كشف المدير العام لجمعية «وئام للرعاية الأسرية» في المنطقة الشرقية الدكتور محمد العبد القادر، أن «49 في المئة من الشُبان الراغبين في الزواج، والإفادة من الخدمات التي تقدّمها الجمعية، تقل رواتبهم عن 3500 ريال»، لافتاً إلى أن الشباب يعيشون «ضائقة مالية، تدفعهم إلى العزوف عن الزواج». وأضاف أن «دراسة قامت بها الجمعية، عن المتقدمين لطلب مساعداتها، أوضحت أن 81 في المئة من الشُبان يتقاضون رواتب أقل من 5 آلاف ريال شهرياً». وأوضح العبد القادر، خلال مؤتمر صحافي، عُقد بمناسبة تدشين حفلة الزفاف الجماعي الثانية، مساء أول من أمس، أن «الدراسة كشفت أن 68 في المئة من الشباب المتقدِّمين للجمعية، تتجاوز أعمارهم 25 سنة، ممن لم يتزوجوا، و19 في المئة من الشُبان لا يُقدِمون على الزواج، إلا عند تجاوز أعمارهم 32 سنة، وهذا ما يحذّر منه علماء المجتمع، ويؤّثر على الالتزام الأخلاقي والاجتماعي والاستقرار الأسري لدى المجتمع». و ستُقام حفلة الزفاف الجماعي الثانية في 29 من شهر شوال المقبل، لزفاف 400 شاب وفتاة من الشرقية. وبدأ مشروع الزفاف الجماعي في استقبال التبرعات والزكوات. وقال العبدالقادر: «إن مشاريع «وئام» الأسرية تعتبر حاضنة لزكوات رجال الأعمال»، مبيناً أن هناك «مساعٍ لشراء وقف لصالح الجمعية، تُقدّر قيمته ب20 مليون ريال». وكشف عن «ارتفاع أعداد طلبات الزواج من النساء والفتيات، أكثر من طلبات الشباب». وأشار إلى أن الجمعية «استقبلت 213 طلباً نسائياً للزواج، بما يعادل نحو أربعة أضعاف، طلبات الرجال، الذين بلغوا 63 طلباً، ما يعكس إحجام الشُبان عن الزواج». وقال: «إن الجمعية بصدد تطوير قسم التوفيق بين الزوجين، وذلك عبر تدشين بوابة إلكترونية عبر موقع الجمعية، يشرف عليها عدد من الاستشاريين الأسريين، وعدد من المشايخ ومأذوني الأنكحة». وأكد أن «عدداً كبيراً من الشباب الذين تمّ إجراء الدراسة على بياناتهم، عزوا عزوفهم عن الزواج إلى كلفته العالية، التي لا يستطيع الشاب في ظل ضعف الراتب الشهري وغلاء المعيشة إتمام زواجه»، مضيفاً أن «هذه الأسباب، وغيرها، شجعت الجمعية على إقامة حفلة الزفاف الجماعي الثانية، التي تأتي استمراراً للنجاح الذي حققه المهرجان الأول، العام الماضي، الذي تم فيه تزويج 100 شاب وفتاة، منهم ثمانية من المعوقين، وهو ما شجّع الجمعية على رفع عدد المستفيدين من الزفاف الجماعي، إلى 400 شاب وفتاة خلال العام الجاري». وأبان المدير العام للجمعية، أن «حفلة الزفاف أثبتت من خلال الدراسات والإحصاءات التي قامت بها الجمعية، أنها توفّر أكثر من 50 في المئة من كلفة الزواج»، مقدراً كلفة حفلة الزفاف الجماعي ب «10 ملايين ريال، ل400 شاب وفتاة»، ذاكراً أن برنامج الحفلة سيكون عبارة عن «زفة للشباب، ولوحات شعرية، إضافة إلى صورة جماعية مع راعي الحفلة، وحفلة العشاء، الذي سيقدم بعد نهاية الحفلة»، مشيراً إلى أن «كل شاب وفتاة سيعطى 50 بطاقة دعوة، لذويه». وكشف العبد القادر، أن «الخطة الخمسية للجمعية تهدف إلى مساعدة أكثر من 10 آلاف شاب وفتاة خلال خمس سنوات منذ بداية عمل الجمعية»، مضيفاً أن «عمل الجمعية المؤسسي الذي انتهجته منذ بداية عملها سيبكّر من تحقيق هذا الهدف». وأكد حرص الجمعية على «المساعدة في تزويج الشُبان والفتيات، لأنه يأتي انسجاماً مع البعد السياسي التنموي لخطة التنمية التاسعة للدولة، إضافة إلى البعد الأمني، الذي يتركز من خلال إضفاء عامل الاستقرار النفسي لأفراد المجتمع، الذين يشكّل الشباب غالبيتهم». وسرد أهداف حفلة الزفاف الجماعي بأنها «تعكس اللحمة الوطنية بين الراعي والرعيّة، وتقليل كلفة الزواج على الشباب، وتقليل عدد العوانس في المجتمع، وتحصين الشُبان والفتيات من الأفكار الهدامة والأخلاقيات الدخيلة، إضافة إلى المساهمة في الحركة التنموية للمجتمع، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في خدمة المجتمع».