تميز من بين المسلسلات المصرية التي عرضت في شهر رمضان لهذا العام عدد منها من حيث الاخراج والصورة والاداء والموسيقى، محققا تقدما للدراما المصرية رغم استمرار بعض مظاهر الخلل فيها، بحسب ما يرى نقاد. ويشترك النقاد بصفة عامة في تفضيل مسلسل “نابليون والمحروسة” لشوقي الماجري وتأليف عزة شلبي وبطولة ليلى علوي وشريف سلامة وسوسن بدر وفرح يوسف واروى جودة. على ان هذا التفوق مصدره “اختياره فترة زمنية دقيقة في تاريخ مصر وهي مرحلة الحملة الفرنسية التي يرى البعض انها حملت تاثيرا مباشرا على بداية عصر نهضة جديدة في مصر” بحسب الناقد طارق الشناوي. ويشير الشناوي في حديث لوكالة فرانس برس الى “قدرة المخرج على اختيار اللحظة المناسبة في اداء الممثلين، ما جعل اداءهم متميزا، الى جانب الديكور الملائم للاحداث، والموسيقى المعبرة عن التطور الدرامي للمسلسل”. ويقول “ان توفر مفردات العمل هذه مجتمعة وضع المسلسل في المركز الاول”. ويرى الناقد أشرف بيومي ان مشاركة الممثلة ليلى علوي في المسلسل جاءت ضمن “ايقاعات المسلسل” بخلاف واقع الحال في مسلسلات اخرى “نسجت فيها الاحداث الدرامية حول نجوم لابرازهم في صورة الابطال”، معتبرا ان “البطل في هذا المسلسل هو الاحداث والدراما الراقية”. ومن المسلسلات التي قدمت جديدا هذا العام، مسلسل “الخواجة عبد القادر” لشادي الفخراني وتاليف كمال عبد الرحيم وبطولة يحيى الفخراني والفنانة السورية سلاف معمار واحمد فؤاد سليم وسوسن بدر ومحمود الجندي. وتقول الناقدة ماجدة موريس ان الاهمية التي اكتسبها هذا العمل مصدرها فكرته التي “تصور حالة روحية تقدم رؤية صحيحة للاسلام المعتدل وتعبر عن روحه”. ويكتسب هذا العمل اهمية مضاعفة بسبب “توقيت انتاجه واهتمامه بالاسلام الوسطي في ظل تردي الصورة في هذا الوقت” بحسب طارق الشناوي. اما من الناحية التقنية فيتحدث النقاد عن “التنوع في الاداء” الذي قدمه كل من الفخراني وسلاف معمار، والاضاءة التي اشرف عليها فيكتور كريدي والموسيقى التي وضعها عمر خيرت بما يتلاءم مع “التطورات الروحية التي يعيشها ابطال المسلسل”. ويرى الشناوي ان “الكاتب استطاع ان يقدم ثلاثة ازمنة درامية بحبكة رائعة، وفي نفس الوقت قدم المخرج شادي الفخراني هذه الفكرة بشكل جميل دون ان يحدث تداخل على المتلقى في الانتقالات الزمنية والمكانية”. أما مسلسل “طرف ثالث” لمحمد بكير وتأليف هشام هلال، فقد دخل اكثر في عالم الاحداث المعاصرة، اذ ركز على ما شهدته مصر خلال ثورة 25 يناير وبعدها، ليقدم تصورات حول واقع حياة المصريين اليوم. وقد نال هذا العمل رضى النقاد “على مستوى الاخرج واداء ممثليه امير كرارة وعمرو يوسف ومحمود عبد المغني (..) كأن ثلاثتهم يتنافسون في الاداء والتعبير”، وفقا للشناوي. وبين الحين والآخر تماهى هذا المسلسل مع الثورة المصرية بحيث يبدو وكأنه يوثق الاحداث، ثم يحلق في حين آخر الى ما بعد الحدث ليقدم تصورا حول العوالم المتناقضة التي حملتها هذه الاحداث من “عالم بلطجة ونهب للبلاد الى حالة نضال ضد هذا العالم من قبل الآخرين”. وظهرت جماليات ايضا في مسلسلات اخرى مثل “فرتيجو” لعثمان ابو لبن وبطولة هند صبري، و”مع سبق الاصرار” لمحمد سامي وبطولة غادة عبد الرازق، و”رقم مجهول” لاحمد نادر جلال وبطولة يوسف الشريف، و”سيدنا السيد” لاسلام خيري وبطولة جمال سليمان واحمد الفيشاوي، و”البلطجي” لخالد الحجر وبطولة اسر ياسين وكنده علوش. ولم تنل مسلسلات “كيد النسا” و”الزوجة الرابعة” و”فرقة ناجي عطا الله” اعجابا بين عدد كبير من النقاد، كونها لا تحمل مضمونا اجتماعيا ولا جمالية فنية عالية تغفر لخواء مضمونها، بحسب اشرف بيومي. لكن هذه الآراء لا تعني وجود “حكم قاطع” بين المسلسلات في تفضيل بعضها على بعض، اذ ان غالبية متابعي المسلسلات توزعت مشاهدتهم في ما بينها بحيث يستحيل اعطاء حكم قطعي، وانما هو “تفضيل بين ما شاهده هذا الناقد او ذاك، او المتفرج العادي”، بحسب تصريحات ادلت بها الممثلة الهام شاهين في مقابلة تلفزيونية اخيرا. (ا ف ب) | القاهرة