لم يستسلم عدد من الخريجات الجامعيات في ينبع للبطالة وانتظار الوظيفة الحكومية، بل تحركن لإيجاد مصدر دخل آخر، فاستغل عدد منهن الأعياد ومناسبات الأفراح في صناعة الكعك والحلوى. وأسهم التنافس بينهن في إنتاج أصناف لذيذة باتت تحظى بإقبال كثيف من المستهلكين، وحصدن من خلالها العديد من الجوائز، وسعين لتطوير مشاريعن، مطالبات الجهات المختصة بالاهتمام بهن ودعم مشاريعهن. وأوضحت الخريجة الجامعية ابتسام الحربي أنها لجأت لصنع الحلوى في الأعياد والأفراح منذ خمس سنوات، بعد أن فشلت في الحصول على وظيفة حكومية، مشيرة إلى أنها فضلت تسخير موهبتها وقدراتها في إعداد الحلوى لكسب رزقها، بدلا من انتظار وظيفة قد لا تأتي قريبا. وطالبت الحربي الجهات المختصة بالاهتمام بالأسر المنتجة وتوفير مواقع لهن يبعن خلالها من منتجاتهن من أطعمة ومصنوعات أخرى، مقترحة إنشاء مصانع نسائية يشرف عليها مختصون وتستوعب الخريجات اللاتي لا يجدن وظائف حكومية بسهولة في ينبع. إلى ذلك، ذكرت صالحة الصديقي (23 عاما) وخريجة إدارة أعمال أنها باشرت عملها في صنع الحلوى منذ عام 2010، مشيرة إلى أنها تهوى الطبخ منذ طفولتها، وتعمل حاليا على تلبية طلبات الزبائن من منزلها. وأشارت إلى أنها تجيد صناعة الحلوى، التي يزداد الطلب عليها في الأعياد والأفراح وحفلات التخرج ومواليد الأطفال، موضحة أنها تتنافس وزميلاتها في إعداد الحلوى وبأشكال وأذواق مختلفة ولمختلف الأعمار، ملمحة إلى أن هذا النشاط يزداد في ينبع خلال الأعياد. بدورها، أفادت هبة الرحمن رجب خريجة تخصص كيمياء حيوية وعضوة في لجنة شابات الأعمال في غرفة ينبع وتمتلك أحد المخابز، بأنها بدأت مشروعها منذ ثلاث سنوات في منزلها وحققت كثيرا من النجاحات، منها فوزها بالمركز الثاني في ريادة الأعمال في مدينة جدة عام 2012 بجائزة 150 ألف ريال. وأشارت إلى أن مبلغ الجائزة ساعدها على افتتاح مخبز خاص لصنع أنواع وأصناف من الحلويات لمختلف المناسبات يعمل فيه شباب سعوديون تحت إشرافها، مؤكدة قدرتها على تقديم أشهى الوصفات ما زاد الإقبال عليها. وبينت أن متوسط دخل المخبز شهريا يصل غالبا إلى 30 ألف شهريا وصافي الأرباح بسيط لا يكاد يذكر، موضحة أنه ليس من المستحيل تحويل الهواية إلى مشروع على أرض الواقع فمن المعروف لا توجد أرباح في بداية المشاريع لكن بالعزيمة والإصرار والصبر يمكن الوصول إلى الهدف المنشود.