ابتعد عن الساحة الرياضية فجأة وبدون مقدمات بعد أن أتعبه «قلبه الاتحادي»، قدم الكثير في زمن قصير رغم الإجحاف في حقه، فقد دفع أكثر من 25 مليونا للاتحاد في أقل من موسم من أجل عيون الاتحاديين، ورغم هذا أنكروه، وصف الوضع الحالي للاتحاد بالضبابية وقال: لن أعود للاتحاد إلا في الوقت المناسب وبعد أن أقف على مجمل الأوضاع التي يعيشها النادي حاليا. • في البداية سألنا عيد الجهني عن سر ابتعاده عن الاتحاد.. فأجاب: أولا.. أنا لم ولن أبتعد عن الاتحاد، فأنا أتابعه بقلبي وعقلي، ودائما ما أسأل المقربين عن أحواله وعن شؤونه وإشكالاته. ثانيا.. حضرت للاتحاد في وقت معين بعد أن أدركت أن النادي يحتاج إلى دعم مادي في ذلك الوقت عندها كنت حاضرا مع الاتحاد قلبا وقالبا وقدمت له ما أستطيع. • ماذا تقصد بالاستطاعة؟. أنا لا أحب أن أخوض في ما قدمته للاتحاد لكن بيان الإدارة مغلف اضطرني لكشف الكثير وقد عقدت مؤتمرا صحفيا في ذلك خاصة بعد زوبعة الديون وبأنني لم أقدم سوى 80 ألف ريال والحقيقة التي وضحتها أثبتت بأني قدمت أكثر من 25 مليونا، وعليكم سؤال محمد بن داخل واللاعبين أنفسهم والحمد لله فقد جاءتني شهادة بما قدمته من بعض الأعضاء الذين كانوا يقفون بالقرب من الاتحاد وأولهم أسعد عبدالكريم وخالد المرزوقي واللذان قاما بزيارتي في منزلي عدة مرات، وأنا هنا أشيد بهذين الشخصين اللذين قدما الكثير والكثير للنادي وإلى الآن حسب علمي فهما يحاولان البحث للخروج من أزمة الديون. • وماذا عن الإدارة الحالية وأزمة الديون؟. حقيقة أسمع كغيري عن الديون الحالية وقرأت في الكثير من الصحف عن المشكلة بل أكدها اجتماع أعضاء الشرف الأخير والذي كشف بأن هناك ديونا تصل إلى 61 مليونا حسب ما قرأت، وأتمنى أن تجد الإدارة حلا للمشكلة خاصة أنها رحلت الكثير من الديون إلى إدارة ابن داخل. والذي أعرفه أنه كان هناك استلام وتسليم، وكانت الديون لا تتعدى 18 مليونا عندما قدمت مجموعة إدارة جيل المستقبل وطلبوا من ابن داخل الرحيل، لكن الملاحظ على هذه الإدارة هو عدم الوضوح والشفافية في مسألة الديون والتعاقدات والمفترض أن يظهر شخصا رسميا لكشف كل الحقائق خاصة أننا على مشارف بداية موسم رياضي، وكنا نتمنى أن تكون التعاقدات والآليات واضحة وأن يجلب الاتحاد نجوما بحجم ومكانة النادي. • وماذا عن اللاعب اندوما الذي تعاقدت معه؟. حتى تكون الأمور واضحة، أنا شخصيا لم أستقدم اللاعب اندوما، وكل ما حدث أنه طلب مني أن أدفع قيمة العقد بحضور محمد بن داخل وأمين الصندوق باهويني وسلمت لهما المبلغ في النادي علما بأن اللاعب لم يحالفه التوفيق في الاتحاد وهو الآن مهاجم الوداد الأول. • ولماذا لا تقوم أنت باستقدام لاعب أو مساعدة الإدارة الحالية؟. لا بد أن أكون واضحا، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فما حصل لي من نكران وتشويش على ما قدمته للاتحاد جعلني أتحفظ في الوقت الراهن عن الدعم. • ومتى تعد جماهير الاتحاد بالعودة؟. قلت في البداية إنني سأعود للنادي في الوقت المناسب وبآلية واضحة، رغم حديث كبار الاتحاديين معي في هذا الخصوص ولا أريد أن أسميهم ولكن لكل حادث حديث. • الإدارة الحالية تجاهلت زيارة الأمير طلال بن منصور وأعضاء الشرف المهمين بعد الفوز بكأس الأبطال، ماذا تفسر ذلك؟. أولا أستغرب من الإدارة الحالية نسيان الرمز، فمن ينسى الأمير طلال بن منصور لا بد أن ينسى تاريخ الاتحاد فهو التاريخ في حد ذاته، والباني للاتحاد الحديث، فقد قدم الغالي والنفيس وكل ما يملك من أجل الاتحاد، فهل هذا جزاؤه؟.. وأستغرب كذلك من عدم زيارة العضو المؤثر منصور البلوي والذي يعتبر أحد الرموز المهمين والذي حقق ما لم يحققه الآخرون من إنجازات واستطاع أن يصل بالاتحاد للعالمية وأصبح النادي معه حديث الجميع فقد جلب ابرز النجوم وحقق اغلب البطولات، فلماذا كل هذا الجفاء لمن صنعوا المنجزات للاتحاد وغيرهم!. • ماذا عن قصة