شدد مدير مكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة سابقاً المعلق الرياضي المخضرم محمد رمضان، على أن ملف تجنيس المواهب الشابة التي ولدت في السعودية من أبناء المقيمين يجب أن يرى النور في أسرع وقت، مضيفاً: «حتى لا نفقد المزيد من النماذج الكروية الرائعة التي ترحل إلى الدول الخليجية، بحثاً عن لقمة العيش والحياة المستقرة بعد أن حُرمت من هذه الميزة في السعودية بسبب النظام». وطالب رمضان الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة الرئيس المنتخب أحمد عيد بالسعي لحل هذه المعضلة، مواصلاً: «هذه المشكلة جعلتنا نخسر أبرز وأميز النجوم، وآخرهم عمر عبدالرحمن «عموري» الذي رحل إلى الإمارات، وقاد الأبيض إلى الفوز بكأس خليجي21». وزاد: «في مكةالمكرمة تحديداً تنتشر المواهب السمراء في ملاعب الحواري، أتوقف كثيراً بسيارتي وأنزل عندما أشاهد مبارياتهم القوية والجميلة على أرض الطبيعة، إذ أستمتع بأداء هذه المواهب الكروية المميزة ولهجتها المكاوية المتقنة، ولكني أُصدم كثيراً عندما أنصحها بالذهاب للتسجيل في الأندية، ويأتي الرد مباشرة «ما عندي حفيظة نفوس أو هوية وطنية»، إذ يمارسون لعبة كرة القدم بعشق حقيقي على رغم حال الفقر الشديد الذي يعانون منه، وأكثرهم شبان «غلابة» يملكون الموهبة الحقيقية، لكنهم محرومون من تفجير طاقاتهم في أندية كبيرة بحجة النظام، هم من مواليد البلد عاشوا حياتهم منذ الصغر في مكةالمكرمة، ودرسوا في مدارسنا واختلطوا مع أبنائنا، فلماذا نحرم الرياضة السعودية في مختلف الألعاب من الاستفادة منهم؟، وإلى متى يستمر هذا التجاهل لهذه المواهب الشابة، التي تتفوق على بعض نجوم الملايين الذين نشاهدهم هذه الأيام في الأندية المحلية». وتابع: «هؤلاء الشبان لديهم الرغبة في التسجيل بالأندية السعودية بتراب الفلوس، وأهم شيء عندهم البحث عن لقمة العيش لأهاليهم، فكيف نتجاهلهم وهم في اليد، بينما نرى قطر والإمارات ترسل الكشافين والسماسرة إلى المدن السعودية، وتستقطبهم بمبالغ هائلة وتهيئ لهم بيئة الحياة الهانئة، وأقول لرئيس الاتحاد السعودي المنتخب أحمد عيد إذا لم نصْح بعد التفريط في موهبة «عموري» الإمارات فمتى نصحو؟ أعتقد أن عيد يولي هذا الملف تحديداً جُل الاهتمام، وسبق له أن وعد بحل هذه المعضلة التي تعترض طريق الكرة السعودية، أتمنى أن يكون ذلك في القريب العاجل، يكفينا تفريطاً في أبناء المقيمين من مواليد السعودية، ويكفي ترديد هذه الأسطوانة في كل بطولة نشاهد فيها إبداع نجوم حقيقيين رحلوا بسبب التجنيس». واستطرد رمضان: «أنا مع تجنيس هذه المواهب، وسبق أن كلمت رجل الأعمال صالح كامل في هذا الموضوع بالذات، وطالبته بتبني الفكرة لدى القيادة الرشيدة، فأي موهوب ولد في أرض السعودية من أي جنسية كانت وترعرع فيها بشكل نظامي، ما المانع أن ينال الجنسية في حال بلوغه سن الرشد؟ إذا كانت كل تقاريره سليمة ولم تسجل عليه أية قضية، وأن يشهد له إمام مسجد الحي وبعض الأهالي من الجيران، وأعتقد لو تحقق ذلك فسنشاهد كرة القدم السعودية وألعاب القوى وبقية الألعاب الأخرى تتطور نحو الأفضل، وتخطو خطوات واسعة في طريق البطولات والإنجازات والألقاب الذهبية، فأحياء مكةالمكرمةوجدة بالذات غنية بهذه المواهب والجواهر الرياضية، ولكنها تحتاج إلى من يسهل مهمتها ويقودها بالنظام إلى الأندية المحلية ثم إلى المنتخبات الوطنية».