بدأت القصة صغيرة جداً، مجموعة نسائية قليلة رغبت في أن تعلن على الملأ أنها ترغب في الحصول على حق قيادة سيارتها بنفسها على أرض وطنها، مجموعة صغيرة ترى أن هذا حق لا تمنعه شريعة الإسلام، ويقر بذلك علماء الشريعة والدين، ولكن الأعراف والتقاليد أحياناً تكون سطوتها أقوى من كل شريعة، نورة الغانم انطلقت الشرارة الأولى من بيتها، واتفقت مع رفيقاتها بأن لا تأثير لأي مطلب إن لم يكن علنياً وفي وضح النهار، وهكذا كان... نورة الغانم في حوارنا معها تؤكد أن كلاً أدلى بدلوه في مسألة قيادة المرأة مركبتها، وسمع كلام الجميع إلا المرأة نفسها صاحبة هذا الحق... والحقوق كما تقول لا يستفتى عليها... قراءة ممتعة معها في هذا الحوار: هل كانت لك أحلام في التعليم واختيار الدراسة وقضت عليها التزاماتك الأسرية والأطفال؟ - لم تكن لدي أحلام في التعليم لأن المتاح في ذلك الوقت كان العمل معلمة، وبصراحة لم أفكر بإتمام دراستي وتحصيلي العلمي لأن الدراسة لم تستهوني. عملت في مدرسة حكومية، وعلمت أطفالك في مدارس خاصة... لماذا؟ - اخترت أنا وزوجي لأبنائنا المدارس الخاصة لأسباب من أهمهما اللغة الإنكليزية وكذلك طريقة التعامل، إذ تحظى طالبات المدارس الخاصة بنوع من الاستقلالية في الرأي وحرية النقاش بالمقارنة مع المدارس الحكومية. ما الروح المفقودة في مدارس البنات الحكومية؟ - لا توجد روح بل أجساد بلا روح ولا ملامح من طريقة تنظيم الطابور الصباحي المزعجة للجميع من موظفات وطالبات، إلى الإذاعة المدرسية التي لا تأتي بجديد ولا مادة مشوقة وإنما مواد مملة مكررة تلقينية، وما نراه في النشاط المدرسي أدهى وأمر. في مدارسنا لا يوجد أي مجال تتوافر فيه نواحي ومجالات الترفيه، كالرياضة مثلاً التي تعد مطلباً ضرورياً صحياً ونفسياً، ولا حتى التقنيات الحديثة التي تحسّن من أداء العملية التربوية، وأذكر أنه كانت لي تجربة في مدرسة خاصة، حيث حضرت مشرفة تربوية من الإشراف التربوي واعترضت على وجود سلة لرياضة كرة السلة في ساحة المدرسة وأمرت بنزعها حالاً! أول مطالبة بمنح المرأة حق قيادة السيارة في المملكة انطلقت منك... كيف بدأت الفكرة؟ - بدأت الفكرة من اقتراح بعض الأخوات إرسال عريضة للمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وكانت الأوضاع الأمنية مضطربة بعد دخول القوات العراقية الكويت، ورأينا كيف أن المرأة الكويتية نجت بأسرتها من آثار العدوان العراقي ودخلت الحدود السعودية، ثم تطوّر أمر العريضة إلى فكرة التعبير عن هذا المطلب بشكل عملي والخروج إلى شوارع الرياض في مسيرة تكوّنت من 16 سيارة و47 امرأة بخط سير محدد ومرسوم، وكان لقاؤنا الأول في منزلي، وتوالت بعده اللقاءات التي استمرت لمدة شهرين تقريباً. وكان الإنجاز أننا قمنا بالأمر فعلاً وترجمنا كل ما حلمنا به وفكرنا به خلال لقاءاتنا لأجل هذا الأمر، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ كان التشهير السلبي بنا وبعائلاتنا على منابر عدة ومن خلال منشورات مليئة باللغط، ووصل الأمر إلى الفصل من العمل والمنع من السفر لأكثر من سنتين من الحادثة. 