تعود المشكلات الزوجية في الأسر إلى الواجهة مرة أخرى، في روايات وقصص لا تنتهي من المعاناة، وتخلف ضحايا من الأبناء والبنات. «صباح» ضحية جديدة للخلافات الأسرية، ولم تكن تعلم بأن ارتباطها بشخص من خارج دولتها سيقودها طيلة سنوات للبحث عن طفليها والانتقال من مكان إلى آخر للسؤال عنهما وكأنها تقوم بدور الضحية في مسلسل قديم تكررت مشاهده كثيرا. هكذا شكت «صباح حسين» حالها بحرقة وهي تتذكر آخر مشهد لطفليها اللذين دارت حولهما الشائعات الكفيلة بفجع أي أم قد يكتب لها القدر أن تكون في مكانها يوما. وتحكي قصتها وتقول: «تقدم رجل إلى خطبتي من أسرتي وادعى الصلاح وألقى بالعديد من الوعود كضمانات تكفل لأسرتي الاطمئنان على وضعي في بلد شقيق، ووعدهم بأني سأعيش مكرمة لديه وأني سأراهم كل ما سنحت له الفرص أن يسمح لي بزياتهم». وكانت أول وعوده كذبا عندما أدخلني في المملكة بطريقة غير نظامية بتصريح للعمرة، وعندما استقررت في قريته انقلب حاله وتحول العيش الرغيد إلى أنواع من الذل والإهانة والضرب، ولم يكن يعمل وليست لديه مؤسسة خاصة كما ادعى، وعليه العديد من الديون والقضايا التي تثير غضبه كلما اشتدت عليه الأزمة، فيعود إلى المنزل ويضربني بشدة ويستريح عندما يرى الدماء تسيل مني، فهربت إلى أحد المحسنين من أهالي قريته، وبقيت مع أسرته حتى قدم أقاربي من بلدي، وأبلغ قريبه الشرطة بوجودي عندهم حفاظا على نفسه وحاول الجميع إصلاح الأمور بيني وبين زوجي ثم عدت عليه، وازداد الأمر سوءا وسلبني مالي وما بقي لدي من ذهب وهددني بالقتل وإسقاط الجنين، فهربت مرة أخرى إلى قريبه الذي أبلغ الشرطة وطالب بتصحيح وضعي فلم يكن من زوجي إلا أن طلقني». وأودعت دار الرعاية في مدينة أبها ووضعت جنينا هناك وعلاوة على ذلك تم ترحيلي إلى بلدي وسلب طفلاي مني، وأخذ طفليَّ تسليمهما لوالدهما. تقدمت «صباح» بطلب زيارة المملكة لرؤية طفليها ومنحت تأشيرة الدخول لمدة 3 أشهر وعندما عادت إلى القرية وجدت ابنتها لدى أقارب والدها أما ابنها فلا يعلم أحد عنه شيئا. وتقدمت «صباح» بالشكوى لدى الجهات الرسمية بطلب حضانة ابنتها وطلب إحضار والدهما بالقوة الجبرية ولكنها أبلغت باختفائه منذ مدة لتورطه في عدة قضايا أخرى، كما أن عدم إقامتها الدائمة في المملكة منعها من الحصول على حكم لحضانة ابنيها. كما ناشدت الجهات المسؤولة بالتحقق من مكان تواجد ابنها الذي تجاوز السنتين وحرمت رؤيته منذ أن كان في شهور عمره الأولى، حيث تولت مهمة البحث عنه شخصيا في شوارع مدينة جدة لعله يكون مع الخادمة التي كانت تعمل لدى والده في القرية.آ