ما إن يبدأ مسافرو محافظتي الخرمة ورنية في الخروج من «مفرق» طريق الطائف والمضي قدما إلى محافظة الخرمة والعبور منها باتجاه الشرق إلى محافظة رنية، إلا ويدب الخوف والفزع الى قلوبهم، لأن «الداخل إلى الطريق مفقود والخارج منه مولود» كما يرددون، نتيجة تهالكة وافتقاده لوسائل السلامة وضيقه ما يجعله ساحة للحوادث التي دائما ما تنتهي بوفاة أو إصابة، وعلى الرغم من استلام شركة الصيانة لمشروع تطويره منذ ثلاث سنوات، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة. وذكر ظافر زامل السبيعي أن فرحتهم بسماعهم عن مشروع تطوير طريق مفرق الخرمة إلى بيشة، لم تكتمل منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن الشركة التي استلمت المشروع لا تزال تعمل الآن ودون إشراف مباشر من الجهات الرقابية، موضحا أن ما جرى الانتهاء منه خلال السنوات الماضية يعد ضئيلا جدا مقارنة بمشاريع وزارة النقل في بعض المحافظات. ورأى أن هناك عاملا آخر أسهم في الكثير من الحوادث وهو الطبقة الأسفلتية التي دبت التشققات فيها، وأصبح الطريق غير صالح لعبور السيارات وقد تكونت بوسط تلك الطبقة الأسفلتية حفر ومطبات وكشوط للمادة الأسفلتية علاوة على الغزو المستمر للجمال السائبة. قال محمد مسلط السبيعي: تحصد حوادث السير على طريق الخرمة/رنية عشرات الأرواح شهريا، وتخلف العديد من حالات الإصابات بين سكان المحافظتين من كافة الفئات العمرية، إذ تحتل حالات حوادث الطرق المرتبة الأولى بين الحالات المرضية التي تستقبلها أقسام الطوارئ في المستشفيات الرئيسية في الخرمة ورنية خصوصا اوقات الاجازات. وذكر أن أهالي المحافظتين يطلقون على الطريق «طريق الموت» لكثرة حوادثه اليومية، مطالبا الجهات المسؤولة بوضع مراكز للهلال الاحمر والدفاع المدني في منطقة الناصفة، حتى يتمكنوا من مباشرة الحوادث في الوقت المناسب. وأكد عبدالله محمد الشهري أنه يرتاد الطريق بصفة أسبوعية، مبينا انه في كل مرة يمر من طريق الخرمة/رنية يشاهد حادثا ماساويا المتسبب فيه الجهات المعنية، لأنها همشت الطريق كليا. وأوضح مصدر أن الاحصائيات المبدئية للحوادث التي وقعت في الطريق خلال الأشهر الستة الماضية، تجاوزت 200 حادث، وبلغت الوفيات أكثر من 50 حالة، مبينا أن غالبية الحوادث تقع في الاجازات نظرا لكثرة اعداد المسافرين حيث ان الطريق يربط المنطقتين الوسطى والغربية بالمنطقة الجنوبية. في المقابل، أوضح مصدر في وزارة النقل أن المرحلة الأولى من الطريق انتهت خلال الفترة الماضية من مفرق الخرمة الى الخرمة بطول 65 كم وتم البدء في فترة سابقة بالمرحلة الثانية لتنفيذ الازدواجية من محافظة الخرمة الى محافظة رنية، وتبلغ التكلفة 5814720 ريالا للمرحلة الثانية بطول 140 كم، مشيرا إلى أن المشروع سيكتمل في نهاية شهر ذي الحجة من العام الجاري.