كشف قائد المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب وريفها العقيد عبدالجبار العكيدي في حوار مع «عكاظ» أن الجيش الحر كبد قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني خسائر فادحة في ريف حلب، إلا أن الإعلام لم يسلط الضوء على هذه الخسائر. وقال إن النظام مازال يسعى للسيطرة على ريف حلب الشمالي، من أجل استعادة السيطرة على مطار منغ العسكري ذي الأهمية الاستراتيجية، إلا أنه فشل في كل مرة في ذلك. وحول معركة حمص الدائرة، أبدى العقيد العكيدي ثقته بصمود الجيش السوري الحر، لافتا إلى أن السلاح الذي يتحدث عنه الإعلام ليس بالصورة التي يروج لها. ورأى أن الإعلام بالغ في الحديث عن المتطرفين في الجيش الحر، مستبعدا في الوقت ذاته ما يقال عن أن الأكراد يخططون لإدارة مناطقهم بشكل ذاتي .. فإلى تفاصيل الحوار: بعد تهويلات الإعلام عن محاصرة حشد لحزب الله وقوات النظام لحلب.. لم نعد نسمع بوجودهم مرة أخرى واختفى ذكرهم .. فماذا جرى؟ لقد كانت في ريف حلب عناصر لحزب الله اللبناني وقوات النظام، وهم حاولوا وقاتلوا من أجل السيطرة على حلب، لكن تصدى لهم مقاتلو الجيش الحر وكبدوهم خسائر فادحة في جبل شويحنة وجبل معارة ولم يستطيعوا التقدم بفضل الله وقام أبطال الجيش الحر بالهجوم المعاكس وحرروا حي الراشدين وجزء من خان العسل وأجزاء كبيرة من حي صلاح الدين، وفي كل الأحوال يرابط الجيش في حلب والقاعدة الأساسية لهم القتال حتى الموت، فهذه الثورة لا تراجع فيها أمام نظام يحرق الزرع والضرع. لماذا يستشرس النظام وحزب الله في ريف حلب.. ما هي أهميتها؟ هم يريدون السيطرة على الريف الشمالي لمحافظة حلب، وحاولوا السيطرة عليه أكثر من مرة لكنهم فشلوا أمام صمود الجيش السوري الحر، ورغم القصف واستخدام كل أنواع السلاح في المنطقة، مازال ريف حلب تحت السيطرة وبالطبع الهدف من ذلك هو استعادة السيطرة على مطار منغ العسكري ذي الأهمية الاستراتيجية. يبدو أن الحرب على الأرض تتقلص في حلب.. فهل اقتنع النظام والجيش الحر بالواقع واكتفوا بالمناطق التي يسيطرون عليها؟ هذا الوصف ليس دقيقا، فالجيش في تقدم دائم سواء في حلب أو المناطق الأخرى، لكن الصورة لا تظهر على الإعلام بالطريقة الصحيحة، فكل ما يظهر هو تقدم النظام، وأريد أن أؤكد لك أن مقاتلي الجيش الحر يرون في شهر رمضان المبارك شهر الفتوحات والانتصارات إن شاء الله. تتحدث وسائل الإعلام عن وصول سلاح نوعي.. هل هذا صحيح.. وماذا تنتظرون لمعركة التحرير الكامل؟ الإعلام يسبب لنا مشاكل في عملنا الميداني، وهو لا ينقل الصورة الحقيقية، ويلتقط الأخبار دون دراية ما يجري على أرض الواقع، فكل ما قيل على الإعلام من وصول أسلحة نوعية غير صحيح ومبالغ فيه. صحيح هناك أسلحة لكنها ليست بالطريقة التي يتصورها الخارج. حمص تحت الحصار والقصف وربما تسقط بيد النظام.. هل ستتفرجون عليها كما حدث في القصير؟ الجيش الحر لم يتفرج على معركة القصير، ولقد أكرمنا الله بشرف القتال إلى جانب اخوتنا في القصير، ولم نتقاعس، وما ظهر للإعلام في القصير ليس كما هو الواقع، على أية حال إذا اضطر الأمر الذهاب إلى حمص والقتال فيها سنذهب حسب الإمكانات والقدرة على التحرك، فأنت تعرف أن حمص تحت الحصار الآن. وماذا لو سقطت حمص.. ألا يعني أن حلب المرحلة المقبلة للنظام؟ نحن نعول على صمود الجيش الحر في حمص، ووفق المعلومات الأولية فإن معنويات وعزائم الجيش الحر عالية .. فلن تسقط حمص بحول الله، ودعني أقول لك ان الجيش الحر في كل معاركه يقاتل ببسالة، وما من معركة حتى يتسابق فيها المقاتلون إلى الصفوف الأولى. بينما يتحصن جنود النظام وراء دباباتهم وحصونهم، بدعم من حزب الله اللبناني. وما زالت حمص على مدار أسبوعين تحت القصف والتدمير الممنهج، إلا أن النظام لم يتمكن من دخولها رغم أنه دمر كل شيء فيها. الأكراد يتحركون شمالا.. وسط حديث عن الإدارة المحلية.. كيف ستتصرفون إذا حدث ذلك وأعلنوا الانفصال؟ الإخوة الأكراد أوعى بكثير من أن يخطوا هكذا خطوة، فهذا التصرف غير صحيح ولا يخدم فئات الشعب السوري، نحن نتطلع إلى العمل مع الإخوة الأكراد لإسقاط النظام وبناء سوريا الجديدة الموحدة تحت شعار سوريا للجميع. وتربطنا علاقات أخوية واستراتيجية مع الأكراد أينما كانوا وهم جزء مهم وحيوي من الثورة السورية ونعول كثيرا على وطنيتهم.. هذه الثورة قامت من أجل عودة سوريا إلى الشعب وأن تكون سوريا أكثر تماسكا.. والثوار يدركون ذلك سواء كانوا أكرادا أم عربا. بات التطرف والجهاديون السؤال الأبرز في الأزمة السورية.. هل أنتم في صدد محاربتهم.. وما حقيقة وجودهم وانتشارهم ؟ التجييش الإعلامي كبير جدا بهذا الخصوص نحن جميعا اخوة وفي خندق واحد ضد نظام الإجرام الأسدي ومن والأهم من حزب الشيطان وإيران، وبدل الحديث عن التطرف فلينظر العالم إلى تدخل حزب الله في المناطق السورية والدعم الإيراني المفتوح للنظام ماديا وسياسيا وعسكريا.