ارتبط صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن منصور بنادي الاتحاد ارتباطا تاريخياً ووجدانيا، وبات ذلك الرجل رمزا اتحاديا تتوارى أمامه كل المسميات والألقاب والإنجازات ليبقى عشقا ساكنا في قلوب الاتحاديين ونجماً ساطعا في سماء الكيان الاتحادي. فعلى مدار نصف قرن كان طلال الإنسان والأمير والرياضي رقما صعبا في المعادلة الصفراء وعنوانا جميلا في جبين عميد الأندية السعودية. وأمام هذا الإرث المضيء بادرت «عكاظ» من منطلق رسالتها السامية بزيارته في منزله لتكريم سموه تقديرا لرموز الرياضة السعودية، حيث قدم مشرف الشؤون الرياضية والشبابية عمر الكاملي درع المؤسسة هدية له كما قدم بعض الصور التاريخية لوالد الراحل صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبد العزيز. ودار حديث جميل بجمال أخلاق الأمير طلال بينه وبين «عكاظ» بحضور حامد البلوي ومحمد سالم وعدد من أصدقاء سموه، حيث لا يخلو منزله من تواجدهم الدائم معه؛ فقد استهل حديثه مع «عكاظ» عن حبه الأول الاتحاد والبدايات، حيث أشار إلى أنه متابع لأوضاع النادي من بعيد نظرا لظروفه الخاصة، منوها بأن الأمور الفنية والإدارية في النادي تمر بتراجع ملموس يبعث الحزن داخله، كما أكد على إمكانية عودة الفريق إلى المسار الصحيح وتعافيه من الوعكة الفنية التي ألمت بجميع الاتحاديين وفي مقدمتهم هو نفسه «ولكن ما في اليد حيلة» كما قال. لابد من وقفة جماعية وأضاف الأمير طلال بأن الأمل في أعضاء الشرف كبير : «هم مطالبون بالوقوف إلى جانب النادي الذي هو في أمس الحاجة إلى وقوفهم معه»، وزاد «إن الاتحاد يحتاج إلى اتحاد حتى ينهض من كبوته»، «هناك من الاتحاديين من أعضاء الشرف الذين أثق فيهم ثقة كبيرة لن يتخلوا عن الاتحاد، كما أن وقفاتهم الصادقة هي بوابة عودة الفريق إلى المنافسة، وكلنا ندرك بأن نادي الاتحاد يمثل الشيء الكثير لدى هؤلاء من أعضاء الشرف»، مبينا أن النادي لا يستحق من محبيه كل هذا الجفاء. وعن الاتصالات بينه وبين أعضاء الشرق قال: «أنا دائم السؤال عنهم والحقيقة البعض منهم يسأل ويتواصل إما بالحضور إلى منزلي أو بالاتصال ولاسيما الدكتور خالد المرزوقي واللواء محمد بن داخل ومنصور البلوي والذي يتصل من فترة إلى أخرى، وأمين أبو الحسن لكن لابد أن نلمس لبعضنا العذر فأغلب أعضاء شرف الاتحاد رجال أعمال لديهم ارتباطات داخل المملكة وخارجها لكن إن شاء الله يكونون قريبين من النادي. عودة البلوي لا تكفي وبين الرمز الاتحادي بأن عودة حامد البلوي لإدارة القدم تعد خطوة إيجابية تحسب للإدارة وتصب في الطريق الصحيح وأنه من أفضل من عمل في إدارة الكرة الاتحادية ويملك الخبرة في التعامل مع اللاعبين وقد سبق أن تعامل معهم ولكن عودته وحدها لا تكفي على حد قوله، من أجل إنقاذ الفريق من الانهيار الفني الواضح والذي لا يمكن أن يتوقف ما لم يضع الأعضاء أيديهم بأيدي بعض من أجل انتشاله من الأزمة الراهنة والتي عصفت بالفريق إلا أنه أبدى تفاؤله بأن المرحلة المقبلة خلال توقف الدوري لمدة 25 يوما من الممكن أن يعود فيها الاتحاد في حالة التفاف الاتحاديين حول ناديهم، مشيرا إلى أن الاتحاد يمرض ولكن لا يموت. من عشاق الليغا وعن المشكلة التي يعاني منها العميد قال: «الوقت غير مناسب للحديث عن كل التفاصيل فبعد نهاية الموسم يستطيع الاتحاديون ترتيب أوراقهم وإعادة حساباتهم»، وحول إذا ما كان هذا الابتعاد نهائيا قال: «أنا لن أتخلى عن نادي الاتحاد برغم أن ظروفي الحالية لا تسمح بمتابعة النادي عن قرب لكن أنا دائما معهم قلبا وقالبا». وأوضح الأمير طلال بن منصور بأنه متابع جيد للدوري الإسباني والمنتخب ومتفائل بوضع الرياضة، مشيرا إلى أنه الآن من متابعي الدوري الإسباني ويستمتع بسمفونية برشلونة بقيادة ميسي الذي يقدم متعة حقيقية لكرة القدم والمشاهدين، مضيفا: «كما أسعدتني عودة ايبدال بعدما ابتعد بسبب مرضه بالكبد ولكن المؤسف أن ريال مدريد ابتعد كثيرا عن المنافسة كما أن مورينيو لم يعد متحمسا لتدريب الفريق ويرغب في العودة إلى الدوري الإنجليزي». عيد يستاهل وعن انتخابات الاتحادي السعودي لكرة القدم قال الأمير طلال: «أبارك لأحمد عيد رئاسته للاتحاد السعودي بعد الانتخاب وعيد يستحق المنصب فهو شخصية رياضية توافقية نكن لها كل تقدير واحترام وفرحنا لفوزه برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم ويستاهل كل خير»، واستبعد أن يكون نادي الاتحاد قد صوت لغيره فهو ابن الرياضة على حد قوله، واستطرد قائلا إنه كان يتوقع فوز عيد لما يملكه من إمكانيات عالية وتاريخ مميز متمنيا له التوفيق. وعن الرياضة السعودية قال إن الخطوات التصحيحية التي تشهدها منذ سنوات والشفافية التي انتهجها المسؤولون ساهمت في إعادة صياغة المرحلة المقبلة وستكون دورة كأس الخليج هي بوابة العودة للأخضر لاسيما وأن الملاعب السعودي لا تزال بخير. وعن مبادرة «عكاظ» لتكريم رموز الرياضة قال الأمير طلال بن منصور إن «عكاظ» صحيفة الوطن ورائدة في مثل هذه المبادرات ولا يستغرب ذلك من صحيفة بحجمها فهي صحيفته المفضلة حسب قوله.