ما كادت مفاعيل خطاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان تتفاعل في عيد الجيش اللبناني لدى من يعنيهم الأمر الذي تحدث فيه عن تخطي سلاح حزب الله الحدود واستحالة مهمة الجيش اللبناني إذا استمرّت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي بحسب وصف سليمان حتى استُهدف القصر الجمهوري في منطقة بعبدا جنوب شرق بيروت قرابة منتصف ليل أمس الجمعة بصواريخ موجهة من مناطق قريبة لم تُحدد بدقة بعد. وقد أدت انفجارات متعددة في المنطقة إلى هلع بين المواطنين وإلى استنفار شديد من قبل الحرس الجمهوري لمعرفة نتائج القصف وأماكن إطلاق الصواريخ. وصباح أمس أصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه بياناً قالت فيه إنه على إثر حصول انفجارات قبل منتصف ليل الخميس- الجمعة في منطقة اليرزة باشرت قوى الجيش عملية بحث واستطلاع للمنطقة، إذ تبين أنها ناجمة عن سقوط صاروخين عيار 107 ملم الأول في باحة فيللا فريحة قرب نادي الضباط، والآخر قرب قصر الخاشقجي في تلة اليرزة، وقد اقتصرت أضرارهما على الماديات. وأعلنت قيادة الجيش أن عمليات المسح الميداني تستمر للأماكن المحتملة لإطلاق الصاروخين بغية تحديد مصدرهما بدقة إضافة الى جمع المعلومات والمعطيات المتعلقة بالحادث لكشف هوية المتورطين وتوقيفهم. ورغم أن أحداً لم يتبن بصراحة إطلاق الصواريخ ووجهتها إلا أن المحللين العسكريين والسياسيين أجمعوا على أن المستهدف هو القصر الجمهوري في بعبدا. علماً أنها ليست المرة الأولى هذا العام فقد أطلقت صواريخ مشابهة من أحراج بلدة بلونة في كسروان في 21 يونيو الماضي وسقط أحدها بين محلتي الجمهور وبسوس القريبتين من بعبدا وقيل إنها أخطأت القصر الجمهوري وجاءت عقب رسائل مدوية مماثلة وجهها الرئيس سليمان. وفي تعليق له على الصواريخ قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان إن تكرار الرسائل الصاروخية كائناً من كان مرسلها وإينما كانت وجهتها ومهما كانت درجة خطورتها والهدف الكامن وراء إطلاقها لا يمكن أن يغير في الثوابت الوطنية والقناعات التي يتم التعبير عنها بالكلمة الحرة والصادقة النابعة من إيمان بالمصلحة الوطنية العليا لتجنيب البلاد انعكاسات ما يحصل حولنا وفي المنطقة ولضمان الاستقرار والوحدة بين اللبنانيين من خلال العودة الى التزام إعلان بعبدا وصون التماسك الوطني في هذه الظروف الدقيقة بالذات. ولفت رئيس الجمهورية الى أهمية تحلي اللبنانيين بأعلى درجات الوعي لخطورة ما يقوم به المتضررون من اسقرار الساحة الداخلية.كما طلب من الأجهزة الأمنية المعنية تكثيف تحرياتها وتحقيقاتها لكشف لملابسات واتخاذ التدابير لضبط مثل هذه الأفعال. هذا وقد صدرت مواقف شاجبة من العديد من الشخصيات والهيئات اللبنانية المنددة ب «الرسائل الصاروخية» إلى رئيس الجمهورية بعد خطابه في عيد الجيش.