لا يظهر أن مهمة المدرب الأسباني سيب جوارديولا ستكون سهلة كما يتوقع البعض وهو يقود الدفة الفنية لبطل دوري أبطال أوروبا العملاق الألماني بايرن ميونخ، وجاء سقوطه في اختباره الأول مؤلما لعشاقه سيما وأنه أمام الغريم التقليدي بروسيا دورتموند مفرطا في أحد مكتسبات هاينكس الذي ترك له حملا ثقيلا بأربعة ألقاب فاخرة كان لزاما عليه أمام أنصار البافاري أن يحافظ عليها ويسير بالنادي نحو مجد جديد. واقع مؤلم خلفته الخسارة لأنصار النادي العملاق إذ أنه طوح بآمالهم في تحقيق سداسية تاريخية على الأقل بخسارته، إذ فشل في استمرار سلسلة الألقاب بعد الفوز بالدوري والكأس والسوبر الألماني ثم دوري أبطال أوروبا، وتنتظره مهمة صعبة أمام غريمه فنيا جوزيه مورينيو حين يلاقيه في السوبر الأوروبي قبل أن يخوض معترك كأس العالم للأندية. أضحى حلم السداسية التاريخية التي لم يحققها إلا نادي برشلونة سرابا بالخسارة القاسية مع المدرب نفسه بيب غوارديولا وهو ما زاد من وقع الخسارة. خسر بيب رهانه الأول ويبدو أن ذلك سيحاصره بمزيد من الضغوط قبل مواجهة سوبر أوروبا ضد تشيلسي، لكن الرباعية أعادت التفكير في ترنح النادي قبل موسمين لحساب المارد الأصفر دورتموند، ولن تمر الخسارة مرور الكرام في حال لم ينجح في تعويض إخفاقه المحلي بلقبه القاري في أول استحقاق خارجي له في مواجهة السوبر الأوروبي. ورغم أنه رفض الأعذار للخسارة قبل المواجهة لكنه أصر في حديثه بعدها على أن فريقه كان الأفضل وأعرب عن رضاه التام على الأداء مشددا على تصحيح الأخطاء. إذ قال لم يكن لدي الشعور ذلك أن بروسيا دورتموند أفضل بكثير منا، عموما أنا راض عن أدائنا وموقفنا ولكننا كنا ضد فريق جيد، لدينا عشرة أيام للاستعداد لاستئناف البوندسليجا، وسنقوم بتصحيح تلك الأخطاء الطفيفة. وبدا واضحا أن بيب ما زال بحاجة لتدعيم صفوفه ولكن ربما لن يكون ذلك متاحا إلا في الفترة الشتوية للانتقالات، حيث يرغب في الوقوف على مستوى العديد من الأسماء، إذ لم يشأ التفريط بها قبيل منحهم الفرصة للخروج من هذا النفق ويرجح أن يكون نجم دورتموند ليندوفينكسي أهم الأورواق المنتظرة مهما كان الثمن. فنيا كان فيليب لام وآريين روبين من بايرن ميونخ الأبرز في الفريق بحسب رؤى محللين ونقاد رياضيين وعطفا على إحصائيتهما للمواجهة. بينما فشل دانييل فان بويتن في ملامسة تطلعات بيب وكان تفضيله على مدافع بحجم دانتي أمرا غير منطقي، حيث تلقى البافاري 3 أهداف عن طريقه طوحت باللقب. كما خيب توماس مولر آمال الجماهير البافارية بحضوره السلبي على غير المعتاد، فافتقد لحماسه المعهود وعزيمته الخلاقة التي كانت دوما ما تصنع الفارق للعملاق البافاري ويرجح أن يكون كبش الفداء ربما في الفترة الشتوية الثانية.