تصل ممثلة الاممالمتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين الى دمشق اليوم للتفاوض مع مسؤولي النظام السوري حول سبل إجراء تحقيق حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف العاصمة، بعد أن طلب الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون من السلطات السورية الرد بشكل ايجابي وسريع على طلبه بشأن هذا التحقيق. فيما تعهد الائتلاف السوري المعارض خلال اجتماع في اسطنبول أمس بضمان امن مفتشي الاممالمتحدة في المواقع التي تعرضت لهجمات بالاسلحة الكيميائية. وقال الامين العام للائتلاف بدر جاموس في مؤتمر صحفي نحن مصممون على مساعدة مفتشي الاممالمتحدة في التوجه الى كل المواقع التي تم فيها استخدام اسلحة كيميائية ضد مدنيين ، مضيفا سنوفر أمن فريق مفتشي الاممالمتحدة، لكن يجب ان يتمكن الفريق من التوجه خلال 48 ساعة الى المنطقة التي تم استهدافها. وأبان بدر جاموس الامين العام للائتلاف السوري المعارض أنهم هربوا عينات أخذت من ضحايا هجوم الاسلحة الكيماوية الى خارج سوريا كي يفحصها الخبراء. وفي تطور لافت أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان حكومة بلاده تعتقد ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد مسؤول عن الهجوم بالاسلحة الكيميائية الذي وقع بالقرب من دمشق الاربعاء الماضي. وقال هيغ في تصريح ل «بي بي سي» و «سكاي نيوز» نعتقد انه هجوم كيميائي شنه نظام الاسد على نطاق واسع لكننا نود ان تتمكن الاممالمتحدة من التحقق من ذلك. واضاف ان التفسير الوحيد الممكن لما شاهدناه هو انه هجوم كيميائي، موضحا ان لا تفسير آخر معقولا من جراء هذا العدد الكبير من الضحايا في منطقة صغيرة. وتابع ان اولوايتنا في هذا الوقت هي ان نتأكد ان فريق الاممالمتحدة يستطيع اجراء تحقيق ميداني لتأكيد الوقائع. واضاف ان بعثة الاممالمتحدة لم تتمكن من الذهاب الى هناك ويبدو ان هناك ما يريد نظام الاسد اخفاءه، متسائلا لاي سبب اذا لم يسمح لفريق الاممالمتحدة بالتوجه الى المكان؟. واذا لم يحصل ذلك في الايام المقبلة، ستتعرض الادلة للتلف في الايام المقبلة، لذلك يجب ان نكون مستعدين للعودة الى مجلس الامن للحصول على تفويض اقوى وامام العالم للحديث معا وبمزيد من الحزم حول هذه المسألة، حتى يتم الوصول الى اماكن القصف. ومن جهته وصف الرئيس الامريكي باراك أوباما مقتل مئات المدنيين السوريين في هجوم بالأسلحة الكميائية بريف دمشق على ما يبدو بانه حدث جلل ومثار قلق بالغ، لكنه أكد أنه لن يتسرع في توريط الامريكيين في حرب مكلفة جديدة. وتجاهل أوباما في مقابلة تلفزيونية تم بثها أمس مقدم البرنامج الذي ذكره بانه وصف ذات يوم استخدام الاسلحة الكيماوية بخط أحمر بالنسبة لتحرك الولاياتالمتحدة في أزمة سوريا. وقال أوباما لشبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاخبارية «أحيانا ما نتوقعه أن الناس ستدعو الى تحرك فوري .. الدخول في أمر غير واضح جيدا يجعلنا في أوضاع صعبة للغاية يمكن أن تجرنا الى تدخلات مكلفة وصعبة ستولد في واقع الامر المزيد من الاستياء في المنطقة». وفي هذه الأثناء أعلنت الاممالمتحدة ان عدد الاطفال السوريين اللاجئين بسبب النزاع في بلدهم المستمر منذ اكثر من عامين، وصل أمس الى مليون طفل. وقدرت بثلاثة ملايين عدد الاطفال السوريين الذين تأثروا بالنزاع داخل بلادهم. وقال المدير التنفيذي لوكالة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسف) انطوني لايك في بيان صدر «ان هذا المليون الطفل اللاجىء ليس رقما كسائر الارقام، انه طفل حقيقي، انتزع من بيته، وحتى ربما من عائلته، ويواجه الاهوال». واضاف لايك علينا ان نتحمل جميعا هذا العار ، مشيرا الى أن الاسرة الدولية فشلت في تحمل مسؤولياتها حيال هؤلاء الاطفال.