تستاء مني الكثير من النساء لأنني وكما يطلقن علي «نصيرة الرجل»، فطبيعة المرأة تتحيز إلى جنسها بكل الأحوال ونادرا ما تجد العكس، فما بالك وهي إحدى المعنفات من قبل الرجل ورغم ذلك تصبح نصيرة له؟ سألتني إحدى الصديقات ذات يوم، وقالت: لماذا لم تهاجمي الرجل وأنت امراة رأت العنف بشتى أنواعه وبدل أن تهاجميه أصبحت تناصرينه؟ فكان جوابي دون تعسف: ليست كل امرأة معنفة معقدة، وليس كل رجل قائم على أسرته بيده سوط يجلدها به، وليس كل البشر سواء. أعرف أن الكثير من معشر النساء، وخاصة النساء المعنفات لا يتقبلن الرجل بشكل إيجابي، فالرواسب التي خلفها بعده جعلت المرأة تنظر للرجل بصورة سلبية، وترى جميع الرجال في رجل واحد، وهذا لا ينطبق على جميع النساء، وإنما يقتصر على معظمهن في قدرة تحملهن والسيطرة على ما ألم بهن من أوجاع، فيجعلن حاضرهن محملا بشوائب الماضي، وتصبح حياتهن سوداء قاتمة لا تعرف سوى التشائم التي تستحوذ على كل جزء كبير من حياتهن، مما يجعل الفشل محالفا دوما لمسيرتهن. ومنهن من تغلبت على كل العقبات والحواجز التي كادت أن تهلكها، ولكن سرعان ما انتشلت نفسها قبل أن تقع في وحل المنغصات والأوجاع، التي من الممكن أن تؤدي بحياتها في براثن لا مخرج لها إلا بالرحمة الإلهية التي تنقذها من الغرق إلى بر الأمان، لماذا كل هذا اليأس الذي يصل لمرحلة الانغلاق الفكري؟ أنا لم أناصر الرجل أو المرأة على حد سواء، وإنما أناصر الحق وأساويه بين كلا الجنسين، فالمرأة إذا كانت جزءا مني فالرجل هو كل جزء يمتلكني وإذا كانت المرأة هي نصف المجتمع، فالرجل هو المجتمع بأكلمه. الرجل هوا (أبي) الذي خلقت من صلبه والعمود القائم على نشأتي وتربيتي.. الرجل هو (أخي) وعضدي الذي يؤازرني في شدتي وبأسي.. الرجل هو (زوجي) وشريكي والذي ارتبط اسمه باسمي ومن ذريته، أبنائي وأحفادي.. الرجل هو (ابني) الذي حملته في أحشائي وتغذى من دمي، ومن بعد أخي وزوجي يحمل همي سوى ولدي الذي أصبح بعد الله عزوة لي يسندني في زماني؟ الرجل هو قائدي وقدوتي ووطني، فكيف لا أناصره وكلانا يكمل الآخر؟ وقد جعل الله بين كل زوجين المودة والرحمة، والتآلف والرأفة. ميما العيسى - جدة