رغم كل الظروف والحراك السياسي الذي تمر به مصر حاليا، إلا أن المائدة الرمضانية لمسلسلات هذا العام امتلأت بالعديد من المسلسلات التي احتلت جميع قنوات الشاشة الصغيرة، ودقت أبواب كثيرة للمصريين والعرب، وترى الناقدة ماجدة خير الله أن البطل الحقيقي هذا العام هو السيناريو، وأن من أهم السيناريوهات هذا العام سيناريو مسلسل «بدون ذكر أسماء» للكاتب الكبير وحيد حامد، والذي لم يقم على وجود نجم، بل اعتمد على مجموعة شباب، و«موجة حارة» المأخوذ عن رواية الكاتب أسامة أنور عكاشة، و«ذات» المأخوذ عن رواية الكاتب صنع الله إبراهيم. وأن هذا العام يشهد تطورا في الصورة المقدمة للمشاهد بشكل ملحوظ، وأن هذا لا يتمثل فقط في الديكور، وإنما أيضا في جماليات الصورة حتى وإن كانت تعبر عن حارة شعبية، فيما وصفت خير الله أعمال يسرا وليلى علوي بأنها أعمال متوسطة لا تحمل معها الابتكار أو الإبداع أو اختراق الأعماق الإنسانية. وأشارت الناقدة إلى أن هناك أيضا عملا جيدا مثل «تحت الأرض»، وهو تنفيذ جيد لدراما الأكشن على طريقة أحمد السقا، ولكنها موظفة بشكل متميز، هذا بالإضافة إلى أن العمل يخترق عالم رجال المخابرات، وهو من الموضوعات التي لم تقدم إلا قليلا، كما أن مخرج العمل حاتم علي قدم مستوى فنيا جيدا للصورة المقدمة على الشاشة. وعن مسلسل «العراف» الذي يقوم ببطولته الفنان عادل إمام قالت: إنها تعتقد أنه أفضل مما قدمه في العام الماضي، وعلقت على الشخصية بأنها «ظريفة» وتجمع أيضا بين الكوميديا والرومانسية. كما أبدت انبهارها بأداء روبي في مسلسل «بدون ذكر أسماء»، وانتقدت خير الله فكرة ظهور ممثلين بعينهم في أكثر من عمل، حيث إن هذا الأمر يؤثر على تركيز المشاهد مع الممثل ويجعل الأمر يختلط عليه، وهذا ملحوظ كثيرا لبعض الفنانين هذا العام من بينهم سيد رجب. أما الناقد طارق الشناوي، فقد اعتبر أن مسلسل «ذات» من الأعمال التي لا تنسى في تاريخ نيللي كريم، وأن الثنائية بينها وبينه والمخرجة كاملة أبو ذكرى تعطي نغمة موسيقية متميزة، كما حدث من قبل في فيلم «واحد صفر» وأشاد بدور منة شلبي ورانيا يوسف في «نيران صديقة»، حيث إن لديهما تفهما عاليا للشخصيات، إضافة إلى ضبط ردود انفعالاتهم بشكل كبير، ولكن آخذ على سلوى خطاب المبالغة في تجسديها لدور الراقصة. وعن مسلسل «العراف» قال إن الفنان عادل إمام قدم دراما نمطية تعتمد على قوة جاذبية النجم، وأنه لا بد أن يبذل مجهودا فيما يقدمه من قضايا أو أفكار، مثلما كان يفعل قديما في مسلسلات «أحلام الفتى الطائش» أو «دموع في عيون وقحة»، لكنه للمرة الثانية يقدم فقط حالة تجارية تنتهي فورا من أذهان المشاهدين بعد عرضها. وأبدى الشناوي عدم رضائه عن عودة النجم محمود حميدة هذا العام في مسلسل «ميراث الريح»، مؤكدا أنه توقع عودة قوية، خصوصا بعد سنوات ابتعد فيها عن العمل التلفزيوني، لكن خاب أمله في ذلك، وجاء العمل تقليديا على مستوى الكتابة والإخراج، مشيرا إلى أنه يبدو أن العمل كان يحمل مشاكل في السيناريو جعلته يشارك في كتابته أيضا. وأكد الشناوي أيضا أن الفنانة روبي قدمت دورا متميزا في «بدون ذكر أسماء»، كذلك سهر الصايغ التي تجسد دور شقيقة أحمد الفيشاوي في العمل ذاته، وأيضا محمد فراج وفريدة سيف النصر التي عادت بتميز كبير هذا العام من خلال هذا المسلسل. أما عن مسلسل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق، أوضح الشناوي أن غادة تعتبر من الممثلات المتميزات، لكن العمل صاخب، كما أن ردود أفعال والانفعالات بالعمل صاخبة أيضا. وأشار إلى أن هاني سلامة أجاد تجسيد دور الداعية، باستثناء أن كان لديه مشكلة بالنسبة لنظرات عينيه؛ لأنها ثابتة أغلب الوقت. وأوضح الشناوي أن مسلسل «الزوجة الثانية» كان اختيارا غير موفق للمخرج خيري بشارة، وأنه لم يضع به أي وجهة نظر مختلفة عن الفيلم.