صراع لا ينتهي بين سائقي سيارات الأجرة «والكدادة» العاملين على نقل الركاب بمركباتهم الخاصة، يصل أحيانا إلى التلاسن والتشابك بالأيدي، ومن يملك القوة يفوز بالراكب الذي يعتبر المحور والاساس، وتتنوع اساليب صيد الراكب، إذ يوظف سائقو الخصوصي العمالة الوافدة كسماسرة لاصطياد الزبائن مقابل ريال لكل راكب وتصل إلى ريالين للمشاوير الطويلة، حيث يعمل بها شريحة كبيرة من أفراد المجتمع ما بين موظفين ومتقاعدين وطلاب. «عكاظ» دخلت هذا العالم المليء بالمتناقضات، سب وضرب في بعض الأحيان، انزال الراكب بالقوة من سيارات بعض السائقين، ولم يكن مرحبا ب«عكاظ» من قبل سائقي الخصوصي الذين بدأت وجوههم بالتلون بمجرد وصولنا الى موقف سيارات الأجرة في الجبيل البلد، ايماءات من البعض لنا بالذهاب للنوم وترك البشر تسترزق أو أننا تركنا اهمال القطاعات الخدمية في الشوارع والصرف وفرد العضلات على سائقي الخصوصي المحتاجين على -حسب تقديرهم-. كل هذه العبارات سمعتها بمجرد علمهم بأنني صحفي اطالب بانصاف سائقي سيارات الأجرة. أحد الكدادة طالب سائق سيارة الأجرة العم عبدالله الشهري بعدم الحديث لي وأن يطلب رزقه وأن يذهب ويترك الناس تطلب رزقها ولسان حاله يقول اترك الحسد واشتغل وما تأخذ الا نصيبك متناسيا أن سائق الاجرة عمله الوحيد هو قيادة سيارة الأجرة فهي مصدر رزقه. «عكاظ» التقت العم عبدالله الشهري وهو سائق سيارة يقوم بإيصال الركاب بين الجبيل والدمام يقول والحسرة تبدو على محياه: انتظر احيانا بالساعات لكي احصل على عدد الركاب المناسب وغيري من سائقي الخصوصي لا ينتظر كثيرا فهم يجندون العمالة الوافدة لاصطياد الركاب قبل وصولهم الى موقف سيارات الاجرة وتصل بيننا في بعض الاحيان الى التشابك بالايدي. وأضاف: نحن كسائقي اجرة علينا التزامات كثيرة من قسط سيارة للبنك وتأمين مصاريف اسر وليس لدينا دخل آخر كما هو حال اصحاب الخصوصي الذين هم موظفون بالاساس فمنهم العسكري والمدني وللاسف المرور لا يحضر للموقف إلا في الفترة المسائية، وفي الصباح لا نراهم وإن حضروا في بعض الاحيان لا يكلفون انفسهم بالنزول إلى الموقف وتحرير المخالفات للمخالفين. وأردف قائلا: لدى الكدادة حيل عديدة في التخفي عن الدوريات الأمنية بالإضافة إلى توظيف العمالة الوافدة كسماسرة لتجميع الركاب قبل دخولهم الى الموقف وتوجيههم الى سياراتهم البعيدة عن أعين رجال المرور مقابل اجر يقدر بريال الى ريالين للراكب الواحد. وتساءل العم عبدالله عن دور المرور السري في هذه الحالة. الشاب (ع.ع) رفض الكشف عن هويته أو حتى وظيفته قال: نحن نقدر لسائقي الاجرة تضايقهم منا فمثل ما قالوا قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، لكن نحن لا نحمل ركابا بين الجبيل والدمام، وكما تعلم نحن موظفون لكن رواتبنا لا تكفي لمصاريف الحياة المتزايدة وهي ما تجبرنا على هذا العمل الشاق. الشاب فايز العتيبي تحدث قائلا: الجبيل تختلف عن المدن الاخرى فالعمالة عددها كبير جدا ولو اجتمعت سيارات الاجرة والخصوصي العاملة الآن في الجبيل لا تكفي لاستيعاب هذا العدد. وطالب العتيبي الجهات المختصة وضع الحلول المناسبة اما بإيجاد شركات اجرة تستوعب الشباب أو التصريح للمؤسسات للعمل في هذا المجال. وطالب عدد من سائقي الأجرة في الجبيل تخصيص مكان لسيارات الأجرة حيث إن المكان الحالي تم الاستيلاء عليه من قبل ساكني العمائر المجاورة للموقف حيث يقومون بإيقاف سياراتهم في نفس الموقف المخصص لسيارات الأجرة، كما طالبوا بتكثيف الدوريات والمرور لجعل سائقي الأجرة يمارسون عملهم الوحيد دون مضايقات من أحد.