6 نوفمبر و... 17 يونيو ما الفرق بين 6 نوفمبر 1990 و17 يونيو2011؟ هناك تغيير يذكر؟ - في 6 نوفمبر كانت الفكرة منظمة ومحددة وأكثر مركزية وغير معلنة، إذ كانت نوعاً من جس نبض المجتمع الذي لم يكن مهيّأً بعد لتلقي الفكرة، بينما في 17 يونيو كانت الحملة معلنة وحظيت بتأييد كبير لأن المجتمع بدأ يعي تماماً أنها مطلب حقوقي وحقيقي في الوقت نفسه. وحسبما أرى حالياً من تداول الأمر إعلامياً وفي شبكات التواصل الاجتماعي أن قراراً كهذا لا بد له من تنظيم خاص من الدولة ومؤسساتها، فالمجتمع متقبل بدرجة كبيرة هذه الفكرة وتبقى هي حقاً اختيارياً لمن يريد، وأخذ الموضوع أكثر من وقته، وأصبحت الفكرة ناضجة الآن لإقرارها من الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نعوّل كثيراً على دعمه لهذا القرار الحيوي. هل هناك أخطاء صاحبت مطالبة المرأة بقيادة السيارة في 6 نوفمبر90؟ - لا أرى هناك أي أخطاء، وأجد أن مسيرتنا حققت أهدافها ومهدت لمناقشة هذا الأمر بجدية. وكان التوقيت مناسباً لطرح الموضوع لارتباطه بنواحٍ كثيرة حينذاك، ولكن المشكلة أن مطالبنا لم تناسب المتشددين والمتطرفين! إذ استغلوا هذا الحدث وقاموا بالتشويه والإساءة إلينا عبر حملتهم العنيفة الشرسة، وتعرضوا لنا فيها بالسوء عبر كل وسائل الإعلام والمنابر والأشرطة. وبمرور الوقت وجدنا معظمهم الآن تغيرت أفكارهم واعتذر بعضهم عما فعله. المشكلة الأكبر أن يخضع المجتمع لرؤية متطرفة ويلغي رؤية الآخرين للمطالب الحقوقية. هل لا تزال إلى الآن لدى مجموعة 6 نوفمبر التطلعات نفسها أم أن صراعات الحياة غيرت الأفكار والأحلام؟ - نحن نلتقي سنوياً في التاريخ نفسه ونتطلع إلى ما هو أبعد من هذا الحق، إذ إن المرأة في مجتمعنا تطمح إلى إنصافها وإعطائها حقوقها المدنية المشروعة. وتحققت بعض هذه الحقوق المدنية بإعلان الملك عبدالله القرارين التاريخيين وهما: دخول المرأة السعودية مجلس الشورى والمجالس البلدية في الدورتين المقبلتين، ولكن لا بد من حل عاجل، وتدخل سريع ينقذ وضع المرأة، وذلك بسن قوانين وأنظمة تهيئ لدخول المرحلة الجديدة من المشاركة السياسية. مرّت عقود ولا يزال هذا الأمر محل نقاش ولا يزال المجتمع لم يتهيأ كما يقولون... هل حقاً مشكلتنا مع المجتمع؟ - ربما كانت مشكلتنا مع المجتمع في الماضي، ولكن الآن أرى أن العالم تغيّر والمجتمع تطور تبعاً لذلك، لذا نبقى بحاجة إلى قرار يحقق هذا المطلب، ويصبح متاحاً لمن أراد ممارسته. كيف يمكن الحسم في هذه القضية ونحن بعيدون عن التجربة؟ - لسنا بعيدين عن التجربة، فهناك عدد من النساء قمن بالقيادة في شتى أنحاء المملكة مثل: مها القحطاني، نجلاء حريري، منال الشريف، عزة الشماسي، وغيرهن كثيرات. ولم يواجهن مشكلات ما عدا من تم إيقافهن من المرور. وهي تجارب رائعة وثّقت بالصور واللقاءات الحوارية. إضافة إلى أننا لسنا بعيدين عن دول الخليج العربي التي تتجانس في ظروفها الاجتماعية معنا، وقد أثبتت تجاربهن الرائدة نجاحها، خصوصاً في ما يتعلق بدخول المرأة كل المجالات المتاحة، فالسعوديات لسن أقل شأناً من أخواتهن الخليجيات. يقلل البعض من أهمية موضوع قيادة المرأة سيارتها بحجة أن هناك أموراً أولى تحتاجها النساء... لماذا دائماً هناك من يحدد أولوياتنا؟ - لا أعلم كيف يستهين البعض بموضوع يسبب أزمة يومية لكثير من النساء في السعودية. من يقلل من الموضوع فعليه أن يتابع ويطرح أولوياته، وهناك نساء يعتبرن موضوع قيادة السيارة من أولوياتهن وهذا من حقهن. دعوا المطالب تسير متوازية مع بعضها البعض ولا ضير في ذلك أبداً. هل تتمنين أن بناتك والأجيال الجديدة يكملن المسيرة؟ - من الطبيعي أن أتمنى لبناتي وللأجيال الجديدة إكمال المسيرة، وقد فعلن ذلك على أرض الواقع، إذ نتابع يومياً أخباراً عن نساء قدن سياراتهن في المدن لقضاء حوائجهن بأنفسهن. الاستقلالية والمرأة كانت جداتنا في المجتمع يتمتعن باستقلالية حرمنا منها... من سحب البساط من تحت أقدامنا؟ - المتطرفون! ممن وضعوا جداراً فاصلاً بين المرأة والرجل، ومن سمّوها ب «الملكة» و «الجوهرة المكنونة»، وهم بهذا أعاقوها وكتّفوها ومنعوها من العمل الحلال الذي يقيها شر السؤال، وكمثال على ذلك، قصة فتاة شرورة، التي غالبها البكاء وهي تشرح معاناتها هي وزميلاتها لرئيس مجلس الشورى بأنهن تخرجن منذ 15 عاماً ولم يتم توظيفهن بعد. كيف تقرئين التحولات في أوضاع المرأة السعودية خلال العشرين سنة الماضية؟ - المرأة السعودية لديها من الكفاءة ما تتفوق به على الرجل، وهي قادرة على إصلاح أوضاعها لولا تدخل الرجل الذي يعوقها عن التقدم، وخلال ال20 سنة الماضية هناك بعض التحسّن، خصوصاً في مجال التعليم، ولكن نريد أن يكون ذلك على مستوى العمل وإتاحة الفرصة لها لتثبت نفسها، ولنكن متفائلين بعد القرارين الملكيين بدخول المرأة مجال المشاركة السياسية، ونرى المرأة السعودية وقد أخذت المكانة التي تستحقها بإذن الله. ولا ننسى أن الملك عبدالله قال كلاماً واضحاً «لا تخاذل ولا تردد». هل ترين في الأفق مؤشرات إيجابية لصالح النساء، أم أن الأمر يحتاج إلى عقود أخرى؟ - قرأت كما قرأ غيري عن قانون سيصدر يشمل الأحوال الشخصية للمرأة أرجو أن يرى النور قريباً، سيمنح المرأة استقلالية أكثر وحرية حركة أفضل من السابق، وأرجو ألا يحتاج ذلك لسنوات طويلة، فالمملكة حفظها الله من كل سوء وقّعت على وثيقة «سيداو»، وهي تنصّ على إلغاء التمييز ضد المرأة. واستبشرنا خيراً بالمشاركة السياسية للمرأة في المستقبل القريب. من خلال مسيرتك الحياتية... هل وجدت أن المرأة لا تحتفي جيداً بالمرأة كما يقولون؟ - يوجد في بعض الأحيان التنافس والغيرة ولكن ليس بالشكل الذي يمثل ظاهرة، وهذا موجود أيضاً عند الرجل وليس عند المرأة فحسب، هذه نوازع إنسانية لا دخل لها بالجنس. ولكن النساء في بلدي أبلين بلاءً حسناً في السعي للاعتراف بهن كمواطنات صالحات يردن الخير لبلدهن. ما الذي ينقص المرأة السعودية لتكون كمثيلاتها في دول الخليج؟ - فعلاً، وهذا ما نقوله ونردده، فالمرأة السعودية لا ينقصها شيء لتكون كمثيلاتها في دول الخليج العربي، ولكن لم تتح لها الفرصة لإثبات وجودها. كيف ترين تفاعل المرأة السعودية مع القضايا المحلية والعربية؟ - أجدها متفاعلة ومتابعة للقضايا المحلية والعربية، وهي موجودة في فضاءات الإنترنت بشكل كبير. على رغم أنني أجد من غير المنصف أن تحتفل نساء العالم بأسره باليوم العالمي للمرأة ولا نفعل ذلك نحن. المثل الشعبي هل كرّس دونية المرأة؟ - طبعاً بكل تأكيد مثل قولهم (البنت حمل من رمل) أو قولهم (المَرَة لا تنتودع الصديق، ولا ينضرب بها الطريق) وقول البعض (مَرَة وأنت بكرامة)، هذه الأمثال وغيرها حطت من منزلة المرأة وقللت من قيمتها. مجتمعنا السعودي لماذا وتيرة التغيير لديه أبطأ من غيره؟ لأنه ينقصنا تطبيق فقه الواقع، وأننا نركن للماضي ولا نخطط للمستقبل. ونحن مجتمع أبوي قائم على الوصاية. التمكين الاقتصادي للمرأة قضية التمكين الاقتصادي للمرأة هل تقف حجر عثرة في طريق السعوديات؟ - بفضل حملة قام بها عدد من سيدات الأعمال وهن: الدكتورة عائشة المانع من المنطقة الشرقية، والدكتورة هتون الفاسي من الرياض، والسيدة عالية باناجة من المنطقة الغربية، تم إلغاء الوكيل الشرعي، وعمم على جميع الوزارات بعد إصداره من وزارة التجارة عام 2011. مع العلم أنه صدر مرسوم ملكي في عام 2004 بهذا الشأن. علاقة المرأة بالرجل في مجتمعنا ما الذي ينقصها؟ - علاقة المرأة بالرجل في مجتمعنا ينقصها الوعي بالثقافة الحقوقية وتعزيز المساواة في الحقوق بينهما، باحترام استقلالية المرأة المادية، وحريتها في العمل، وأن تكون المرأة كاملة الأهلية. علاقة الرجل بالمرأة مبتورة في الحياة العامة بسبب العزل التعسفي بين الجنسين، الذي يعزز عدم الثقة في ما بينهما، ويزيد من المبالغة في السلوك المتحفظ. هل لا تزال مشكلة التمييز بين البنت والولد تشكل جزءاً من هموم الفتيات في المجتمع؟ - لا شك في أن المشكلة لا تزال قائمة وتشكّل جزءاً من هموم الفيتات، لأن مجتمعنا لا يزال مجتمعاً ذكورياً. فالأخ الطائش قد يكون مسؤولاً عن أخته الباحثة والأكاديمية الراشدة في كل شؤون حياتها، وكذلك الحال مع الابن المخوّل بتسيير جميع شؤون والدته، والذي قد لا يكون أهلاً لذلك. ما الذي نحتاجه كثيراً للحد من قضايا العنف ضد النساء في مجتمعنا؟ - نحتاج إلى التوعية بالقضايا الحقوقية لكلا الجنسين، فكلاهما يجهل حقوقه ما له وما عليه، نحتاج إلى سن قوانين تحظر العنف بجميع أشكاله، وإلى إنشاء دور حماية كافية للنساء والأطفال. في ظل غياب مدوّنات قوانين الأسرة والأحوال الشخصية... كيف للمرأة أن تحسّن أوضاعها وهي لم تجد الإنصاف؟ - لو كانت هناك قوانين خاصة بالأسرة والأحوال الشخصية لما رأينا أحوال النساء هكذا، لذا على المرأة أن تعتمد على نفسها، وأن تبذل جهدها لتستقل مادياً، وألا تيأس في طلب المساعدة، وأن تلجأ إلى المحكمة لإنصافها إذا اضطرت إلى ذلك. مسيرة الحوار الوطني هل حركت المياه الراكدة في المجتمع؟ أم أنها ساعدت في إبراز صراعاتنا على السطح؟ - لا يكفي أن تجمع أشخاصاً في قاعة وتقول لهم تحاوروا، لا بد أن يكون الحوار في رأيي بين المواطنين وصناع القرار أو من بأيديهم الحل والربط للوصول إلى نتائج مثمرة. لا فائدة من حوار يدور بين مجموعة من المواطنين غير قادرين على حل هذه المشكلات. نتلعثم في الحوار... هل نحن قوم نجادل وكفى؟ - لا أتفق أننا نتلعثم في الحوار، ولكن ربما نجادل كثيراً أكثر مما نفعل، لأن صوتنا غير مسموع في السابق، وما يحدث الآن من جدال يستنفد وقتاً طويلاً هو من ترسبات جدال الماضي. وأتصور أن طبيعة الجدال في المستقبل ستتغير عما هي عليه الآن، وستكون أكثر هدوءاً وعقلانية بسبب سهولة توصيل الآراء إلى المسؤولين مقارنة بما هي عليه في الماضي والحاضر. هذا إضافة إلى تعددية الآراء التي جعلت الانفعال في الجدال أقل حدة، لأن أطراف الجدال مطمئنون إلى أنهم سيأتيهم الدور لطرح وجهات نظرهم، ولن يكون الجدال من طرف واحد فقط. الثقافة الحقوقية ترف اجتماعي لماذا يجد البعض أن الثقافة الحقوقية ترف اجتماعي؟ - ربما لأن الثقافة الحقوقية يراها البعض طارئة ولم تكن في ثقافتنا من قبل، ولكن المجتمع تطوّر والقضايا اختلفت والأطياف تنوعت، فوجب تعزيز الثقافة الحقوقية، خصوصاً في المدارس بجميع مراحلها. الدور الأمومي للمرأة، تعززه الشريعة وينتهكه المجتمع... ما الحل؟ - الحل في رأيي يكون بكتابة ما تنصّ عليه الشريعة الإسلامية في شكل قوانين يعمل بها القضاة، وليس كل قاضٍ يعمل على هواه، فإذا كانت مدوّنة عند ذلك لا يكون هناك تباين في تطبيق العقوبات. الوعي الاجتماعي بالحقوق التي صادقت عليها المملكة كيف يمكن أن يصبح ثقافة عامة للمواطنين؟ - متى ما وجدت الجدية في تطبيق المعاهدات والمواثيق الحقوقية الدولية. إذ لا يمكن تغيير سلوكيات وثقافة البشر من دون سن قوانين صارمة وتطبيقها على الجميع. الإعلام مقصّر بشكل كبير في نشر الوعي الحقوقي، سواء في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية أو الصحف أو المطويات وغيرها. لا بد من التأكيد دائماً على وسائل الإعلام أن من واجبها التوعية الحقوقية وذلك حق للمواطن. هل تجدين أي دور للمستشارات في مجلس الشورى؟ هل لهن دور فاعل في قضايا المرأة والأسرة؟ - لم يسلّط الضوء على ما قمن به من استشارات أو أبحاث، واقتصر نشاطهن على المشاركة في الوفود البرلمانية خارج المملكة. ولا أرى أن فصل الجنسين في المجلس سيكون له تأثير إيجابي، إذ إن ذلك سيعرقل العمل ويجعل التواصل بين الأعضاء أكثر تعقيداً. نحن الآن في عصر العولمة، ونريد أن ننتمي لهذا العصر ولا نشذ عنه بانغلاقنا عن العالم. المرأة ربة المنزل تناط بها المسؤوليات الأكبر والأصعب ولكنها لا تلقى الحماية المجتمعية... لماذا التقليل من دور المرأة التي لا تعمل؟ - لأن العامل الاقتصادي له أهمية كبيرة في وقتنا الحاضر، فأصبحت المرأة غير العاملة عبئاً على معيلها. ولكن لا يجدر بنا أن نقلل من أهمية دور المرأة غير العاملة، فهي تقوم بدور كبير ومهم في مساندة الزوج وبناء الأسرة. حماية القاصرات من الزواج المبكر والتحرش الجنسي... هل هو دور مناط بالمدرسة الابتدائية؟ - لا شك أن للمدرسة دوراً فاعلاً في ذلك، ولكن لا بد من سن قوانين تعاقب من يثبت تورطه في تزويج قاصرة وكذلك في حالات التحرش الجنسي، ومن خلال عملي في المدارس الابتدائية لم يكن هناك أي تطرق لهذين الأمرين. الاتفاقات الدولية توقيع الدولة على الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان هل لمسها المواطن السعودي أم لا تزال مجرد شكليات؟ - أنشئت جمعيات وطنية تعنى بحقوق الإنسان، وأصبح هذا التعبير مألوفاً لدى الناس بخلاف ما كان سابقاً. كما أنشئت لجان الحماية الاجتماعية للنساء المعنّفات والأطفال، ولكن لا يزال أقل بكثير من المأمول. نحن نتطلع إلى زيادة عدد المؤسسات الحقوقية لتتمكن من احتواء جميع أبناء الوطن، مع أهمية التعريف بحقوق المواطن بشكل أكثر جدية. جيلك عاصر قضايا الإرهاب والتدمير والتطرف... برأيك هل علاج هذه الظواهر تم كما يجب أم أن هناك أموراً لا بد من متابعتها؟ - الأمور بدأت بالتحسّن، والآن المجال متاح لقول الرأي على الأقل. كما أن الفضاء المفتوح والإنترنت جعلا السعودي يشارك برأيه في ما يحصل في العالم. هل غاب عن المجتمع دور المرأة في قضايا التطرف؟ - أنا أرى أن المرأة مسؤولة كما الرجل في قضايا التطرف، فهي التي تربي النشء وهي من تخلق فيهم التطرف بالتعامل بالاستبداد وفرض الرأي على الصغير وعدم السماح له بالتعبير عن نفسه وإسماع رأيه. هل تجدين أن شبكات التواصل الاجتماعي قرّبت المسافات المترامية بين أبناء الوطن؟ وهل جعلتنا نعيش الحدث ونتفاعل معه؟ - نعم لشبكات التواصل الاجتماعي تأثير كبير فقد جعلت العالم في قرية واحدة، ولا ننسى دورها في إنجاح الربيع العربي. وعلى مستوى الوطن، أسهم موقع «فيسبوك» في التعريف بحملة بلدي وحملة النساء المطالبات بقيادة السيارة «من حقي أسوق». وكذلك أسهم «تويتر» في زيادة تبادل المعرفة والأفكار بين أبناء الوطن. الطلاب والطالبات بعد الابتعاث هل سيحملون رايات التجديد في المجتمع المحلي؟ - هذا ما نرجوه. وما قدمه خادم الحرمين الشريفين لأبنائه الطلبة والطالبات من فتح باب الابتعاث سينعكس إيجاباً على تطور ورفعة هذا البلد اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. المرأة في المجالس البلدية مشاركة المرأة في المجالس البلدية هل ستحدث تغييراً في مسيرة النساء نحو المشاركة السياسية وصنع القرارات؟ - بالتأكيد ستحدث تغييراً في مسيرة النساء، لأني أجد أن النساء أكثر تلمساً لحاجات الأحياء السكنية وحاجة المواطنين. وهناك بذل الجهود الحثيثة من بعض نساء بلدي وممن أشرفن على حملة بلدي، وهذه المجالس البلدية إذا ما أتيح للنساء الدخول فيها ستكون اللبنة الأولى في المشاركة السياسية وصنع القرار. ولكن بشرط ألا نستبق الأحداث ونهتم بالشكليات، ولا أنسى في هذه المناسبة أن أتقدم بالشكر للقائمات على حملة بلدي، الدكتورة هتون الفاسي، وفوزية الهاني، وغيرهما من مسؤولات المناطق والعضوات ممن بذلن جهداً مضنياً للتعريف بالحملة ومخاطبة الجهات المختصة. في ما يخص عمل المرأة في مجالات جديدة لماذا يبدو الأمر مخاضاً عسيراً... هل قوة المرأة الاقتصادية تهز مكانة الرجل؟ - في ما يخص فتح مجالات عمل جديدة للمرأة، لا يزال الأمر «مكانك سر»، وللأسف القرارات التي أقرها الملك عبدالله ووضع لها تواريخ لم يعمل بها إلى الآن، ولا أدري ماذا عند وزارة التجارة من أسباب تمنع تطبيقها، وإذا كانت هناك فئة متشددة تمنع البلد من التقدم وتقف في وجه المرأة وتمنعها من كسب عيشها، فلا بد أن تكون مصلحة الوطن فوق كل مصلحة، ويحيّد رأي هذه الفئة كما فعلت الدولة سابقاً في مسائل كثيرة. بعد العمل الطويل في التعليم والتقاعد... هل لديك مشاريع للمرحلة المقبلة؟ - بعدما أفنيت سنين طويلة في خدمة وطني آن لي أن أستريح وأقضي وقتي في الاطلاع وخدمة أسرتي، ولا توجد في ذهني أي مشاريع، عدا المشاركة في العمل التطوعي. لماذا أنت بعيدة عن المشاركة الإلكترونية؟ - بدأت متأخرة وأنشأت لي حساباً في «فيسبوك» و«تويتر»، خصوصاً «تويتر»، فأنا متابعة جيدة لما يُكتب. وما يعجبني في «تويتر» هو سرعة نشر الخبر في كلمات لا يزيد عددها على 140 كلمة، وتكون أخباراً موثقة. إضافة إلى الاشتراك في مجموعات yahoo أو غيرها، التي تتيح الفرصة لمن يتشاركون في طرق التفكير أن يتبادلوا الأخبار والمقالات ذات الاهتمام المشترك. سيرة ذاتية... -نورة عبدالله الغانم، مواليد بلدة ثرمداء بمنطقة الوشم. - حاصلة على مؤهل ثانوية معهد معلمات من منطقة الوشم. - عملت في حقل التدريس لأكثر من ثلاثين سنة والآن متقاعدة. - مهتمة بالشأن العام وشؤون المرأة تحديداً وبالعمل التطوعي. - عضوة في «حملة بلدي». - تهوى السفر والقراءة والاطلاع على آخر المستجدات. - حاصلة على عدد من الدورات التدريبية في مجال الحاسب الآلي واللغة الإنكليزية، وكذلك دورة تدريبية عن كيفية التعامل مع الإعلام وتنظيم الحملات الإعلامية في مركز السلام للدراسات الاستراتيجية والتنموية في الكويت. - أنشأت نادياً للطفل في منزلها استمر سنة واحدة بعد فصلها من العمل بسبب مسيرة السادس من نوفمبر عام 1990. - متزوجة وأم لثلاث بنات وابن ولديها حفيدة واحدة.