أوضح مدير عام جمعية وئام الأسرية بالمنطقة الشرقية الدكتور محمد العبدالقادر أن عدد المستفيدين من المساعدات المالية التي تقدمها الجمعية للشباب والفتيات بلغ 2204 مستفيدا، بينما بلغ عدد المستفيدين من البرامج والدورات التدريبية 4507 مستفيدا، وذلك في برامج متخصصة تلامس حاجاتهم الاجتماعية والأسرية. وقال في حوار مع «عكاظ» إن الجمعية تمكنت من تخفيض نسبة العوانس في المنطقة بمعدل 008 فتاة سنويا، حيث إن الجمعية تهدف إلى تخفيض نسبة العوانس في المنطقة من خلال السعي إلى تزويج أكثر من 0001 فتاة سنويا، ودعمت الشباب الراغب في الزواج بمبالغ قاربت ثمانية ملايين ريال، منها تقديم مبلغ 01 آلاف ريال كهبة غير مستردة. فكرة إنشاء قسم الإصلاح الأسري، ما الغرض منها؟ وهل سيحقق مفهوم الوعي الاجتماعي؟ - مبادرة الجمعية في إنشاء قسم للإصلاح الأسري جاءت لمعايشة المجتمع في فلك المتغيرات السريعة والمؤثرات الشديدة، التي ظهرت بصماتها على أخلاق وحياة كثير من الناس في المجتمع، حيث لم يواكب المجتمع المحافظ التوافق مع تلك المتغيرات السريعة ونتج من ذلك وجود مفاهيم خاطئة في طبيعة العلاقات الزوجية، وأدت تلك المفاهيم الخاطئة إلى تفكك الأسر وتصدع البيوت وانحراف الأبناء، لذا جاءت فكرة إنشاء وحدة الإصلاح الأسري بجمعية وئام للرعاية الأسرية لزيادة الوعي الاجتماعي تجاه العلاقات الزوجية ومساعدة الأسر على مواجهة مشكلاتها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والصحية عن طريق مستشارين متخصصين ومؤهلين لعلاج تلك المشكلات. وهل يعني هذا ظهور حالات تصدعت علاقاتها الأسرية حتى يتدخل هذا القسم الإصلاحي؟ - تكمن الأهمية لهذا القسم نتيجة ظهور حالة تبدل في العلاقات في المجتمعات الحديثة والتغير الاجتماعي السريع وما صاحبه من ازدياد المشكلات الأسرية وتعقدها، وعدم قدرة بعض الأفراد على مواجهة المشكلات بسبب قلة التجارب ونقص المعلومات والمهارات وعدم توفر المؤسسات الكافية لمساعدتهم، وتحول المجتمع من مجتمع ذي مصدر موحد للتلقي والتأثير إلى مجتمع منفتح تجاه الثقافات الأخرى، إلى جانب تجسيد الأخوة الحقة والرغبة الصادقة والعمل على تحقيق السعادة والرضا النفسي والتكيف الاجتماعي الذي يعيشه أفراد الأسرة من خلال المساهمة في مساعدة الآخرين وتخفيف آلامهم، كذلك استشعار الجمعية عدم وجود جهات تقوم بعلاج المشكلات الأسرية قبل تفاقمها. كيف يمكن أن نقدم وقاية وحصانة للأسرة من أي شروخات مجتمعية خانقة؟ - من أهدافنا تقديم خدمات تقي الأسرة من المشكلات التي تهدد استقرارها أو أداء وظائفها، والعمل على إصلاح ذات البين من قبل متخصصين وبأسلوب مهني يتفق مع الضوابط الشرعية وتحقيق ما يطلبه أفراد المجتمع من السرية والخصوصية في حل مشكلاتهم الأسرية، والتعاون مع الجهات المعنية بحل المشكلات الأسرية والحد من الممارسات الخاطئة في الإصلاح الأسري من قبل غير المتخصصين. والقسم يقوم بتقديم الاستشارة المباشرة للأفراد أو الطرفين في الخلافات الزوجية، والمساعدة على حل مشكلاتهم واستقبالهم في الجمعية، ويقوم المسترشد بشرح مشكلته لمستشارين متخصصين. كيف تتعامل الجمعية مع الشباب ذوي الدخل المحدود؟ هل تبحث عنهم؟ - هناك نسبة 49 في المائة من الشباب المتقدمين والراغبين في الزواج يأتون للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجمعية، وهؤلاء رواتبهم أقل من 3500 ريال، وهو ما يوضح أن الشباب يعيشون ضائقة مالية تدفعهم إلى العزوف عن الزواج. والدراسة التي أعدتها الجمعية أوضحت أيضا أن 81 في المائة من الشباب يتقاضون رواتب أقل من خمسة آلاف ريال شهريا. وهل هناك دراسات جدية تؤكد ذلك؟ - الدراسة أشارت إلى أن 68 في المائة من الشباب المتقدمين للجمعية تتجاوز أعمارهم 25 عاما ممن لم يتزوجوا، و19 في المائة من الشباب لا يقدمون على الزواج إلا عند تجاوز أعمارهم 32 عاما وهذا ما يحذر منه علماء المجتمع ويؤثر على الالتزام الأخلاقي والاجتماعي والاستقرار الأسري، كما كشفت الدراسة عن ارتفاع في أعداد طلبات الزواج من النساء والفتيات أكثر من طلبات الشباب، والجمعية استقبلت طلبات نسائية للزواج وصلت إلى 213 طلبا من فتاة للزواج، يقابله انخفاض في أعداد طلبات الرجال للزواج الذي وصل إلى 63 طلبا من الرجال، وهذا يعكس إحجام الشباب عن الزواج. هل لديكم قسم للتوفيق بين الزوجين؟ وما طبيعة عمله؟ - الجمعية بصدد تطوير قسم التوفيق بين الزوجين عبر تدشين بوابة إلكترونية في موقع الجمعية يشرف عليها عدد من الاستشاريين الأسريين وعدد من المشايخ ومأذوني الأنكحة. برأيك.. لماذا يعزف الشباب عن الزواج؟ - هناك عدد كبير من الشباب تم إجراء الدراسة على بياناتهم أشاروا إلى أن عزوفهم عن الزواج يرجع إلى تكاليف الزواج العالية التي لا تمكن الشاب في ظل ضعف الراتب الشهري وغلاء المعيشة من إتمام زواجه، وهذه الأسباب وغيرها شجعت الجمعية على إقامة حفل الزفاف الجماعي الثاني والذي يأتي استمرارا للنجاح الذي حققه المهرجان الأول العام الماضي، والذي تم فيه تزويج 100 شاب وفتاة، منهم ثمانية من الشباب المعاقين، وهو ما شجع الجمعية على رفع عدد المستفيدين من الزفاف الجماعي إلى 400 شاب وشابة. نجحتم سنويا في تنظيم حفلات للزواج الجماعي، إلى ماذا تهدفون من ذلك؟ - حفلات الزفاف الجماعي أثبتت من خلال الدراسات والإحصائيات التي قامت بها الجمعية أنها توفر أكثر من 50 في المائة من تكاليف الزواج، وتكاليف حفل الزفاف الجماعي تصل إلى 10 ملايين ريال لعدد 400 شاب وفتاة، كما أن الخطة الخمسية للجمعية تهدف إلى مساعدة الشباب والفتيات خلال الخمس سنوات منذ بداية عمل الجمعية، وعمل الجمعية المؤسسي الذي انتهجته منذ بداية عملها سيبكر من تحقيق ذلك الهدف، كما أن حرص الجمعية على المساعدة في تزويج الشباب والفتيات يأتي انسجاما مع البعد التنموي لخطة التنمية إضافة إلى البعد الأمني الذي يتركز من خلال إضفاء عامل الاستقرار النفسي لأفراد المجتمع والذين يشكل الشباب أغلبيتهم. ومن أهداف حفل الزفاف الجماعي وتقليل تكاليف الزواج على الشباب وتقليل عدد العوانس في المجتمع، وتحصين الشباب والفتيات من الأفكار الهدامة والأخلاقيات الدخيلة، إضافة إلى المساهمة في الحركة التنموية للمجتمع وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في خدمة المجتمع. هل فعليا تمكنتم من خفض نسبة العنوسة؟ - الجمعية تمكنت من تخفيض نسبة العوانس في المنطقة بمعدل 800 فتاة سنويا، حيث إن الجمعية تهدف إلى تخفيض نسبة العوانس في المنطقة من خلال السعي إلى تزويج أكثر من 1000 فتاة سنويا، ودعمت الشباب الراغب في الزواج بمبالغ قاربت ثمانية ملايين ريال، منها تقديم مبلغ 10 آلاف ريال كهبة غير مستردة. إلى نجاح برنامج التأهيل للمستفيدين في استقرارهم الأسري بدليل عدم وجود حالات طلاق، تذكر إذ تصل نسبة الطلاق بينهم إلى 0.5 في المائة والاستقرار الأسري بين المتقدمين وصلت نسبته إلى أكثر من 99 في المائة.