أبدى عدد من المرضى المنومين بمستشفى محايل العام عن تضررهم من تواصل أعطال أجهزة التكييف في غرف التنويم، ما جعلهم يشترون مراوح يدوية لاستخدامها بشكل وقتي حتى يخرجوا من المستشفى. «عكاظ» تجولت داخل أروقة قسم التنويم في المستشفى، ورصدت تدني الخدمات العلاجية التي يقدمها المستشفى لزواره والمنومين فيه، ولاحظت تدني مستوى النظافة داخل أروقة المستشفى فضلا عن تواجد عدد من الكلاب الضالة أمام مدخل الزوار ومدخل قسم الطوارئ إلى جانب انتشار أسراب الذباب داخل غرف المرضى. وعبر عدد من المرافقين للمرضى عن معاناتهم من تعطل التكييف، وقال محمد إبراهيم الألمعي المرافق لأحد أقاربه المصاب في حادث مروري «إن المريض لا يتحمل ارتفاع درجات الحرارة في الغرفة، خاصة أنها تصل إلى 42 درجة مئوية في محايل عسير، ومن واجبات الرعاية الصحية أن يكون المريض في غرفة تنويم متميزة بدرجة برودة مناسبة ومحددة»، متسائلا في ذات الوقت عن دور إدارة المستشفى مع هذه المعاناة التي يشعر بها جميع المرضى دون أي تدخل لمعالجة هذه الأعطال؟ وطلب من مدير عام الشؤون الصحية بعسير تنظيم زيارة مفاجئة للمستشفى للوقوف على أوضاع المرضى وتلمس احتياجاتهم عن قرب. من جهته، أوضح مصدر داخل المستشفى أن معاناة قسم التنويم مع تعطل أجهزة التكييف مستمرة منذ افتتاح المستشفى منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة الشؤون الصحية بعسير بعدة خطابات، وقال «أرسلنا لهم عدة خطابات وفاكسات متواصلة لحل هذه المشكلة إلا أن الشؤون الصحية لم ترد علينا حتى هذه اللحظة». وأضاف المصدر «يجب على الشؤون الصحية بعسير سرعة التحرك وتغيير جميع أجهزة التكييف في قسم التنويم سواء للرجال والنساء أو في جميع الأقسام الأخرى»، لافتا إلى أن كثيرا من العاملين في المستشفى متضررون من تدني الخدمات التي يقدمها المستشفى للمرضى. وأوضح المصدر أن المستشفى يخدم شريحة واسعة من المواطنين والزوار ويستقبل عبر قسم الطوارئ العديد من المصابين جراء الحوادث المرورية التي تقع على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي محايل عسير ومدينة أبها، ما يجعل المستشفى يواجه ضغطا كبيرا وإقبالا منقطع النظير بشكل يومي مع غياب التطوير في الخدمات العلاجية والصحية لزواره والمنومين فيه. وطالب المصدر من الشؤون الصحية بعسير ووزارة الصحة بالتحرك العاجل لإيجاد حل لمشكلة تعطل أجهزة التكييف في قسم التنويم خاصة وجميع أقسام المستشفى مع أهمية الأخذ في الحسبان تطوير جميع الخدمات في كل المرافق التابعة للمستشفى. وفي سياق متصل، أوضح عدد من المرضى ومنهم عيسى أحمد فايع، زايد عيسى البناوي وعلي محمد عسيري، أن أجهزة التكييف متعطلة عن العمل في غرفهم منذ دخولهم غرف التنويم، ما جعلهم يشترون مراوح يدوية، مشيرين إلى أن الحرارة العالية في الغرف جعلتهم وغيرهم من المنومين يشترون مراوح يدوية من جيوبهم الخاصة. وأكد تركي الزيداني الذي قدم للمستشفى من أجل زيارة أحد أقاربه بالمستشفى أنه فوجئ بتدني الخدمات الطبية المقدمة من الأطباء والفنيين للمرضى والمصابين، فضلا عن انبعاث روائح كريهة داخل المستشفى، إضافة لتدني مستوى النظافة داخل غرف المرضى، وطلب من الشؤون الصحية بعسير النظر في وضع المستشفى ودعمه بالكوادر الطبية. ومن جهته، أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير أن الخدمات الطبية المقدمة بمستشفى محايل عسير جيدة ولكن يوجد ضغط كبير على قسم العظام وذلك لازدياد عدد الحوادث، حيث يصل عدد حالات الإصابات إلى 600 شهريا خاصة في موسم الإجازات ومع ازدياد الحركة المرورية على الطرق المؤدية إلى مكة، مما يتسبب في ازدياد الحوادث المرورية. وحول القوى العاملة بالمستشفى أوضح أنه بحسب المعايير الوزارية تعتبر كافية، خاصة الأطباء، مؤكدا أن صحة عسير لا تألو جهدا في دعم كافة مستشفيات المنطقة، خاصة المستشفيات التي تعاني من كثرة تردد المراجعين مثل مستشفى محايل العام. وعن تعطل التكييف بمستشفى محايل قال «إن بعض الكمبروسورات قد تتعطل في فصل الصيف بسبب ضعف التيار الكهربائي وشدة الحرارة في هذا الوقت، مما يؤثر عليها وعند تعطلها يتم تكليف الشركة القائمة بأعمال الصيانة بالمستشفى بإصلاحها وعند تأخرها يتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقها حسب بنود العقد وستتم معالجة مشكلة الكهرباء». وحول مستوى النظافة بالمستشفى قال «هناك شركة معنية بأعمال الصيانة والنظافة وتؤدي عملها تحت إشراف إدارة المستشفى وهي المسؤولة عن توفير عمال وعاملات النظافة وفنيي الصيانة والحراسات الأمنية، وعند حدوث أي تقصير في أدائها يتم التعامل معها حسب بنود العقد والذي يتراوح بين إنذارها أو الحسم عليها من المستخلص الشهري، وهو ما تم بالفعل عند التأخر في إصلاح المكيفات». وبالنسبة لتواجد الكلاب والقطط بساحات المستشفى، أكد أن هناك متابعة مستمرة لها، وتم الحسم على الشركة مرتين لهذا السبب، وإدارة المستشفى تتابع باستمرار عمل الشركة المشغلة وتتعامل معها بكل شدة وصرامة لتحسين أداء عملها.