أثار ارتفاع اسعار بعض السلع التموينية الاساسية ومنها على سبيل المثال لا الحصر السكر ، مخاوف بعض صاحبات المشاريع الصغيرة واللاتي يصنعن منتجاتهن في المنزل، واوضحت بعض صاحبات تلك المشاريع ان ارتفاع اسعار بعض المواد الخام والاولية التي تدخل في التصنيع ربما يهدد استمرارية تلك المشاريع التي تدربنا عليها واصبحت مصدر دخل رزق لنا عوضا عن الانتظار لحلم الوظيفة. وتعمل بعض الفتيات في صناعة الحلويات والمعجنات مثل المعمول ، والبسكويت. و تقول مها أبو العلا عن مشروعها ( ميني بايتس ) لصناعة الحلويات والبسكويت : " لم ألاحظ ارتفاع سعر السكر نظراً لقيامي بشرائه بكميات كبيرة حيث أقوم بشراء عبوات ال 50 كيلو كل ثلاثة أشهر، الأمر الذي يجعلني استفيد من شرائه بسعر الجملة، وتضيف: ولكن من الملاحظ ان هناك ارتفاعا في اسعار بعض المواد الاولية التي تدخل في التصنيع، مثل الدقيق، الزبد، الحليب، وهذا الامر اضطرنا إلى زيادة اسعار بعض منتجاتنا. و توافقها الرأي شريكتها بالمشروع شروق رادين وتقول: " حاولنا البحث عن بدائل في التصنيع اقل سعراً حتى لا تتأثر اسعار المنتجات بتلك الزيادة، وحتى لا يتحمل العملاء تلك الزيادة، ولكننا حملنا الزيادة على هامش الربح بدلا من ان يتحملها المستهلك، وتضيف: " يصعب على المستثمر الذي يدير مشروعا أو منشأة صغيرة أن يتصدى أو يتدارك هذه الأزمة بدون خسائر . وعن الأصناف التي تأثر إنتاجها بارتفاع اسعار السكر تقول آمال السهلي: " لقد أثرت زيادة أسعار بعض السلع الاستهلاكية خاصة السكر الذي لا غنى عنه في صناعة جميع الحلويات والأصناف التي أعدها بمشروعي مثل البيتفور والمعمول المحشو بالتمر وغيره، الأمر الذي سيضطرني لرفع سعر المنتج بالرغم من توقعي أن ذلك سيقلل من إقبال العملاء وذلك عائد الربح المادي . وعن استخدام البدائل أو الاقتصاد في المواد الخام تقول السهلي : " يمكن أن أقلل من بعض المواد الداخلة في التصنيع التي أستخدمها في المعجنات من حليب وسكر واكتفي بالدقيق والخميرة فقط، أو أن استخدام الزيت عوضاً عن السمن في المعمول أو الحلويات والكعك إلا أن ذلك سوف يقلل من جودة منتجاتي المنزلية التي تجذب العملاء. أما أم محمد فتوافقها الرأي وتقول مشروعي صغير يعتمد على عمل الكيك والتورتات والحلويات الشرقية البسيطة التي أعدها في المواسم والأفراح والمناسبات الخاصة فقط، لكنني فوجئت بزيادة سعر السكر إلى الضعف مؤخراً الأمر الذي اضطرني للاتصال بالزبائن والاعتذار عن طلباتهم ، إلا أن استمرار أزمة ارتفاع الأسعار قد يهدد باستمرارية مشروعي في المستقبل ". ومن جهته يرى مدير إدارة رواد الأعمال بمركز جدة لتنمية المنشآت الصغيرة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بندر نتو أن تأثر أزمة ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وقعت على كافة المستثمرين بسوق البيع إلا أن المستثمر الصغير قد تكون مخاطرة أقل وأخف ضرراً مقارنة من المستثمر الكبير الذي يحمل على عاتقه مصاريف تشغيلية كبيرة . ومن جهة أخرى أشار مدير مركز البحوث والتنمية بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور ممدوح عبد الله باعويضان إلى أن إمكانيات أصحاب المشاريع الصغيرة للتصدي للازمة محدودة حيث لا يمتلكون وسائل لتغطية تكاليف مشاريعهم التي تعتبر مواردهم الوحيدة . ويرى باعويضان أن كبار المستثمرين يستحوذون على سوق البيع بما لديهم من إمكانات حيث يمتلك المستثمر صاحب المشاريع الكبيرة مصادر متنوعة للدخل ويستطيع تغطية تكاليفه من مصادر الإعلان وغيرها لتعويض خسائر الأزمة وهنا يأتي دور الأجهزة الرقابة التي من مسؤوليتها حماية المنشآت الصغيرة وأصحاب المنشآت الفردية والمشاريع الأسرية من تجار السوق الكبار وذلك بتوفير وسائل دعم للمواد الأولية ليتمكنوا من مقاومة ارتفاع الأسعار . وتوقع باعويضان عدم الاستمرارية في ظل تفاقم الأزمة الاقتصاديةً، وارتفاع بعض اسعار بعض السلع الاساسية ودعا رجال الأعمال لمساعدة أصحاب المنشآت الصغيرة التي تضررت تفاديا لمشاكل كثيرة قد تحدث لهم في المستقبل منها مشكلة البطالة.