أكد مختص خطورة التراكيب الناتجة عن صناعة الاسمنت، مشيراً إلى أنها تسبب أمراضا خطيرة. وقال ان تراكيب مثل الكربون والهيدروجين والجزئيات العالقة والفسفور والأتربة والدخان والضباب والأبخرة وغيرها تشكل سببا مباشرا لانتشار العديد من الأمراض إذا لم تعالج. وقال الدكتور سليمان بن عبدالعزيز المشعل وهو باحث وناشط في الصحة البيئية والمهنية ان أهم التأثيرات تكمن على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي وصعوبة التنفس والتأثير على الأغشية المخاطية والتهاب القصبات وتهيج البلعوم، والتأثير المباشر على الجملة العصبية، حيث ثبت من الدراسات أنه يؤدي إلى نوع من خمول في القدرة على التفكير، وتهيج ملتحمة العين وانعدام الرؤية وأمراض الرئة كالربو والسل، وآلام في الصدر والتهاب القصبات الهوائية، وفقدان حاسة التذوق والشم، والتصلب الرئوي وأمراض الجلد وتورمات خبيثة في أنسجة الرئتين وأمراض الحساسية والإصابة بالسرطان وتشوه الأجنة. وحول المخاطر الصحية الناجمة عن الغبار المتطاير من مصانع الأسمنت أشار المشعل إلى دراسة تم إعدادها في إحدى الدول العربية عن التأثيرات الصحية والتنفسية المزمنة على القاطنين في محيط مصنع أسمنتي أو ضمن تجمعات سكنية تبعد 15 كم عن المصنع، ويفترض أنها لا تتعرض نهائيا لأغبرة المصنع وتوصلت إلى بعض الملاحظات الهامة وهي أن هناك 24 تجمعا سكنيا تتعرض لأغبرة معمل الاسمنت في أوقات وفترات زمنية متفاوتة ومتغايرة، ويتعرض 16 تجمعا سكنيا لأغبرة الاسمنت حوالي 4 شهور في السنة، بينما كان عدد 5 تجمعات تتعرض معظم أيام السنة أي بين 5- 9 أشهر، و3 تجمعات سكانية تتعرض للأغبرة طوال العام، وقد بينت نتائج هذه العينات أن 17% تعاني الربو القصبي و28% التهاب القصبات المزمن و1% التهاب القصبات المزمن الحاد و1% من نفاخ الرئة، وهؤلاء يتعرضون لأغبرة الاسمنت و20% نسبة انتشار التهاب القصبات المزمن وهناك 37% من العينة يعانون السعال التحسسي من أغبرة الاسمنت، أما 5% المتبقية فتعاني السعال التحسسي الدائم، وكان الربو القصبي عند النساء 25% وعند الذكور 10%، أما التهاب القصبات المزمن عند النساء فكان 15% و40% عند الذكور. ولفت المشعل إلى أن مصانع الأسمنت تنشر بعض الملوثات الغازية كأكسيد النتروجين والكبريت وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون بالإضافة إلى الدقائق المحمولة مع غازات الاحتراق على شكل غبار ذي أقطار صغيرة، وهذه الغازات تسبب تلوثا كبيرا للبيئة المحيطة بالإضافة إلى الزئبق والكادميوم. واعتبر المشعل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد الأزوت والغبار من الملوثات الرئيسية التي تسبب التلوث للبيئة المحيطة والواجب معالجتها والتخلص منها، مضيفا "يستخدم في أغلب مصانع الأسمنت النفط الأسود كوقود والذي يعد من أثقل أنواع الوقود لمحتواه الكبريتي العالي".