لم تكتف المرأة المدينية بخدمة الزائرات والصائمات داخل الحرم النبوي الشريف، بل امتد نشاطها ليصل إلى المحتاجات في الطرقات والساحات المجاورة للحرم النبوي الشريف وفي منازلهن، وذلك بتقديم الوجبات الجاهزة والهدايا المالية والتمور وذلك بمساعدة الأبناء أو الأزواج أو السائقين. «عكاظ» جالت في الشوارع القريبة من الحرم النبوي وفي ساحاته ورصدت ما تقوم به سيدات المدينة خلال الشهر الكريم، إذ تؤكد أم سمير أنها تخصص يوميا ساعة من وقتها قبل الإفطار من أجل التجول مع ابنها في السيارة حول الحرم النبوي وتوزيع بعض الوجبات التي تعبئها وتغلفها بنفسها في المنزل، لافتة إلى أن الوجبة مكونة من أجود أنواع التمور ولبن وعصير وحبة من الفواكه وحبة من الفطائر وقارورة ماء بارد، وأجد إقبالا كبيرا من جميع الصائمين والصائمات على هذه الوجبات التي أحرص على أن يتم توزيعها على جميع من أقابله في طريقي. أما أم خالد فتأخذ مبلغا ماليا من زوجها رجل الأعمال خلال شهر رمضان الكريم لتوزيعه على الفقراء والمساكين خصوصا عمال النظافة والأسر المحتاجة، لافتة إلى أنها تذهب إلى منازل هذه الأسر لتسليمهم ما يحتاجون بنفسها، كما أنها توزع ما تيسر على المحتاجين عند مرورها في الشوارع. بدورها، أوضحت علياء أنهم توارثوا عادة رمضانية وهي مد سفر كبيرة يوميا في غرفة كبيرة في منزلهم خلال شهر رمضان خصصها زوجها ليتناول فيها عدد كبير من الرجال وجبتي السحور والإفطار، لافتة إلى أنها تتمتع بإجازة من عملها طوال الشهر الكريم من أجل التفرغ للمطبخ ومد هذه السفر الطويلة يوميا في منزلنا، وهذا أمر اعتدنا عليه منذ أكثر من 30 عاما. وفي السياق ذاته، أكدت حنان المطيري أنها تذهب للإفطار في الحرم النبوي الشريف يوميا خلال شهر رمضان الكريم برفقة خادمتها، لتعاونها في توزيع خبز الشريك والتمور المغلفة والعصيرات والفطائر الطازجة على الزوار والزائرات والعمال، من بداية دخولهما إلى ساحة الحرم إلى وصولهما إلى البوابة النسائية. وذكرت أن لديها سفرة نسائية داخل الحرم تشرف عليها الأخوات إلى حين حضورها قبل أذان المغرب وبعد انتهائي من توزيع الطعام، موضحة أن أهالي المدينة اعتادوا خلال الشهر الكريم على بذل المزيد من الجهد والتفرغ للعمل الصالح وخدمة الصائمين والصائمات والمحتاجين في هذا الشهر الكريم شهر العطاء والخير.