييدها في مدينة الطائف، مشيرا إلى أن الأسعار ما بين 20 و30 ألف ريال. وذكر لنا عدد من العاملين في هذا السوق أن أسواق مكةالمكرمة تحولت إلى موارد مهمة لتصدير مستلزمات البناء والكهرباء والأدوات الصحية والمكيفات المستعملة إلى بقية أسواق المملكة، مما يوفر كميات هائلة تدعم حركة البناء والتعمير وتسهم في تجاوز غلاء أسعار المشتريات الجديدة. ويتأهب مستثمرون لشراء كامل الفنادق والمنازل التي سيتم هدمها خلال الأيام المقبلة، حيث يقومون بشرائها بالكامل ثم بيعها بالتجزئة وخاصة في منطقة الطندباوي والمنصور والنكاسة حيث يتوقع أن يتم إزالة ستة أحياء عشوائية في مكةالمكرمة.