ذهل ذوو سيدة متوفاة عندما أرادوا إلقاء النظرة الأخيرة عليها قبل نقلها من مغسلة الأموات التابعة لجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في مدينة بريدة بمنطقة القصيم إلى محراب المسجد للصلاة عليها فجر أمس الأربعاء، حيث فوجئوا بجثة امرأة أخرى غير ابنتهم. ورغم هول الموقف إلا أنهم عملوا على ضبط أعصابهم ولملمة أفكارهم، وتوجهوا على الفور إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، ليكتشفوا الخطأ الذي وقع فيه مسؤولو ثلاجة الأموات حيث سلم السائق الخاص بالجنائز جثة سيدة هندية بدلا عن متوفاتهم. وأفادت مصادر في مغسلة جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أنهم تسلموا الجثمان كالمتبع وقاموا بعملهم وفق المعتاد، وبعد الانتهاء من الغسل طلبت أسرة الفقيدة أن تلقي النظرة الأخيرة عليها، فكانت المفاجأة غير المتوقعة، وتم إبلاغ المستشفى وإعادة جثمان المتوفاة الهندية إلى ثلاجة الموتى، فيما بدأت إجراءات تغيير الموعد حيث أبلغ أهل المتوفاة أقاربهم بأن الصلاة على الفقيدة تم تأجيلها إلى عصر يوم أمس الأربعاء. وكانت رسائل مغسلة الأموات وصلت المشتركين من الراغبين بحضور الجنائز بموعد الصلاة على امرأة بعد صلاة الفجر واضطر إمام الجامع لأن يبلغ المصلين بعد انقضاء صلاة الفجر، بأن الصلاة على المرأة تأجلت فيما بثت العائلة رسائل مماثلة ولم يتسن التواصل مع أي من أفراد العائلة، حيث لم يجب الرقم الذي توصلنا إليه على اتصالاتنا ورسائلنا. وكانت دعوات عبر التويتر والواتساب انتشرت ظهر يوم أمس الأول الثلاثاء تطالب بسرعة التبرع بالدم للفقيدة التي كانت ترقد في العناية المركزة، إلا أن القدر كان أسرع حيث أسلمت الروح إلى بارئها. وأرجعت صحة القصيم ما حدث إلى خطأ بشري، أنه لم تتم المراجعة الدقيقة المعمول بها عادة في المستشفى في مثل هذه الحالات، وقالت «تم تسليم الجثمان لذوي المتوفاة في الساعة الواحدة والنصف صباحا، وتم اكتشاف الخطأ من قبل مأمور الثلاجة في الساعه الثالثة، وعلى الفور جرى الاتصال على مغسلة الموتى لإرجاع الجثمان الذي تم تسليمه بالخطأ. إلى ذلك، وجه مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور صلاح بن محمد الخراز بفتح تحقيق عاجل في هذا الخطأ ومحاسبة المتسبب في ذلك حسب الأنظمة المعمول بها.