نور والاتحاد؟. أولا أنا ضد إبعاد نور بهذه الطريقة، فنور تاريخ ولا يمكن للتاريخ أن يعامل بهذا الأسلوب ويكفي البطولات التي جاءت من خلاله للنادي، وما قدمه في أصعب الظروف التي مر بها بعد وفاة والده أو شقيقته وقد كنت قريبا منه جدا وعرفت مدى حبه الجنوني للشعار. • ماذا عن التفريط في نايف هزازي؟. هزازي لاعب كبير وكان على الإدارة الاتحادية عدم التفريط به خاصة أن السعر الذي انتقل به لا يقارن بسعر اللاعب وإمكاناته وسنه، وأجزم أن الاتحاد كان بحاجة لبقائه، وأما التفريط في النجوم فأتمنى أن لا يسهب فيه الاتحاد، فمنذ أن عرفنا الاتحاد وهو يستقطب أبرز النجوم ولا يبيع عقود لاعبيه، فهل يعقل أن يصل الحال بالاتحاد إلى هذا الحد!. • إدارة ابن داخل لم تكن واضحة تجاهك خاصة فيما قدمته للاتحاد.. ما تعليقك؟. صحيح أن إدارة ابن داخل أخطأت وكان أبو طلال يعمل بنيته، وكثير من الأمور لم يسجلها أو يعتبرها رسمية ويعاب عليه عدم مواجهة الكثير بالحقائق فقد كان مسالما لأبعد الحدود ولا يريد أن يضع الاتحاد في إشكالات ويحاول حلها بشكل ودي بعيدا عن الضجيج، ولكن هذا لا ينفع ولا يصلح في الأندية مع احترامي، فالعمل في الأندية غير العمل في أي موقع آخر. • ولماذا الأندية.. هل العمل غير صحي فيها؟. بصراحة أجواء الأندية والرياضة لا تشجع، فما يحدث فيها شيء يحز في النفس من مهاترات وكلام لا ينبغي وكل ذلك لا يخدم رياضتنا السعودية والدليل الحال التي وصلت عليه الكرة سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، وأتمنى من أحمد عيد أن يعيد النظر في الكثير من الأمور، فهو قادر على انتشال الكرة السعودية ووضعها في مصاف المنتخبات الأقوى، والأندية الاقوى متى ما وضع قلبه وعينيه وأن لا يستمع للكثير من الذين لا تهمهم مصلحة الرياضة ورغبتهم في فشل أحمد عيد في المقام الأول. • ماذا عن شباب الاتحاد الحاليين؟. شباب رائعون جدا ويحتاجون لمساندة الخبرة والاهتمام، وعدم التفريط فيهم وكيفية المحافظة عليهم من الآن حتى يصبح للاتحاد شأن آخر كما هو جيل الماضي القريب والذي صنع المنجزات للاتحاد. • ماذا عن علاقتك باللاعبين؟. زارني أسامة المولد وحمد المنتشري ومحمد فوزي، والجميع للأمانة أوفياء وتربطني بهم علاقة صداقة قبل علاقة النادي وكثيرا ما أستمع لهم هاتفيا أو حضوريا فهم أشقائي، ولن أبخل عليهم. • من هو الأصلح لرئاسة الاتحاد في نظرك؟. أولا توجد إدارة رسمية الآن ولكن في حالة ذهابها فأنا أرى أن منصور البلوي ومحيي الدين صالح كامل أو وجه جديد يتولى هذه المهمة وأن يكون قبل كل شيء قادرا على دعم النادي من جيبه الخاص. • في نظركم كيف يمكن إنقاذ الوضع في النادي؟. الوضع في الاتحاد لن يحل إلا بالشفافية والوضوح ومعرفة الديون وبعد ذلك تشكل لجنة لكيفية سدادها ومن ثم البدء بصفحة بيضاء حتى للذين يرغبون دعم النادي لا بد لهم أن تكون الأمور واضحة وحقيقة، أتفق مع ما تناوله الأستاذ أحمد فتيحي في ذلك قبل رغبته في رئاسة النادي، عندما رشح نفسه للمنصب بعد استقالة ابن داخل. • وماذا عن مقاطعة الإدارة ل«عكاظ»؟. حقيقة أستغرب هذا التصرف ومقاطعتها للإعلام ابتداء من التلفزيون وصحيفة الرياضية وأخيرا «عكاظ»، وأجزم أن هذا التوجه لا يخدم النادي خاصة أننا نعرف أن الأخبار أصبحت شيئا مشاعا في عصر الفضائيات والإنترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعي، و«عكاظ» صحيفة صادقة والجميع يحترمها وقد قست علينا كثيرا في عهد إدارة محمد بن داخل وكانت محقة في طرحها من أجل مصلحة الاتحاد ومع هذا لم نقاطعها، ونجزم أن للصحافة هدفا ورسالة، لكن أن يكون الأسلوب الجاف هكذا فهذا غير مقبول أبدا، و«عكاظ» لن تتأثر بأحد ، فهي قوية ورصينة وجمهور الاتحاد واع وقادر على تصحيح الأوضاع بالكامل. • كلمة أخيرة.. أشكر «عكاظ» الصحيفة الرائدة والصادقة، وأتمنى للاتحاد التوفيق، وأعدكم بأن عودتي للاتحاد ستكون من خلالكم.