رصد الكاتب حمد بن عبدالله القاضي جوانب متعددة من حياة الراحل الدكتور غازي القصيبي، الذي رحل عن الدنيا مخلفا وراءه إرثا تاريخيا، ومناقب جليلة برزت في إخلاصه الحقيقي لدينه ومليكه ووطنه، تحقق ذلك في الطبعة الثالثة من كتاب «قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية»، وقع في 80 صفحة من الحجم المتوسط. احتضن الكتاب أربعة محاور أساسية، بدأها القاضي بعد الإهداء، والمقدمة، والإضاءة، والمدخل، ملامح مختلفة من أدوار ووظائف وإنسانية القصيبي، ثم نماذج من شعره الإنساني الذي حوى قصائد باذخة أبرزت رقة وشاعرية إنسانية الراحل، ثم إضافات الطبعة الثانية كتابات بعض الأدباء والمثقفين في حياة القصيبي التي اجتمعت تحت عنوان «أصداء الوفاء»، وأخيرا إنسانية القصيبي في عيون محبيه. تميزت هذه الطبعة بوجود ثلاثة نماذج جديدة، برزت من خلال تفاعل القراء، تمثلت في مقالة بليغة للكاتب عبدالرحمن السدحان بعنوان «غازي القصيبي على مائدة حمد القاضي»، والثاني رسالة بالغة التأثير من المهندس محمد بن حمد الماضي، والثالث قراءة جميلة نشرتها «عكاظ» سابقا للأديب أحمد عائل فقيهي، إضافة إلى ذلك كلمات وفاء مختصرة سطرت في آخر الكتاب، توهجت بالصدق وعبقت بالحب، كتبها بعض المحبين من كافة الأطياف، ومن مختلف أطراف الوطن، ومن نخبة من الأصدقاء والمثقفين. وذكر المؤلف أنه لم يكن ينوي طباعة الكتاب، الذي كانت فكرته الأساسية محاضرة ألقاها في نادي المدينةالمنورة الأدبي في الشعر الثاني لرحيل القصيبي، وقد نشرت مقاطع ومختصرات منها بالصحف بعد إلقائها، ويقول القاضي: أن ما حفزني إلى الرجوع إليها والإضافة عليها وطبعها في كتاب مقروء ثلاثة أسباب: الأول: رغبة عدد من محبي الفقيد بتوثيقها في كتاب يكون أمام محبيه والجيل القادم ليدرك الجميع أن غازي القصيبي رغم كل مشاغله وارتباطاته لم تصرفه مسؤولياته عن روابط إنسانيته.، ثانيا: أن الناس عرفوا الدكتور غازي القصيبي وزيرا وسفيرا وأديبا واقتصاديا وسياسيا إلى آخر صفاته ومسؤولياته، ولكن قليلا منهم عرفوه «إنسانا» تفيض دمعته وتسهر مقلته ويسخر الكثير من جاهه ووقته لمؤازرة محتاج وإغاثة ملهوف ومسح عبرة يتيم وإقالة عثرة معاق، والسبب الثالث: أن القصيبي أفضى إلى خالقه وبقدر ما سيبقى ذكره عاطرا بمنجزاته الإدارية والأدبية فهو أحوج ما يكون إلى دعوة صادقة في جنح الليل، وهذه أكثر ما يحفز إليها تذكر أعماله الإنسانية والخيرية.