لم يكن النجم الإسباني الدولي السابق بيب غوارديولا ليغيب عن المشهد الرياضي حتى بعد إعلان رحيل «القلعة الكالتلونية» نهاية الموسم الماضي، وبقي مطارداً من الإعلام والجماهير، وظل حبيساً للإشاعات التي دارت به بين كبرى الفرق الأوروبية، حتى جاء إعلان نادي بايرن ميونيخ الألماني في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، تولي غوارديولا للمهمات التدريبية في النادي البافاري بداية من الموسم الجديد. هذه الصفقة سلطت مزيداً من الأضواء على الفريق الألماني الذي يقوده فنياً العجوز يوب هاينكس الذي يقدم موسماً مميزاً مع الفريق، امتداداً للموسم الماضي الذي وصل به مع الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام تشلسي الإنكليزي. ومن بين سيل المديح والثناء الذي طاول مسيري «الزعيم البافاري»، جراء التعاقد مع غوارديولا، كُثُرَ الحديث حول سلامة توقيت هذا الإعلان، خصوصاً أن هاينكس ما زال يقود دفة الفريق. ويسير العجوز الألماني بفريقه إلى إنجاز تاريخي، ربما يقتل طموحات القادم الجديد غوارديولا الذي يأمل دوماً بصناعة المجد، للأندية التي يتولى تدريبها بحسب تعبيره، إذ اقترب بايرن ميوينخ كثيراً من حصد لقب الدوري الألماني «البوندسليغا»، بعد أن خطفه منافسه التقليدي بروسيا دورتموند في الموسمين الماضيين، إذ يبتعد البايرن عن أقرب ملاحقيه بفارق 17 نقطة. كما أن الفريق قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب كأس ألمانيا بعد أن ثأر من خسارته الموسم الماضي بخماسية من أمام حامل اللقب بروسيا دورتموند بإقصائه (الأربعاء) الماضي، ويكمل عقد فرق «نصف النهائي». وبات البايرن واحداً من أكثر الفرق الأوروبية المرشحة لحصد «التشامبيونزليغ» هذا الموسم، خصوصاً أنه وضع قدماً له في دور الثمانية بعد عودته من لندن بانتصار مهم بثلاثة أهداف في مقابل هدف من أمام مضيفه أرسنال الإنكليزي. هذا التقدم الكبير في مسيرة بايرن ميونيخ مع مدربه العجوز، وفي ظل الكوكبة المميزة التي يضمها الفريق بين صفوفه، جعل من حلم الثلاثية ليس ببعيد عن المقاطعة البافارية، ما سيعقد من مهمة الداهية الإسباني قبل قدومه، إذ إن الجمع بين هذه الألقاب هي أقصى ما يطمح له مدرب في كبرى الدوريات الأوروبية. العجوز يوب هاينكس الذي كافأه لاعبوه بسداسية في شباك فيردبريمن في مباراته ال1000 مع بايرن ميونيخ (لاعباً ومدرباً)، لا يفضل الحديث دوماً عن ال«بيب»، ولا عن مستقبله التدريبي، خصوصاً أنه سبق أن أعلن أن البايرن آخر محطاته التدريبية، إلا أن أحاديث عدة أكدت رحيل العجوز إلى شالكة الألماني الموسم المقبل. غواردويلا الذي لا تتوقف زياراته إلى ميونيخ خلسة، لمناقشة بعض الأمور الخاصة بمستقبل الفريق، أعلن أنه سيغادر بعيداً إلى العاصمة الأميركية نيويورك، بغية عدم «التشويش» على المدرب الحالي للبايرن، خصوصاً أن الجولات المقبلة ستشهد مزيداً من الإثارة، وربما مزيداً من الذهب.