تصاعدت شكاوى أهالي عين دار الجديدة وفودة في محافظة بقيق شرقي السعودية من الغبار الناجم عن مصنعي شركة الأسمنت في عين دار ومصنع شركة الجير والطوب الرملي الواقع جنوب الهجرة والقريب من عدد من الأحياء السكنية وهو ما يعد مخالفة لأبسط الاشتراطات البيئية والصحية، مشيرين الى أن الأضرار الناجمة عن هذه المشكلة تماثل تماما التلوث الناتج عن الكسارات، حيث لحقت هذه الأضرار بالطبيعة والمراعي والمزارع المحيطة بهما حيث إن هذا الغبار أصبح ينزل إلى الأرض مكونا مادة طينية بيضاء ترى بالعين المجردة كل صباح. وقد أوضح محمد علوش الهاجري من سكان عين دار الجديدة أننا نعاني منذ فترة طويلة من آثار هذين المصنعين فهما يعتبران من مصادر التلوث الذي يؤدي إلى تأثيرات صحية مباشرة علي الجهاز التنفسي، وقد تمت مخاطبات للجهات الرسمية، وفي هذه الأثناء يطالب سكان تلك القرى بإغلاق تلك المصانع أو بإيجاد حل سريع، وبتدخل الجهات المسؤولة بنقل المصنعين إلى موقع آخر مناسب، إضافة إلى تأثير الغبار والجسيمات الدقيقة على الرئة فإن هناك تأثير صحي آخر خطير للغاية وهو الإصابة بمرض حساسية العيون والتأثير على الجهاز البصري للإنسان إذ يؤدي التعرض للغبار إلى احمرار العيون وإصابتها بالحساسية، لذا نأمل أن تكون هناك جهات حكومية ترصد التلوث البيئي والكشف عن النباتات المحيطة حول المصنعين للتعرف على مدى التلوث الذي لحق بالحياة البرية، كما ندعو وزارة الصحة إلى القيام بمسح وقائي للمنطقة لمعرفة حجم الأضرار الصحية التي تسبب بها وجود المصنع المذكور. وبين عبدالله رميح الهاجري من سكان عين دار ان المخاطر البيئية من مصنع الأسمنت والحجر الجيري والتي سيتعرض لها طلبة المدارس القريبة وقاطني المنازل المجاورة وموظفي الجهات الحكومية القريبة للمصنع ومنها تعرضهم لمخاطر الغبار الأسمنتي المنبعث من المصنع، حيث إن الغبار المتطاير من المصنع في حال استنشاقه فإن تأثيراته الخطيرة ستظهر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، وستؤدي إلى إضعاف وتدمير الطاقة الاستنشاقية للإنسان والتأثير على الجهاز التنفسي، يضاف إلى ذلك أن حبيبات الغبار الصناعي الناتجة عن مثل هذه المصانع ذات أطراف حادة ومدببة تستطيع بواسطتها تمزيق الأوعية الدموية في الرئتين، أما بالنسبة للجسيمات الدقيقة فهي أكثر خطورة على صحة الإنسان، حيث تترسب في الحويصلات الرئوية وتتلفها فتسبب مشاكل مرضية خطيرة على حياة الأهالي والقاطنين في عين دار والقرى المجاورة. وقد أوضح الشيخ فهد محمد الهاجري من سكان قرية فودة والتي تقع شرق مصنع الأسمنت أنهم يعانون منذ ردح من الزمن من مداخن وأدخنة مصنع الأسمنت ومصنع الجير والطوب الرملي فهي ضارة بالصحة والبيئة، وقال: «أغلب السكان في هذه القرى تنتشر بينهم أمراض الربو والحساسية وامراض القلب والجهاز التنفسي والرئة»، مبينا أن مصافي تلك المداخن عادة تعمل نهارا فقط، حتى تكون أكبر وضوحا للعيان، بينما تغلق في ظلمة الليل لأن الأعين لا تراها وحتى لا تراها الأعين وأدخنتها تصل إلى تلك القرى والهجر ليلا مكونة تلك الأدخنة سحابة كبيرة للغاية وكأنها مدينة الضباب، ويتنفس أدخنتها كل مستنشق وانتشار الموت البطيء بينهم بسبب ما تنفثه من سموم وغازات يستنشقونها كل صباح هم وأطفالهم. وقد أشارت مصادر في مستوصف عين دار أن اغلب سكان القري المحيطة بالمصنعين يعانون أمراض الربو والحساسية والكتمة وامراض الجهاز التنفسي، وذلك بأسباب تلوث المنطقة المحيطة بالغبار الناتج من مخلفات تلك المصانع. كما أكد من جهته أنه عندما تهب الرياح من الجهة الجنوبية تكون الرياح محملة بالغبار والمواد الكيميائية وأدخنة تلك المصانع فيكون عدد المرضي الذين يزورون المستوصف 15 حالة يوميا يعانون من أمراض الربو والحساسية والجهاز التنفسي. ويقع مصنع الأسمنت (عين دار) بالقرب من الأحياء السكنية، والتي تصل إليها الأدخنة المنبعثة من المصنع بشكل متواصل طوال اليوم من خلال مداخن عملاقة تصل تكلفة صيانة تلك المداخن إلى ما يقارب مليوني ريال، وتتفاقم المشكلة في موسم الرطوبة الذي يمنع زوال تلك الأدخنة والغبار عن المناطق السكنية وبقائها لفترة طويلة بسبب عدم وجود رياح تسيرها.