رحب رجال أعمال ومستثمرون بمقترح «عكاظ» إنشاء صندوق خاص لرعاية أسر شهداء الواجب، مؤكدين على أهمية تكامل وتضافر دور القطاعين الحكومي والخاص في رعاية أبناء وأسر الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء للوطن الغالي. وأوضحوا في تصريحات للصحيفة أن العمل المنهجي صمام أمان لضمان استمرارية رعاية هذه الأسر على الرغم من الجهود الحكومية الدؤوبة في هذا الإطار. رجل الأعمال صالح بن علي التركي قال: إن رجال الأعمال بكافة القطاعات ينبغى أن يرحبوا على نطاق واسع بهذا المقترح البناء تقديرا للجهود التي قام بها شهداء الواجب في حماية الوطن ومكتسباته ومقدراته ومواجهتهم للإرهابيين والمتطرفين الذين لا يريدون لهذا الوطن أي صلاح أو فلاح. ووصف المقترح بالمتميز والبناء، مشيرا إلى أن المملكة تقود حربا لا تراجع فيها ضد الإرهاب منذ العام 2003 وحققت فيها نجاحات باهرة أشاد بها العالم بأسره حتى غدت التجربة السعودية في هذا المجال نموذجا يستحق التدريس بحمد الله. وأرجع رجل الأعمال صالح التركي النجاحات الدؤوبة للمملكة في مجال الحرب على الإرهاب الى الوقفة الحازمة للقيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي أكد جاهزية المملكة لهذه الحرب مهما استمرت. دخل ثابت للأسر من جهته ذكر رجل الأعمال مازن بترجي أن الصندوق من شأنه أن يوفر دخلا ثابتا لأبناء أسر الشهداء لمساعدتهم على تجاوز صعوبات المعيشة بعد أن فقدت تلك الأسر عائلها الوحيد على أيدي إرهابيين أو متطرفين أو عابثين بأمن الوطن، مشيرا إلى أن المئات من أبناء الوطن قدموا أرواحهم رخيصة من أجل أن يحيا الوطن حياة كريمة، وأنه قد حان الوقت لأن نرد لهم الجميل نظير ما قدموه لنا جميعا من أمن وأمان واطمئنان ورفاهية ورخاء. وأشار إلى أن جميع رجال الأعمال الذين حققوا نجاحات في هذا الوطن على مدار السنوات الماضية مدينون بجزء من نجاحاتهم وأرباحهم لهؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء وعزة من أجل أن يحيا الوطن وأبناؤه في رغد من العيش والخير. وتساءل بترجي عن شكل الوطن ومصير أبنائه فيما لو نجحت، لاقدر الله، أكثر من 200 عملية إرهابية كانت قد استهدفت الوطن طيلة السنوات السابقة وذلك وفقا لما صرح به أكثر من مرة الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، يرحمه الله. أوقاف لدعم المشروع رجل الأعمال محمد عبدالقادر الفضل أوضح أن الصندوق المقترح ينبغي أن يؤسس بطريقة علمية وعملية تضمن استمرار موارده على الدوام. مقترحا في هذا الشأن شراء عمائر ومبان سكنية وتأجيرها لصالح الصندوق، وأن يتم اختيار مجلس ادارة الصندوق من شخصيات تتمتع بقدرات استثمارية عالية لتعظيم موارد الصندوق خاصة أن شهداء الواجب أعدادهم ليست بالقليلة وينتمون الى مختلف المناطق. وأوضح أن العمل المؤسسي الممنهج هو القابل للنجاح والبناء فوقه على العكس من العمل المتقطع الذي يستمر لفترة قصيرة ما تلبث ان تنقطع. ولم يستغرب عبدالقادر الفضل إطلاق هذه الدعوة، مشيرا الى ان أبناء المملكة معروفون بالتراحم والتواد فيما بينهم وبين جميع أبناء العالم الاسلامي وبالتالي فإن إنشاء هذا الصندوق يعد أقل ما يمكن تقديمه لأبناء المملكة من أسر شهداء الواجب. خدمات مجانية للأبناء رجل الأعمال زياد بن بسام البسام اتفق مع الآراء السابقة ويرى أهمية تنوع المساعدات المقدمة لدعم إطلاق الصندوق سواء من الحكومة أو القطاع الخاص. وقال: يمكن قبول الدعم المالي والعيني المتمثل في المواد الغذائية وقطع الأراضى والأوقاف على أن يتم تعيين ادارة فاعلة قادرة على ادارة موارد الصندوق المختلفة. كما يمكن ان يشارك بعض رجال الأعمال بتوفير وظائف ثابتة لأبناء أسر شهداء الواجب، فضلا عما تقدمه الجامعات من منح تعليمية مجانية للدراسة، أما المدارس الخاصة فيمكن أن تقبل أبناءهم أيضا للدراسة بدون مقابل. أسماء الشهداء رجل الأعمال عبدالله مرعي بن محفوظ اشار الى إمكانية إطلاق أسماء شهداء الواجب على الشوارع الرئيسية في مختلف المدن مستغربا تلكؤ الكثير من الأمانات في هذا الجانب. ورأى ان الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية يعد الداعم الأول حاليا لأسر شهداء الواجب، مشيرا الى ان هذا الدعم يتنوع بسداد أي ديون على الشهداء مع تقديم مساعدة مادية عاجلة وترقية الى الرتبة الأعلى وشراء منزل للأسرة. وشدد على أهمية استمرارية هذا الدعم في إطار مؤسسي يعكس الشراكة المجتمعية التى تعزز مسيرة المملكة إلى الأمام. دور أكبر لرجال الأعمال اتفق مع الرؤية السابقة رجل الأعمال محمد الخطيب الذي طالب رجال الأعمال بأن يكون لهم دور أكبر في تعزيز مسيرة التنمية في المملكة. وأشار الى أنه على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به الدولة، إلا ان رجال الأعمال ينبغي أن يكون لهم دور أكبر في خدمة مجتمعهم وألا ينتظروا العطاء الحكومي على الدوام. وقال: في الكثير من الدول يشارك رجال الأعمال في تنفيذ المشاريع الوطنية بجزء من أرباحهم. لافتا الى ان بعضهم تبرع بجزء كبير من ثروته من أجل الفقراء، فحري بنا ونحن مسلمون أن تكون هذه النماذج قائمة تعمل بيننا، خاصة أننا مسلمون إذا اشتكى منا عضو ينبغي أن يقف له الجميع بالسهر والحمى. إرادة جادة رجل الأعمال عبدالله الغروي يرى أن نجاح المقترح مرهون بوجود إرادة جادة من رجال الأعمال ورغبة مجتمعية صادقة من أجل تحويل الفكرة الى واقع يسهم في تحسين معيشة أسر الشهداء وتوفير الدعم المالي المناسب لهم. وقال: ان المجتمع السعودي أثبت على الدوام أنه نموذج يحتذى في العطاء وتشهد على ذلك النماذج الرائعة في البوسنة والهرسك وباكستان وفلسطين وغيرها، مشددا على ان الدعم المباشر يمكن ان تشارك في تقديمه الجامعات والمدارس والمستشفيات من خلال المنح والعلاج المجاني. واشار الى الصور التي يحفظها الوطن للقيادة وهي تحتضن أبناء الشهداء على مدى السنوات الماضية وقد حان الوقت لأن يحتضنهم أيضا أبناء الوطن نظير ما قدم آباؤهم فداء للوطن.