دعا مختصون للتخلص من الخفافيش المتواجدة في الأماكن القريبة من السكان لقدرتها على احتضان فيروسات عديدة مثل كورونا، الكلب، السارس والهندرا، مشيرين إلى أن الخفافيش المتواجدة في أماكن بعيدة عن السكان لا يفضل إبادتها بدافع التوازن البيئي. التوازن البيئي رأى الدكتور أسعد أبورزيزة أستاذ البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أهمية التخلص من الخفافيش المتواجدة في الأماكن السكنية والتي يتم رصدها ليلا في الأشجار الكبيرة، لخطورتها في نقل الفيروس، مطالبا بعدم إبادة المتواجدة خارج النطاق السكاني بهدف الحفاظ على التوازن البيئي. وبين أن الدراسة التي توصلت إليها الصحة تدعو لإجراء المزيد من الأبحاث بخصوص هذا الفيروس الذي مازال يهدد البشر رغم محدودية حالات الإصابات به في المملكة أو العالم، مشيرا إلى أن المخاوف تظل موجودة طالما الفيروس موجود. الفيروسات الحاضنة وطالب الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس، بضرورة عدم الاكتفاء بما تم اكتشافه من قبل وزارة الصحة عبر العينات الميدانية والتشخيصية، وقال «بما أن الدراسة أثبتت إيجابية الحالات وقدرة الخفافيش على احتضان الفيروسات الخطيرة، فإن الأمر يتطلب من أمانات المدن وضع خطة محكمة للقضاء على هذه الخفافيش القريبة من السكان بطرق علمية مدرسة لقدرتها على نقل الفيروس إلى الناس»، مطالبا بالإبقاء على المتواجدة بعيدا عن الأنظار. وأضاف «الخفاش هو من طائفة الثدييات الطائرة، ويعرف منه ما يقارب 100 صنف، يعيش بالمناطق الحامية، جسمه عادة صغير ولا يزيد طوله على 100 سم، يوجه نفسه بواسطة موجات صوتية لا يسمعها الإنسان، وهي من الطائفة الوحيدة من الطفيليات التي تتمص الدم، ويفرز لعابا يمنع دم الفريسة من التجمد، وتم رصد 48 نوعا من الخفافيش في الجزيرة العربية وأطرافها، وتعتمد بعض الخفافيش على الرؤية وحاسة الشم لتتعرف على اتجاهها لتجد الطعام في الليل المظلم، وتتعرف بعض الخفافيش على اتجاهها عن طريق إصدار الصوت واتباع الصدى، فهذه الأصداء الصوتية تحدث نتيجة لسلاسل من الأصوات ذات الترددات القصيرة والعالية التي تحدثها الخفافيش باستمرار اثناء الطيران». الدكتور كماس خلص إلى القول «بما أن الدراسة أثبتت قدرة الخفافيش على احتضان الفيروسات الممرضة، فإن الأمر يحتاج من الصحة دراسة طريقة انتقال الفيروس من المصدر الحاضن إلى الإنسان (من الحيوانات التي يمكن أن تكون وسيطا بين الخفاش والإنسان)». دراسة الإبل من جهته، أكد الباحث البيئي محمد فلمبان أن النتائج التي توصلت إليها الصحة بشأن قدرة الخفافيش على احتضان الفيروسات، تدعو لوضع خطط محكمة للتخلص من المتواجدة بالقرب من السكان بطرق علمية، مشيرا إلى أن هذه الخفافيش المتكاثرة داخل المدن وفي الأشجار الكبيرة تشكل مؤشرا خطيرا لانتقال فيروس كورونا الذي يعد من الأمراض القاتلة المهددة للبشر وتحديدا كبار السن وضعيفي المناعة. وأشار إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على مختلف الحيوانات عبر أخذ عينات عشوائية، في ظل وجود اعتقاد قائم على البراهين والدراسات العلمية باحتضان الإبل للفيروس. فلمبان شدد على ضرورة الشفافية بين الصحة والمجتمع في حالة وجود الفيروسات القاتلة في بعض الكائنات التي يتعامل معها البشر سواء في الحظائر أو عند نقلها أو تناولها، مشيرا إلى ضرورة توعية المجتمع بطرق انتقال المرض والفيروس وبالتالي اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية من منطلق «درهم وقاية خير من قطار علاج». وفيات كورونا إلى ذلك، سجلت الصحة حتى أمس الأول 82 حالة إصابة بفيروس كورونا منذ بداية أول حالة في شوال 1433ه توفي منهم 41، وكانت الصحة قد كشفت أن فحص البلمرة الجزيئية الخاصة بالفيروس قد تم إجراؤه على عينات جرى جمعها من 96 خفاشا حيا تمثل سبع فصائل مختلفة، وأيضا 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض في المملكة، حيث أظهرت عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات وجود تركيبة جينية مطابقة 100 في المائة لفيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد، كما أظهرت الدراسة أيضا وجود فيروسات متعددة أخرى من فصيلة كورونا في 28 في المائة من العينات التي تم فحصها. وخلص الباحثون إلى أن الخفافيش قادرة على احتضان العديد من الفيروسات مثل فيروس الكلب والسارس والهندرا، وأن وجود تركيبة مطابقة لفيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد يجعلها أيضا حاضنا محتملا لهذا الفيروس، وأشار الباحثون إلى أنه نظرا لامتداد الحالات المؤكدة بين البشر في رقعة جغرافية واسعة فإن احتمال وجود الفيروس في حيوانات أخرى هو احتمال قوي ويحتاج إلى مزيد من الأبحاث الموسعة، كما أشار الفريق إلى أهمية دراسة طريقة انتقال الفيروس من المصدر الحاضن إلى الإنسان (من الحيوانات التي يمكن أن تكون وسيطا بين الخفاش والإنسان).