اليوم نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب ويمبلي في لندن بين فريقي بايرن ميونخ وبورسيا دور تموند وهي مبارات ألمانية خالصة على أرض إنجليزية. بايرن ميونيخ: يدخل بايرن ميونيخ الألماني إلى موقعة اليوم ضد غريمه المحلي في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا الذي يحتضنه ملعب "ويمبلي" في لندن، وسط تخوف جمهوره من تكرار سيناريو 2012 حين كان النادي البافاري قريباً من الثلاثية قبل أن يخرج في نهاية المطاف خالي الوفاض. واكتفى بايرن الموسم الماضي باحتلال المركز الثاني في الدوري المحلي بفارق 8 نقاط عن بوروسيا دورتموند ثم خسر نهائي الكأس أمام الأخير بالذات ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا حيث خسر أمام تشلسي الإنجليزي بركلات الترجيح (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي) على ملعبه "اليانز ارينا"، وذلك بعدما تخلص في طريقه إلى هذه المباراة من عقبة بال السويسري ومرسيليا الفرنسي والعملاق ريال مدريد الأسباني. واستهل النادي البافاري مشاركاته هذا الموسم مدعماً صفوفه بالمدافع البرازيلي دانتي والمهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش اللذين لعبا دوراً أساسياً في قيادته لإحراز لقب الدوري بفارق 25 نقطة عن غريمه دورتموند ووصوله إلى نهائي الكأس المحلية حيث سيواجه شتوتغارت في الأول من يونيو المقبل ودوري أبطال أوروبا بتخلصه من يوفنتوس الإيطالي في ربع النهائي (2-صفر ذهاباً و2-صفر إياباً) ثم سحقه برشلونة الأسباني (4-صفر ذهاباً و3-صفر إياباً). ويأمل جمهور بايرن أن يكون لاعبوه قد تعلموا الدرس من خسارتهم نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في ثلاثة مواسم، إذ سبق أن خسروا نهائي 2010 أمام انتر ميلان الإيطالي. وسيكون بايرن عازماً في مشاركته الثالثة في مباراة التتويج خلال أربعة مواسم والعاشرة في تاريخه على الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها من أجل إحراز اللقب القاري للمرة الأولى منذ 2001 (على حساب فالنسيا الأسباني بركلات الترجيح) والخامسة في تاريخه (توج به ثلاث مرات متتالية أعوام 1974 و1975 و1976 مع القيصر فرانتس بكنباور وغيرد مولر واولي هونيس). بروسيا دورنموند: قبل خمسة عقود كاملة، كان نادي بوروسيا دورتموند عضواً مؤسساً لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) والتي تأسست في 1963 كما فاز بعدها بثلاثة مواسم فقط بلقب كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس ليصبح أول ناد ألماني يفوز بأحد الألقاب الأوروبية. ولكن مسيرة الفريق إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي لم تأت إلا بعد انتفاضة رائعة في مواجهة الأزمة التي عانى منها قبل سنوات وكادت تدفعه لإعلان إفلاسه في عام 2005. وتوج دورتموند بلقب كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في 1966 كما فاز بلقب البوندسليغا في عامي 1995 و1996 ثم بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1997 ثم بلقب البوندسليغا مجدداً في 2002 ولكن النفقات الباهظة للنادي جعلته على بعد أيام قليلة من إعلان الإفلاس في 2005. ونجح دورتموند على مدار السنوات القليلة الماضية في استعادة شبابه وبريقه وتوج بلقب البوندسليغا في موسم 2011/2010 ثم حافظ عليه في الموسم التالي وتوج معه بلقب كأس ألمانيا قبل أن ينجح في بلوغ نهائي دوري الأبطال هذا الموسم. وساهمت القيود المالية التي طبقها النادي في استعادة وضعه الجيد، خاصة أنه النادي الألماني الوحيد الذي طرحت أسهمه في سوق الأوراق المالية. كما ساهم في انتفاضة النادي وتخلصه من الإفلاس توسيع مدرجات الاستاد الخاص به لتسع 80 ألف مقعد. وظهر نضج الفريق بشكل أكبر من خلال مسيرته بالبطولة الأوروبية هذا الموسم، حيث حافظ على سجله خالياً من الهزائم في جميع مراحل البطولة قبل أن يتعرض أخيراً للهزيمة صفر/2 أمام مضيفه ريال مدريد الأسباني في إياب المربع الذهبي ولكن هذا لم يؤثر على تأهل الفريق للنهائي في ويمبلي نظراً لفوزه 4 - 1 في مباراة الذهاب على ملعبه. وداخل المستطيل الأخضر، سبق لدورتموند أن تغلب على بايرن في المواجهة الوحيدة السابقة بينهما بدوري الأبطال وكانت في دور الثمانية للبطولة عام 1998 كما تغلب عليه في كل من المباريات الأربع التي جمعت بينهما بالبوندسليجا في الموسمين الماضيين وفاز عليه 5-2 في نهائي كأس ألمانيا الموسم الماضي لتكون المرة الأولى التي يحرز فيها دورتموند ثنائية الدوري والكأس بألمانيا على مدار تاريخه الذي يمتد إلى 104 أعوام. وخلال الموسم الحالي، تعادل الفريقان 1-1 في مباراتيهما بالبوندسليجا بينما فاز بايرن على دورتموند في دور الثمانية بكأس ألمانيا. وربما يكون بايرن هو المرشح الأقوى للفوز في نهائي دوري الأبطال ولكن دورتموند يتمسك أيضاً بفرصته في الفوز باللقب رغم الإصابة التي يعاني منها ماتس هوملز وعدم مشاركة ماريو جويتزه بسبب الإصابة في عضلة الفخذ. وكان مفترضاً أن تكون المباراة هي الأخيرة لجويتزه ضمن صفوف دورتموند قبل الرحيل إلى بايرن ميونيخ بنهاية الموسم الحالي طبقاً للتعاقد الذي أبرمه بايرن مع اللاعب في وقت سابق. وقال كلوب :"من أجل تحقيق شيء، عليك أن تحلم وتفكر كثيرا.. نريد الكفاح من أجل أنفسنا وأن نجعل آباءنا يفتخرون بنا. إذا فزنا، لن نكون أفضل فريق في العالم ولكننا سنكون حققنا الفوز على أفضل فريق في العالم. لدينا فرصة".