تجددت الاشتباكات العنيفة بين الشرطة المصرية ومتظاهرين من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي مساء أمس امام مدينة الانتاج الإعلامي في ضاحية 6 أكتوبر غرب القاهرة بعد «محاولة منهم لاقتحامها»، وهو ما اسقط ثلاثة جرحى على الأقل. وقامت عناصر من قوات الأمن المركزي بإطلاق الغاز المسيل للدموع بغزارة على بضعة آلاف من أنصار مرسي لدى محاولتهم مجددا اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية 6 أكتوبر (جنوبالقاهرة) وبدء اعتصام مفتوح للمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى الحكم. وقام أنصار مرسي بإطلاق الألعاب النارية حول مدينة الإنتاج الإعلامي ما تسبب في اندلاع حرائق محدودة بالأشجار في المنطقة، وأصيب عدد غير محدد من عناصر الأمن جراء رشقهم بالحجارة ومن أنصار مرسي بفعل استنشاق الغاز، فيما دفعت وزارة الداخلية بتعزيزات من الجنود والآليات فرضت أطواقاً أمنية حول المدينة. وكانت تشكيلات من قوات الأمن المركزي أحبطت، بوقت سابق من مساء أمس، محاولة مئات من أنصار مرسي اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث أطلقت القوات الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع حالات إغماء بين أنصار مرسي. كما قام أنصار مرسي بتحطيم واجهة البوابة «رقم 4» إحدى البوابات الرئيسية لمدينة الإنتاج الإعلامي، وعدد من سيارات عائدة لقنوات فضائية ولإعلاميين وعاملين بعدة فضائيات. وقال شهود عيان ان الاشتباكات بين الطرفين تواصلت وان الشرطة المصرية اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين اكثر من مرة. لكن المتظاهرين قاموا بالقائها مرة اخرى صوب الشرطة. وتقدم انصار مرسي المقدر عددهم بنحو الف صوب بوابة المدينة اكثر من مرة وسط اجواء من الفوضى في محيط المدينة. وهتف المتظاهرون «أنا مسلم مش ارهابي». فيما اعلنت الشرطة المصرية عن اصابة مجندين بطلقات الخرطوش، كما اعلنت عن القبض على نحو 25 شخصا في منطقة الاحداث. وتراصت سيارات الاسعاف في المنطقة تحسبا لسقوط مزيد من الاصابات. من جهة ثانية أوضح المتحدث باسم حزب النور السلفي شريف طه، أن الحزب يجري اتصالا مع جماعة الإخوان لاقناعها بالتراجع عن المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي والقبول بخارطة الطريق التي وضعها الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وتابع طه قائلا الجماعة تريد أن ترفع حد مطالبها للحصول على أكبر قدر ممكن من المفاوضات وتحقيق أكبر مكاسب، وأنصحهم بالتراجع عما يعتقدونه بعودة الرئيس المعزول. والآن هناك حالة من الغموض لدى جماعة الإخوان، لكن قريباً ستنزل الجماعة على الأرض وتقتنع أن عودة مرسي أمر مستحيل تحقيقه وتنضم إلى المصالحة الوطنية. وأضاف أكدنا على ضرورة الحل السلمي للأزمة وخطورة فض الاعتصامات بالقوة، وما يمكن أن ينشأ عن ذلك من إراقة للدماء التي يجب أن نحافظ عليها بغض النظر عن الخلاف السياسي، وأهمية الحفاظ على حقوق الإنسان فيما يتعلق بالتظاهر والاعتصام السلمي الذي يمثل أحد مكتسبات ثورة يناير.