أكد رئيس سلطة المعابر والحدود في قطاع غزة، الدكتور غازي حمد في حوار ل «عكاظ» أنه لا صلة لحركة حماس بما يجري في مصر اليوم، تصريح حمد يأتي وسط الحديث عن شكوك حول تحرك «حركة حماس» في الداخل المصري، في ظل توافقها الحميم مع جماعة الإخوان المسلمين. وفي ظل حالة القلق التي تنتاب المصريين بعد فتح معبر رفح بين سيناء وقطاع غزة مؤخرا، قال حمد مبرئا ساحة حماس «إنه من خلال تواصلنا الرسمي على المستويين السياسي والأمني لم تثبت هناك حالة واحدة لتورطنا في أي من المشكلات التي تشهدها مصر». وفيما أبدى تطلعاته بفتح المعبر بشكل دائم، شن هجوما عنيفا على الإعلام المصري، ووصف ما يطرحه ب «الأكاذيب» في رده على سؤالنا حول صلة حماس بمحاولة اغتيال قائد الجيش الثاني الميداني في صفوف القوات المصرية اللواء أحمد وصفي.. سألناه في البداية: بعد أن سمحت السلطات المصرية بفتح معبر رفح بشكل جزئي.. في البداية؛ نود أن نستشف مطالبكم في هذا الصدد، بما يحقق رغبات الشعب الفلسطيني في غزة، ودون أن يعطل مصالحه؟ كما تعلم أن معبر رفح هو المعبر الوحيد بين قطاع غزة والعالم، وأنه ليس هناك معبر آخر يمكن أن يتجه إليه الفلسطينيون، وتكمن أهمية هذا المعبر في استيعابه لكل الحالات الإنسانية، سواء المرضى أو الطلاب أو رجال الأعمال، فهو باختصار الشريان الحيوي لكل الفلسطينيين، وفي حالة إغلاقه يتحول قطاع غزة إلى سجن كبير، ويتوقف التعامل مع كل الحالات الإنسانية. كأنك بهذا تبدي تطلعك إلى فتح المعبر بشكل دائم؟ نعم، نحن نتطلع لفتحه بشكل كامل ودائم، لأنه ليس من خيار آخر سواه، وسط الحصار والمعاناة التي يعيشها القطاع على مدى السنوات المنصرمة، فأنا أعتقد أن غزة ليست جزءا من الحدث، وسياسيتنا واضحة في عدم التدخل بالشأن المصري على الإطلاق، ولكن للأسف هناك من يحاول إقحام غزة في كل تفاصيل الشأن المصري، ما دفع لإغلاق المعبر لمدة خمسة أيام، ومن ثم فتحه بشكل جزئي. هل تواصلتم مع الجانب المصري في هذا الشأن؟ نعم هناك تواصل مع الجهات الأمنية المسؤولة عن هذا الموضوع، وقد أكدوا لنا من قبل فتح المعبر، وتم فتحه أمس الأول بشكل جزئي، ونحن طلبنا منهم ب فتحه بشكل كامل. وعلى أي مستوى كان هذا التواصل؟ على مستوى المخابرات العامة. ولكن تعلم ما يجري في مصر الآن، فهناك مخاوف من تمدد حركة حماس إلى الأراضي المصرية بما يهدد الأمن المصري، خصوصا في ظل والتوافق بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وقد حصل ما حصل منذ يومين إثر محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي.. ألا تعتقد أن هذه التجاوزات كفيلة بفرض جملة من التدابير وأن من يعطل مصالحكم هم أنتم لا النظام الحالي في مصر؟ سأجيب بالدليل القاطع وبالبرهان، فمن خلال تواصلنا الرسمي على المستويين السياسي والأمني لم تثبت هناك حالة واحدة لتورطها في أي من المشكلات التي تشهدها مصر، وأنا أتكلم من منطق لسان المسؤول، ومن منطق شخص مسؤول عن الاتصالات بين قطاع غزة ومصر، فكل ما يشاع في بعض وسائل الإعلام المصرية غير صحيح ويفتقد إلى الدليل، فلا يوجد شخص واحد ينتمي إلى حماس تم اعتقاله في أحداث مصر، ولدينا تواصل يومي وعلى مستوى عال مع المخابرات المصرية، ولم نسمع منهم كلمة واحدة تثبت أن هناك تورطا لواحد من أبناء غزة في مشكلات مصر، وهناك من يحاول جعل حماس جزءا من الحملة التي تثار ضد محمد مرسي وضد الإخوان في مصر. يبدو من إجابتك وكأنك تتحدث باسم الإخوان المسلمين؟ نحن لسنا جزءا من أحد، صحيح حماس لها خلفية الإخوان المسلمين، ولكن نحن لدينا موقف واحد ثابت بأن لا نتدخل في الشأن المصري وأن لا ننحاز لطرف دون طرف. ولكن الإعلام المصري لم يتحدث عن ذلك إلا بعد أن خرج إسماعيل هنية ودعا صراحة إلى عودة مرسي؟ كثير من وسائل الإعلام المصرية تلعب دورا خطيرا في إيقاع الوقيعة بيننا وبين المصريين، فللأسف صورونا وكأننا نحن الذين نسيطر على قصر الاتحادية، ونحن الذين نحمي محمد مرسي، ونحن الذين نطلق النار في ميدان التحرير، ونحن الذين نقتل الجنود في سيناء.. ولذا أجدد تأكيداتي بأنه وبالتواصل مع الجهات المصرية لا يوجد نصف دليل على مشاركة حماس في ما يجري في مصر. إذن دعني أسألك عن موقفكم الصريح في المتغيرات التي تشهدها مصر، فهل أنتم مع عزل مرسي أو ضد التغيير؟ موقفنا حساس للغاية، ولا نريد أن نتدخل في هذا الشأن على الإطلاق، لذلك التزمنا الصمت في كل ما يجري، وكل ما دعونا له هو أن تخرج مصر من هذه الأزمة، وهي موحدة ومتماسكة. وما المشهد الذين تتمنونه لخروج مصر من الأزمة؟ بصراحة نحن لدينا قناعة قوية بأنه كلما كانت مصر قوية ومتماسكة وموحدة انعكس ذلك إيجابا على القضية الفلسطينية، وكلما كانت مصر تعيش مشاكل واضطرابات فإن هذا ينعكس هذا سلبا علينا، لذلك نحن حريصون على أن لا نتدخل في الشأن المصري. أخيرا.. هل هناك تنسيق بينكم وبين الجهات المصرية يضمن عدم الإخلال بالأمن المصري.. في ظل فتح المعبر؟ بلى، صحيح.. صحيح. وما آلية هذا التنسيق؟ لدينا تواصل مع المصريين ولقاءات بشكل مستمر، وهناك نشر لرجال ضبط الحدود من الجانب المصري، في ظل التعاون بين الجانبين، وفي كل الأحوال فإننا لم ولن نشكل تهديدا لمصر أبدا، وأغلب التدابير التي فرضت كانت من الجانب المصري، كإغلاق الأنفاق وتقنين فتح المعبر.