كشفت مصادر لبنانية مطلعة ل«عكاظ» أمس (الجمعة) أن «التحقيقات الجارية في جريمة متفجرة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت تسير بعدة اتجاهات، أولها البحث في مصداقية الشريط الذي بثته المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم سرايا عائشة أم المؤمنين، وما أن كان هذا الشريط مفبرك لتغطية الجهة المقنعة التي تقف خلف عملة التفجير». وأضافت المصادر ل«عكاظ»: «أن فرضية وقوف جبهة النصرة أو دولة العراق الإسلامية خلف التفجير مستبعد لأن المجموعيتن المذكورتين لا تتردد في تبني عملية في حال وقوفها خلفها». وأكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن الأدلة الجنائية بدأت عملها في جمع صور الكاميرات الموجودة في منطقة التفجير الذي استهدف منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية الليلة قبل الماضية. وأشار في حديث إذاعي أمس إلى أن هناك فرضية أولية بوجود انتحاري قام بعملية التفجير نظرا لوجود السيارة المنفجرة في منتصف الطريق في مكان الحادث المذكور. وأوضح شربل أن الحصيلة شبه النهائية لحادثة التفجير بلغت 22 قتيلا وأكثر من 200 جريح . الخبير والمحلل الأمني العميد المتقاعد في الجيش وهبي قاطيشا وفي تصريح خاص ب «عكاظ» أشار إلى أن الشريط الذي بث هو للجهة التي تقف خلف عملية التفجير إلا أن الاسم الذي أطلقته على المجموعة المنفذة هو اسم وهمي بهدف إخفاء اسم المجموعة الحقيقية. وختم العميد قاطيشا ل «عكاظ»: «هذه المتفجرة ليست مفاجئة فهي نتيجة طبيعية للمغامرة التي قام بها حسن نصر الله وحزبه في سوريا». قضائيا طلب مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية المناوب القاضي سامي صادر المكلف بالتحقيق في التفجير إقفال منطقة التفجير في الرويس بالكامل والقيام بمسح شامل للمباني واسطح في المنطقة بحثاعن الأدلة. سياسيا في الوقت الذي عمد فيه حلفاؤه على اتهام قوى 14 أذار بالمسؤولية عن الانفجار تجنب حزب الله توجيه أي اتهام مباشر، بالمقابل دعت قوى 14 أذار للإسرع بتشكيل الحكومة لتحصين البلد أمنيا وللعودة لسياسة النأي بالنفس. فيما أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن انفجار الضاحية الجنوبية طال جميع اللبنانيين وليس منطقة أو مجموعة بذاتها. وأشار إلى أن «ما حصل بالأمس يؤكد مرة أخرى أن الدولة القوية والقادرة تؤمن الحماية المطمئنة للناس وتكافح الجريمة والمتفرعات». ورأى النائب هادي حبيش أن «المطلوب اليوم هو بذل الجهود لتأليف الحكومة لدعم الأجهزة الأمنية لتلعب دورها بمسألة ردع مسلسل التفجيرات والإرهاب». فيما شدد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب فادي الهبر على أننا «نريد حكومة من صنع اللبنانيين فقط»، وتساءل: «لماذا لا نمكن الأمن في لبنان ونوحد الاستراتيجية الدفاعية».