في وقت أيدت قوى 14 آذار المواقف القوية التي أطلقها الرئيس اللبناني ميشال سليمان في خطابه بمناسبة عيد الجيش، شن حزب الله عبر حلفائه هجوما عنيفا عليه وطالبه بالاستقالة والرحيل، بينما واصل الجيش والأجهزة الأمنية التحقيقات لمعرفة هوية مطلقي الصواريخ على محيط القصر الرئاسي في بعبدا، غداة الخطاب الذي اعتبر فيه الرئيس سليمان أنه حان الوقت ليصبح سلاح حزب الله مرتبطا بقرار الدولة، لا سيما بعدما «تخطى سلاح المقاومة الحدود» ليشارك في المعارك إلى جانب القوات السورية. وبحسب بيان أصدرته رئاسة الجمهورية أمس، رأى الرئيس سليمان أن «تكرار الرسائل الصاروخية، كائنا من كان مرسلها وأينما كانت وجهتها ومهما كانت درجة خطورتها والهدف الكامن وراء إطلاقها، لا يمكن أن يغير في الثوابت الوطنية والقناعات التي يتم التعبير عنها بالكلمة الحرة والصادقة، النابعة من إيمان بالمصلحة الوطنية العليا لتجنيب البلاد انعكاسات ما يحصل في المنطقة». ومن جهته، قال وزير الداخلية مروان شربل أن الصواريخ التي أطلقت باتجاه بعبدا واليرزة هي نفس الصواريخ التي أطلقت من بلونة باتجاه الجمهور وعلى الضاحية الجنوبية. وأوضح أنه يجري التدقيق في عدد الصواريخ التي أطلقت وتحديدا صحة وجود صاروخ ثالث أم لا. وحول الأبعاد السياسية لإطلاق هذه الصواريخ قال إن هناك مشكلة سياسية على الأرض يجب معالجتها. وجاء في بيان أصدرته قيادة الجيش ممثلة في مديرية التوجيه «على إثر حصول انفجارات قبل منتصف الليلة قبل الماضية في منطقة اليرزة (في قضاء بعبدا)، باشرت قوى الجيش عملية بحث واستطلاع للمنطقة، حيث تبين أنها ناجمة عن سقوط صاروخين عيار 107 ملم، الأول في باحة فيلا فريحة قرب نادي الضباط، والآخر قرب قصر الخاشقجي في تلة اليرزة». وأكدت القيادة أن الصاروخين تسببا بأضرار مادية موضحة أنها تتابع «عمليات المسح الميداني للأماكن المحتملة لإطلاق الصاروخين بغية تحديد مصدرهما بدقة». وأفادت مصادر أن الفيلا التي سقط فيها أحد الصاروخين تبعد نحو مائة متر عن المدخل الخلفي للقصر الجمهوري في بعبدا، والمحاط بمساحة حرجية وسور عريض. واستنكر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام إطلاق الصواريخ ووصفه بأنه عمل «خطير ومشبوه»، وقال في تصريح أمس إن استهداف المناطق التي تحتوي مقرات ذات رمزية وطنية عالية هو حلقة جديدة في سلسلة العمليات الأمنية المشبوهة التي شهدتها مناطق مختلفة في الآونة الأخيرة، والتي يستفيد المخططون لها من مناخ التأزم السياسي الحالي للمضي في خطة خبيثة وخطيرة ترمي إلى ضرب الاستقرار اللبناني وزرع البلبلة في صفوف اللبنانيين. من جهته اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري أمس أن سلاح حزب الله «فقد صلاحيته» في مواجهة اسرائيل لاسيما بعد مشاركته في القتال الى جانب قوات النظام السوري. وقال الحريري «المنطق بشأن الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان الى سلاح المقاومة (في اشارة الى حزب الله) في مواجهة المخاطر الاسرائيلية باعتباره سلاحا يحقق توازن الرعب مع العدو، هو منطق نرى من جهتنا انه فقد صلاحيته». واعتبر ان أبرز هذه الاسباب «تحويل وجهة استخدام هذا السلاح من القتال ضد العدو الاسرائيلي الى القتال ضد الشعب السوري ما يطرح علامات استفهام كبرى حول مخاطر الارتكاز اليه في نقاش اي استراتيجية دفاعية». واضاف الحريري ان هذا السلاح «أصبح منذ العام 2005 موضوع خلاف واسع بين اللبنانيين وسببا مباشرا من أسباب الانقسام الوطني».