لكل منطقة ومحافظة بالمملكة مظاهرها الخاصة للاحتفال بعيد الفطر، حيث يمارس أهالي مكةالمكرمة طقوسا مميزة بهذا الكرنفال السنوي، إلا أن تلك الممارسات الاحتفالية تطورت في الوقت الحاضر عما كانت عليه في السابق. «عكاظ» التقت عددا من كبار السن لاستذكار مظاهر فرحة العيد في الماضي ومقارنتها بالحاضر، يقول العم فرج «الجميع يستعد للعيد بشراء الملابس التي كانت تسمى في ذلك الزمن كسوة العيد، فيذهب الأب إلى الخياط لحياكة الثياب لأبنائه الذكور، وتذهب الأم للسواق وتشتري قماشا لبناتها وتقوم بحياكته عن الخياطة». وأضافت الخالة عائشة أن النسوة يقمن بإعداد بعض الحلويات الخاصة بعيد الفطر كاللبنية، الدو، الحلوى المفروكة، والمشبك، وطهو الطبق المكاوي الشهير والذي لا يخلو منه أي بيت مكاوي إلى يومنا الحالي ويسمى الدبيازة، وهو عبارة عن شراب قمر الدين المحلى بالمكسرات بعد قليها في السمن وتوضع لها بعض التوابل الحلوة الهيل والقرفة والقرنفل، ويؤكل ساخنا، كما تطهو النسوة الكنافة بالجبنة البلدي، وهنال بعض الأطباق يتم شراؤها من السوق، وبعض أنواع الزيتون، والأمبة، والحلاوة الشامية والطحينة، والطرشي، والمخلل لتقديمها على وجبة الإفطار للضيوف المهنئين الذي يأتون بعد صلاة العيد. من جهتها، قالت (أم سالم): يتم تنظيف البيوت وتنجيد الفرش المصنوعة من القطن، ويعاد حشوها بقطن جديد وهذه المهنة (المنجد القديم ) قد اندثرت بعد إحلال مادة الأسفنج والمواد البلاستيكية، والحشوات الصناعية وعمل صيانة سريعة للأثاث والأدوات التالفة في المنزل، ويتم شراء الحلويات والألعاب لتقديم العيديات للأطفال كما تمنح الأسر الميسورة عملات نقدية معدنية أو ورقية كعيدية للأطفال. واستطرد (سعيد غزالي) الحديث عن استعدادات الحواري لاستقبال العيد في الماضي قائلا «يتم الاستعداد لهذه المناسبة بوضع صواوين ونصب المراجيح في حارات مكةالمكرمة، حيث يتم تمهيد الطرق وتنظيفها وإشعال الفوانيس.. وأتاريك العيد حال ثبوت رؤية هلال العيد. وأضاف غزالي بأن أهل مكة يخرجون لصلاة العيد حيث يسمى هذا التجمع الاجتماعي «المشهد» في المسجد الحرام، ومازالت هذه العادة تمارس إلى اليوم في المجتمع المكي حيث تخرج العائلة مع الأب والأم والأبناء ذكورا وإناثا بملابسهم الزاهية الجديدة.. قبل شروق الشمس للحصول على أماكن مناسبة لهم. وأردفت الناشطة الاجتماعية شادية جنبي بأن مظاهر العيد بمكة لم تختلف حاليا عما كانت عليه في السابق فمن المعروف أن أهالي مكةالمكرمة من أكثر الناس حفاظا على التراث الشعبي الذي تناقلوه منذ القدم وعلموه أبناءهم ومازالوا يمارسونه حتى اليوم سواء في الزي الذي اشتهر به الرجل المكي وهو الثوب والعمة والبقشة والغبانة، والسيدة المكية بثوبها الحجازي المحرمة والمدورة والصدرية.