الحديث عن هجرة المواهب من ملاعب الحواري السعودية إلى دول الخليج لم يعد أمرا جديدا سيما مع بلوغ عدد كبير منها عتبات الاحتراف العالمي، لكن واقع الحال يبدو مثيرا للجدل في ظل اتساع الفجوة بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وهذه المواهب التي لازالت تردح تحت وطأة الاهمال وينال منها التهميش، وعلى أن مواضيع التجنيس والسماح بمشاركة المقيمين في بعض المنافسات قد طرح أكثر من مرة في المنابر العامة، إلا أن شيئا لم يحدث على أرض الواقع بعد أن جمدت القضية عند هذا الحد ولم يأتي على ذكرها أحد، ليسوغ ذلك لأسراب المواهب الرحيل شرقا تاركة خسارة كبيرة للكرة السعودية التي أصبحت على مسافة قريبة من جفاف المواهب الكروية في عدة مراكز وخانات تبذل من أجلها الأندية ملايين الريالات دون فائدة. شقت بعض هذه المواهب طريقها نحو العالمية من بوابة التجنيس الخليجي إذ تنامت الأخبار عن توقيع وشيك للاعب المنتخب الإماراتي عمر عبدالرحمن «عموري» مع مانشستر ستي الإنجليزي، وكان هذا اللاعب تحديدا أحد نجوم المواهب في نادي الهلال وحواري الرياض، لكنه لم يجد فرصة حينها بسبب جنسيته اليمينة قبل أن تحتضنه الإمارات ليحقق مع منتخب بلاده حلم بلوغ الأولمبياد وها هو على أعتاب مجد جديد. أما اللاعب الاخر فهو نجم دفاع منتخب البحرين عبدالله عمر الذي لمع نجمه مع عدة أندية وهو الذي كان لاعبا لامعا في حواري مدينة جدة ويعرف بالدبرة، ويحمل الجنسية التشادية ولم يجد من يدعمها حينها ففضل الرحيل إلى قطر حيث وجد ملاذا يساعدها على تطوير نفسه ليصبح من نجوم نيوشاتل السويسري قبل أن يعود محترفا ومبلغ كبير من المال لنادي الاتحاد. وهناك اللاعب السوداني الأصل ماجد محمد الذي ترعرع في حواري جدة التحق بالسد القطري ووصل معه إلى العالمية وشارك مع منتخب قطر لكرة القدم، ويلعب في خط الهجوم ويعد أحد أبرز اللاعبين هناك وخاض تجربتين إحترافيتين مع السيلية القطري بنظام الإعارة. ومن الاسماء التي تحلم بمزيد من الإنجازات وأصبحت تمثل منتخبات خليجية اللاعب عبدالقادر الياس، الذي ترعرع في حواري مكةالمكرمة والتحق بفريق الجيش القطري منذ خمس سنوات، عندما كان عمر 19 سنة وكان الفريق الأول حينها في دوري الدرجة الثانية. وحارس منتخب قطر محمد صقر وقد لعب في حواري جدة ويلعب لنادي السد القطري، وماجد إمام ومجدي عبدالله وهما سودانيان يلعبان لنادي السليلة القطري وغادر جدة منذ ستة أشهر. وتولي الأندية الخليجية سيما القطرية دورات الحواري السعودية اهتماما خاصا حيث توفد كشافين إليها كل عام سيما في شهر رمضان المبارك للوقوف على أبرز نجومها، وساهمت في وجود أكثر من موهبة أصبحت اليوم في مقدمة ممثلي المنتخبات، وتعاني هذه الدورات إهمالا كبيرا من قبل الأندية الكبيرة إذ لا توليها اهتمام كما ينبغي لذلك نجد أن التراجع واكب مدارس الكرة السعودية منذ عقد تقريبا، حيث تقوقعت حول الفئات السنية لديها ولم تراعي وجود هذا الكم من المواهب التي فشلت في الوصول إلى مسطحات الكثير منها. ونجحت الأندية القطرية في تبني وتمويل دورات حوارية في جدة بحسب أنباء صحفية ذكرت أن كشافين سعوديين يسوقون للمواهب خارجيا، خاصة من غير السعوديين الذي وجدوا حلا يمنحهم حياة أفضل ومستقبلا كبيرا.