تجاوز عبدالله بن راشد الدحيم مستشار لجنة الأمل التابعة لجمعية السرطان في المنطقة الشرقية إصابته بسرطان القولون المستقيم، بفضل الله ثم بالتحلي بالإيمان والصبر، بعد معاناة دامت أكثر من عامين، انتهت بشفائه في عام 2008م. وخضع الدحيم لعملية استئصال 17 سم من القولون المستقيم والعلاج بالإشعاع الكيماوي حتى تماثل للشفاء، بيد أنه ما إن تجاوز محنته، حتى فجع بإصابة زوجته بسرطان الكبد الذي تسبب في وفاتها، فتقبل النبأ بالإيمان بالقضاء والقدر، والاحتساب. وقال الدحيم: «مرت علي أيام صعبة، وبعد أن أخبرني الطبيب بحقيقة مرضي أيقنت أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، عندئذ توجهت مع أحد أبنائي إلى رحاب مكةالمكرمة وأمضيت هناك عشرة أيام بقصد الشفاء من الله وكان طعامي فقط التمر وماء زمزم الذي عملته زوجتي الحبيبة (أم رمزي)». وذكر أن رحلة علاجه بدأت بمراجعة مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، مشيرا إلى أنه لا ينسى جلسات العلاج الإشعاعي والكيماوي على مدى ستة أشهر. وأضاف: «على الرغم من أن العلاج كان قاسيا، إلا أنني لم أستسلم للمرض الخبيث، وكنت أمارس حياتي بصورة طبيعية، فكنت أزاول رياضة المشي على شاطئ البحر وأقود السيارة بنفسي، وكان المرض فرصة لتقليب أوراقي القديمة التي مزقت بعضها ووجدت بعضها وفتحت صفحات جديدة مازلت أكتب فيها»، ملمحا إلى أن مشواره الثاني بعد العلاج امتد لستة أشهر أخرى، وبعد شهرين قرر الطبيب إجراء العملية باستئصال الورم من القولون المستقيم بطول 17 سم، مشيرا إلى أنه بعد نجاح العملية داوم على قراءة القرآن الكريم وكان طعامه وشرابه حليب الخلفات مع جزء من بول الإبل والعسل الصافي. ورأى الدحيم أن للمرض بعض الإيجابيات، منها ازدياد تعلقه بالله، والتفاف عدد من المحبين حوله، لم يرهم إلا حين داهمه المرض. وتابع: «بعد أن أجريت العملية وأثناء وجودي في المستشفى في ال15 من شهر رمضان من عام 1428، كنت أتألم لعدم أدائي الصلاة مع جماعتي في المسجد، وبعد خروجي من المسجد عشت عيدين، الأول بمناسبة نجاح العملية، والثاني قضائي ليلة عيد الفطر مع أسرتي بعد أن من الله علي بالشفاء»، مشيرا إلى أنه بعد أن تماثل للشفاء في 2008 التحق بجمعية السرطان في المنطقة الشرقية كمتطوع حتى الوقت الحاضر. وأشار إلى أن المريض يحتاج من أجل الشفاء الأمل وليس الألم، لافتا إلى أنه لا ينسى وقوف جميع أفراد أسرته معه خصوصا زوجته الحنون أم رمزي رحمها الله. وأفاد أنه ما إن تماثل للشفاء حتى أصيبت زوجته وطبيبته بمرض السرطان في الكبد، وكشفت الفحوصات أن الفيروس في كبدها بلغ 85 في المئة، وهو من النوع الخبيث، وانتقلت إلى رحمة الله حين لم تفد معها المحاولات الطبية على مدى عامين. وزاد: «رحم الله أم رمزي السيدة الخيرة التي كانت تعطف على الأيتام وترفق بهم، وتتلمس حاجاتهم، ما جعلهم يطلقون عليها أم الأيتام»، لافتا إلى أن جميع أفراد الأسرة يفتقدونها في الشهر الكريم، خصوصا أبناءها التسعة وهم رمزي، وليد، أحمد ونايف.. ومن البنات نوف، مشاعل، آلاء، سجى وضحى.